تفعيل عمادات البحث العلمي في جامعاتنا…!
د. مفضي المومني
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ أﺩﺍﺓ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ والتطور ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ الأساسية، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻳُﺨﻀﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ، وﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﻟﻼﺑﻌﺎﺩ ﺍلأﺧﺮﻯ ﻫﻮ في النهاية ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻟﻮ ﺍﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻛﻤﺜﺎﻝ ﻓﻲ إﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭالإهتمام به ﻭﺗﻤﻮﻳﻠﻪ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﺟﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑركب الدول المتقدمة والأقل تقدماً لا بل ما زلنا في ذيل القائمة..! ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ إﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺍﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﻘﻮﻝ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻭﻟﻰ مهامها ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، إﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺑﺤﺚ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻴﻘﺎﺕ، ﻧﺘﻘﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻻﻧﻪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﺏ أن افضل جامعاتنا لا تصرف أكثر من 30 % من مخصصاتها الشحيحة أصلاً على البحث العلمي، وكتبت مقالاً مفصلاً وبالأرقام والنسب المئوية عن ذلك في مقال سابق، وسمعنا جميعاً ﻣﺎ ﺍﻋﻠﻦ ﻗﺒﻞ مدة ليست بعيدة أن ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ سيقوم باﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻟﻌﺪﻡ ﺻﺮﻑ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻘﺘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ومن دعم الصندوق حسب التشريعات، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻗﺼﻮﺭ غالبية ﻋﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ في جامعاتنا، ﻭﻻ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﺬﺭ… !، ﻻﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﺓ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩﺍﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻮﺻﻒ إﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻌﻴﻘﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ( ﻭﻻ ﺍﺧﺺ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ) ﻭﻣن هذه الممارسات التي يعاني منها اعضاء هيئة التدريس الباحثين:
1- ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﺻﻐﺮ ﺍلأﺳﺒﺎﺏ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ… ﻭﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﺍﺻﻐﺮ ﻭﺍﺗﻔﻪ الأﺳﺒﺎﺏ للتعطيل وحجب ﺍﻟﺪﻋﻢ..! ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺣﺠﺐ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻻ ﻣﻨﺤﻪ وتسهيله.
2- ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ إﺩﺍﺭﺓ ﻋﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺤﺎﺳﺐ ﻭإﺩﺍﺭﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﻑ..! ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍلأﺳﻤﻰ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻣﺮﺩﻭﺩﻩ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ.
3- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻏﺐ ﺍﻱ ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺑﻄﻠﺐ ﺩﻋﻢ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻓﺎﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭالأﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺴﺪﻳﺪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻴﻘﺎﺕ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺟﻬﺪﺍً ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ… !.
4- ﺍﻟﺘﻔﻨﻦ ﺑﻮﺿﻊ ﻣﻌﻴﻘﺎﺕ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻣﻜﺴﺐ ﻭﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ، ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺭﻗﻪ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻼﺀ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻃﺮ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻟﻮ ﺍﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺤﻲ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻟﻴﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻟﻌﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ؛ ﻳﻤﻀﻲ ﺟﻞ ﻭﻗﺘﻪ في اﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻻأﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ… . ﻓﺼﻞ ﻳﻠﻲ ﻓﺼﻞ ﻭﺳﻨﺔ ﺗﻠﻲ ﺍﺧﺮﻯ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻃﻼﺑﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ودافعية أكبر للعمل.
5- ﺗﻀﻊ ﺑﻌﺾ ﻋﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻋﻘﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﻃﻠﺐ إﻟﻘﺎﺀ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ مقدماً في موضوع ﺎﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻣﺎﻡ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻻﺧﺬ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ بالغالب ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺨﺼﺺ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ، ﻭﺍﻻﺻﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻟﻴﻨﻘﻞ ﻟﺰﻣﻼﺋﻪ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻟﻜﻦ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻭﺍﻻﻋﺎﻗﺔ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻭﺍﻻﺻﻞ ﺍﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺑﻤﺆﺗﻤﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﻪ ﻟﻤﺆﺳﺴﺘﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ.
6- ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻧﻪ ﻣﺘﻬﻢ ﻭﺍﻧﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﻛﺎﻧﻪ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﺔ ﻭﻣﻨﺔ… وقد يحتاج الأمر بذل ماء الوجه بالتوسط للحصول على الدعم… أو مزاجية الإدارة في التسهيل والتصعيب حسب العلاقة الشخصية وليس الكفاءة العلمية للمتقدم ومشروعه البحثي.
7- ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﺑﺎﻟﻤﻨﻊ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﺑﺴﻄﻬﺎ ﺍﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺤﺎﺳﻮﺏ ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻌﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ …ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ.
8- ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻟﻠﺘﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻌﻒ ﻣﻘﺘﺮﺣﻪ ﺍﻟﺒﺤﺜﻲ ﺑﻞ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ والشخصنة ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
9- ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﻲ ﺍﻻﺟﺮﺍﺋﻲ، ﻭﺗﻨﺴﻰ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻧﺸﻄﺔ ﻫﺎﺩﻓﺔ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺜﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ.
10- إنتقال دور بعض عمداء البحث العلمي إلى أداه مهينة بيد رئيس جامعة أخرق… للإيقاع بزملائه من خلال تصيد الأخطاء والإستلالات المفبركة وحدث مثل هذا وبشكل صفيق في عهد إدارات سابقة.
11- تقوقع عمادات البحث العلمي علي ذاتها… والغرق في الإجراءات الإدارية عوضاً عن تفغيل دورها… وجلب شراكات بحثية عالمية وتحفيز أعضاء هيئات التدريس لذلك.
12- عدم تقديم الحوافز المالية للباحثين المتميزين حتى مع وجود تشريعات لذلك.
13- عدم وجود مراكز دعم للباحثين في الجامعات مثل الطباعة والتدقيق والترجمة وتسهيل عمليات النشر والمراسلات والمتابعة وغيرها.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ البروقراطية ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﻌﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﻈﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻳﻀﺎ، ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺴﻴﺔ ﻳﺤﺠﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻄﻠﺐ ﺩﻋﻢ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺎﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻜﺪﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﻓﻒ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ دون فائدة ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ الفعلي وﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ، ناهيك عن عدم وجود قواعد بيانات محدثة لنشاطات البحث والنشر العلمي.
وهذا كله ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺎﺕ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺗﻜﺪﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ وحسابات الجامعات أو تحويلها لبنود صرف أخرى، ﻟﻴﺬﻫﺐ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻣﺒﺸﺮﺍً ﺑﺘﻮﻓﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻪ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺠﺎﺡ ﻟﻪ..! ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻔﺸﻞ..!.
ﻟﻦ ﻧﺘﻘﺪﻡ ﻭﻟﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ كما يجب، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ البحث العلمي وﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺎﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ، ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻥ ﺗﻤﺘﻠﻚ أﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎً.…ولو لم تكن عمادات البحث العلمي مقصرة… لوجدنا تطوراً ننتظره من جامعاتنا… إذ لا يجوز أن تبقى عمادات البحث العلمي في وضعها الديكوري القاصر… . ﺣﻤﻰ الله ﺍﻻﺭﺩﻥ.