جامعة تل ابيب الاسلامية معقل التزييف والخداع !
مهدي مبارك عبدالله
بداية لا بد ان نبين بان المؤامرة اليهودية على الإسلام التي قادها يهود خيبر وبنو النضير وبنو قينقاع في المدينة المنورة في العصر النبوي لا تزال خطورتها مستمرة في العصر الحالي وان اختلف الأشخاص واختلفت البيئات والآليات والمخططات ولكن ( روح الشر المستطير واحدة ) سواء تلك التي حاك خيوطها كعب بن الأشرف أو تلك التي يحيكها اليوم ( أفيخاي أذرعي ) الناطق باسم جيش الاحتلال برعاية مباشرة من جهاز الموساد وهو يعمل مستخفيا بعمامة وبلحية مصطنعة واسم مستعار
عود على بدء وفي زمن لم تكن لدى العديد من الدول العربية جامعة واحدة او حتى حصلت على استقلالها بعد كان جهاز الموساد الاسرائيلي ينشأ في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي جامعة مغلقة بمسمى ( جامعة تل أبيب الإسلامية ) كذراع للأمن الثقافي لتدريس الديانة الإسلامية في المجتمع اليهودي البحت وقد اشرف رجال المخابرات الاسرائيلية بالكامل على اعداد مناهجها وتنظيم ادارتها ومواردها واختيار الطلاب المقبولين فيها من الذين يعتنقون الديانة اليهودية فقط وبدقة بالغة لا تحتمل الخطأ ولا تسمح بتسلل الغرباء من غير المرغوب فيهم اضافة الى انتقاء اساتذتها والمواد الدراسية المعتمدة وكذلك طواقم عملها والذين غالبًا ما يكونوا على ارتباط وثيق بجهاز المخابرات
علامات استفهام عديدة اثيرت حينها حول الدواعي من انشاء هذه الجامعة والغاية التي يريد الموساد الإسرائيلي تحقيقها من وراء ذلك
وفقا لما ذكر الموقع الرسمي العبري للجامعة فهي عبارة عن دفيئة مميزة للقاء بين الأديان تهتم بتدريس العلوم الإسلامية والشريعة والثقافة العربية والإسلامية وتاريخها واكتساب المعرفة العلمية والتطبيقيَّة في موضوع اللغة العربية الفصحى القديمة والحديثة وهي تنظم على مدار السنة فعاليات مجانية متعددة ومثيرة للاهتمام والقيام بدورات تدريبية وجولات ميدانية للبحث الكامل في هذه الملفات
ولابد هنا من التنبيه والاشارة الى ان موقع جامعة تل ابيب هذا يبدوا واضحا انه يستخف بقليلي الفهم ويسوق الوهم ويلعب على وتر اللقاءات بين الأديان ويحاكي القائمين عليه خطاب أسلافهم وأشياعهم في تذكير المسلمين بما يسمونه بـ ( الصفحات المشرقة من تاريخ التواصل اليهودي الإسلامي ) الذي ينبغي أن يتجدد بعيدا عن ( ثقافة التعصب الديني ) السائدة والتي لا تخدم مستقبل العلاقات اليهودية والإسلامية
تجنيد خريجي الجامعة لا تقتصر على الجانب العسكري والاستخباراتي بل يتعداهما إلى الاستقطاب والاستحواذ والضم الثقافي والمعرفي حتى يتمكن الموساد من غزو المجتمعات المحيطة بإسرائيل المرفوضة في محيطها الذي اكثريته مسلمة فهي من خلال دراسة التاريخ العربي الإسلامي تعمل على تحريف الدين والوقائع إضافة لمحاولتها التأقلم مع البيئة التي ما زالت ترفض وجودها على أراضيها
يعتمد الموساد على خطة منظمة وبالغة الدقة في اعداد الطلبة العملاء حيث يشرف على عملية التدريب علماء نفس واجتماع وسياسة وعلماء اتصال وتواصل ويجب على المنتسب ان يكون على استعداد للتواصل والتعامل مع عموم المسلمين وفي أي مكان في العالم كما يتم قولبة الطالب داعية المستقبل بما يتوافق مع الشروط الإسلامية من حيث المظهر واللغة وطريقة الحديث والاسم حيث يتم اختيار التسمية المبهمة للشخص على غرار تسميات أبو مصعب الشيشاني أو أبو جنيد الشمالي وغيرها
عملية الإعداد والتدريب الاستخباراتي العالي والاكاديمي تستغرق مدة طويلة حتى يتخرج الداعية ملما بالعقائد الإسلامية والمسائل الفقهية واللغة العربية ويكون بمقدوره توظيفها بما تدعي الحاجة كإعلان فتاوى الجهاد مثلا ولهذا يكون ارتباط الخريج بالموساد فقط الذي سيجعله ينتحل صفة الشيخ المسلم وفي هذا الإطار كان الاسرائيلي ( بنيامين افرايم ) احدى هذه النماذج حيث انتحل صفة إمام مسجد في ليبيا تحت اسم ( أبو حفص ) وبعد القاء القبض عليه والتحقيق معه اعترف بعضويته في جهاز الموساد وعادة ما يتم إعداد هؤلاء العملاء ليتحولوا لقادة منظمات جهادية مسلحة في أي لحظة وربما في تجربة تنظيم داعش ودعاتها الجهاديين ابلغ مثال على ذلك
