حتى لا تبقى محافظة عجلون عاصمة الزيتون الأردنية حبراً على ورق ،،،


منذر محمد الزغول

=

جميل جداً المبادرة  التي أطلقتها وزارة الزراعة بأن تُعلن في كل عام  محافظة أردنية كعاصمة للزيتون ، والأجمل أيضاً أن يكون في وزارة الزراعة مديرية متخصصة بالزيتون ، وهذا يدل دلالة واضحة على أن الوزارة تولي جل اهتمامها لهذه الشجرة المباركة الواردة ذكرها في القرآن  الكريم .

قبل أيام قليلة أعلنت وزارة الزراعة بالتعاون مع بعض الشركاء محافظة عجلون عاصمة الزيتون الأردنية للعام 2024- 2025  ، وبالتأكيد هذا الإعلان أثلج صدورنا وجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز  بوضع المحافظة  وشجرة الزيتون المباركة فيها على سلم أولويات الوزارة ، خاصة وأن شجرة الزيتون تعتبر الشجرة الأولى في المحافظة ، وهذا  الأمر بالطبع ليس جديدا  على المحافظة ، بل إن عجلون تهتم  بهذه الشجرة المباركة منذ آلاف السنين ، وأشجار الزيتون المعمرة في الهاشمية والوهادنة  وحلاوة وراسون وكثير من مناطق المحافظة خير شاهد على ذلك .

على كل ما أحببت أن أتطرق إليه في مقالي هذا  هو أن إعلان عجلون عاصمة الزيتون الأردنية يجب أن لا يتوقف عند يوم 10/10 وهو اليوم الذي تم  فيه الإشهار والإعلان ، ويجب أن تتواصل الجهود كي يكون لهذا الإشهار بعض الفوائد والإمتيازات التي من الممكن أن تعود بالنفع والفائدة على شجرة الزيتون والمزارعين في المحافظة ، ولهذا أقترح على أصحاب  القرار في وزارة الزراعة والمعنيين في المحافظة ما يلي

أولا: يوجد في محافظة عجلون أقدم شجر زيتون  على مستوى وهو شجر المهراس في منطقة الميسر في الهاشمية وبعض المناطق في المحافظة ، وهذا الشجر في الطريق لوضعه على قائمة التراث العالمي ، لذلك من الواجب والضروري  أن يتم وضع خطة واضحة المعالم للحفاظ على هذا الزيتون المعمر ومنع الزحف العمراني عليه ، وكذلك دعم  المزارعين أصحاب هذه الأشجار لمواصلة الحفاظ عليها .

ثانيا:  تُعتبر شجرة الزيتون الشجرة الأولى في المحافظة ، وفي محافظة عجلون تحديداً وحسب أرقام مديرية زراعة عجلون فإنه يوجد في المحافظة حوالي 860 ألف شجرة زيتون ، وهذا يتطلب مضاعفة الجهود للإهتمام  بهذه الشجرة المباركة ، خاصة من خلال تقديم النصح والإرشاد والمحاضرات التوعوية لأصحاب مزارع الزيتون وزيارة المزارعين في مزارعهم  للإطلاع على أرض الواقع على التحديات والعقبات التي تواجههم .

ثالثا: يمكن أن تتعاون مديرية زراعة عجلون مع مجلس المحافظة  لتخصيص مبالغ معينة في العام القادم  يوجه القسم الأكبر منها لدعم المزارعين الراغبين بزراعة أشجار الزيتون في جميع مناطق المحافظة لزيادة  رقعة الأرض المزروعة بأشجار الزيتون  لتكون محافظة عجلون في النهاية المصدر الأول على مستوى المملكة في الزيت والزيتون ، خاصة اذا علمنا أن الزيت العجلوني يعتبر بالفعل الزيت المفضل لكثير من أبناء المحافظات الأردنية وفي خارج الأردن أيضا .

رابعا: مساعدة المزارعين بشتى الطرق والسبل لتسويق منتجاتهم من الزيت وكافة منتجات الزيتون ، وهذا الأمر يتطلب إقامة شراكة حقيقية بين الكثير من وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة ، ومن الممكن أيضا فتح أسواق جديدة  خارج الأردن لتسويق الزيت العجلوني بشكل خاص والزيت الأردني بشكل عام .

خامسا: التركيز على تسويق الزيت العجلوني وكافة منتجات الزيتون من خلال إقامة المعارض المتخصصة كالمعرض الذي يقام سنويا في مكة مول في عمان  ، وفي داخل المحافظة وكافة المحافظات الأردنية الأخرى ، وهنا أسجل عتبي الشديد على  بعض الجهات  المعنية  التي نحاول  معها بشق الأنفس منذ فترة لا بأس فيها لإقامة  معرض متخصص بالزيتون العجلوني في ساحة قلعة عجلون ، ولكننا لم نفلح لغاية الآن في الحصول على الموافقات اللازمة لأسباب وحجج غير منطقية ، بالرغم أننا أقمنا  غالبية معارضنا السابقة في ساحة القلعة ، فأين الدعم المفترض من  هذه الجهات  لإعلان عجلون عاصمة للزيتون الأردنية .

سادسا: جميل جدا أن أعلنت وزارة الزراعة في يوم إطلاق عجلون عاصمة الزيتون الأردنية  عن إطلاق مسارا سياحيا زراعيا في منطقة زيتون المهراس في بلدة الهاشمية ، حيث أن عمر هذا الزيتون يتجاوز حاجز ال 2000 عام ، لذلك  نتمنى  أن يتم متابعة هذا المسار جيدا من قبل وزارة الزراعة ووزارة السياحية ووضع هذا المسار على الخارطة السياحية للمحافظة ، وهذا بالتأكيد سيساهم الى حد كبير بالترويج للمحافظة سياحيا والأهم أيضا أنه سيساهم بتسويق الزيت والزيتون العجلوني على نطاق أوسع ليشمل كافة الجنسيات التي تزور الأردن ومحافظة عجلون .

بالطبع هناك الكثير من الأفكار والإقتراحات  لتفعيل إعلان محافظة عجلون  عاصمة للزيتون الأردنية  للعام 2024- 2025 ، لكننا نتمنى أن لا يمر هذا الإعلان مرور الكرام  على محافظة عجلون  وأن لا يبقى حبرا على ورق ، كما أننا نتمنى أن  لا تتوقف الأمور عند يوم الخميس  10/10/2024، فقصة الزيتون العجلوني قصة  مباركة عمرها آلاف السنين ولا بد  أن تكون هناك متابعة حقيقية صادقة لهذا الملف الهام الذي بإذن الله تعالى إن أحسنا التصرف فيه سينعكس تأثيره الإيجابي ليس على محافظة عجلون فحسب بل على كل أرجاء وطننا الغالي .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.