وقد يظهر العميل في مهماته الدينية المرسومة من مقبل جهاز الموساد بصورة عابد مستغرق في المناجاة أو عالم صوفي وقد تبللت لحيته بالدموع الكاذبة والخاطئة ليخدع بها جمهور الناظرين والمارين من حوله او يكون داعية كبير وواعظ جليل يصول ويجول في التفاسير وينقلها لمستمعيه ومشاهديه في قالب لغوي وبلاغي أخاذ أو في صورة رجل محب للإسلام والمسلمين يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهو رأس المنكر والفتنة والشر يعمل ضمن خطة دنيئة لتشويه وتهويد الإسلام وتضليل اتباعه
اما فيما يتعلق بالمواد المعتمدة ومجالات البحث تقوم الجامعة بتدريس المواد والمساقات التالية الصهيونية واسرائيل من وجهة نظر إسلامية وأصوليون مسلمون بمنظور مقارن ودراسة فكر محمد باقر الصدر العلاقات اليهودية – الإسلامية الشريعة والعقيدة الإسلامية في أوروبا والتخصص في الإسلام السياسي الشيعي اللهجات العربية في منطقة الجليل وقواعدها والبحث في المخطوطات القديمة وارتباطها بالأدب اليهودي القديم والآداب العالمية والترجمة من العربية إلى العبرية
كما يتم ايضا التركيز المكثف على مساق من ( روبنسون كروزو إلى هاري بوتر ) وتحديات الترجمة من اللغات الغربية إلى العربية المجتمع والدين بمنظور الأدب والسينما وإدراج اللهجات الفلسطينية في برامج اللغة العربية لغاية فهم أكبر للإنسان الفلسطيني وللتركيبة البشرية والاجتماعية الفلسطينية وكذلك تشجيع الطلاب اليهود في قسم الدراسات الإسلامية على الاستخدام الفعلي والتفاعلي للغة العربية نطقا وكتابة ومحادثة والاهتمام بالدراسات الدينية المقارنة لأنها حسب رائبهم الطريقة المثلى لإبراز تفوق وتألق العقيدة والثقافة اليهودية
من اهم اهداف هذه الجامعة وبشكل ممنهج ودقيق إعداد ( مبلغين امنيين ) ودعاة إسلاميين مؤثرين يدعمهم الموساد للبروز على الساحة العالمية خاصة في خضم الأحداث التي تثير الجدل العالمي ولعل أبرز هذه الظواهر ثلة رجال الدين الذين واكبوا أحداث ما سمي بالربيع العربي حيث أصدروا ( الفتاوى باستحلال دم المرتدين ) وللمفارقة ان هذه الفتاوى لطالما كانت تتوافق مع الرؤية الإسرائيلي
كل ما سبق ذكره يستدعي اليوم من القائمين على برامج ومساقات بعض جامعاتنا الإسلامية تعديل عاجل يراعي خصوصية الظرف الزمني الصعب الذي نعيشه بما يحمله من تحديات كبيرة ومؤامرات خطيرة يقودها الموساد الاسرائيلي والتي تستهدف أمننا الديني والوطني وإن يفهموا بان تحالف العناصر الصهيونية والمتصيهنة ضد الاسلام واهله اصبحت أكبر عامل مشجع لإدراج الدراسات المتعلقة بالفكر الصهيوني في برامج ( أقسام العقيدة ومقارنة الأديان ) فمن ( عرف ثقافة الخصم عرف مخططاته ) وهي التطبيق العملي لمقولة ( اعرف عدوك )
خاصة وان برامج جامعة تل أبيب الإسلامية المعدة مخابراتيا تلم بكل مفاصل الدراسات الدينية المقارنة الاسلامية والتي تسمح للموساد بتحقيق الأهداف التي وضعها عند تأسيس هذه الجامعة وفي مقدمتها تزييف التاريخ الإسلامي وتسويق فكرة أن أغلب هذا التاريخ مستوحى من الثقافة اليهودية وإقناع الغافلين من المسلمين بأن الأساس الذي قامت عليه الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي هو أساس يهودي وبأنه لا مخرج للعرب والمسلمين من شرنقة التخلف الحضاري الذي يعيشونه إلا بالإيمان المطلق بهذه المسلمات التاريخية الخرافية والزائفة
اخيرا على الرغم من الجهود التي بذلتها اسرائيل واجهزتها الامنية في هذا المجال ونواياها الخبيثة التي ترجمتها في الأحداث التي جرت في ليبيا ومصر والعراق وسوريا وغيرها من الدول العربية الا انها فشلت في ضرب الوحدة الإسلامية والتفريق بين المذاهب الدينية بالإضافة الى عجزها عن تشويه الحقائق التاريخية التي تأسست هذه الجامعة لأجلها وهي من ضمن سلسة الاخفاقات والتراجعات التي ضربت كيانها بعد فشلها العسكري والاستخباراتي الكبيرين في معركتها الأخيرة على قطاع غزة والتي كان لها فيها الف عضة وعبرة
mahdimubarak@gmail.com