حتى لا يجرفنا الطوفان
نسيم العنيزات
بقلم / نسيم عنيزات
كم كنا نتمنى ان ندخل مئويتنا الثانية بظروف افضل وباحسن حالا دون انقسام او اصطفافات، لان الوطن يستحق الافضل والفزعة.
اجواء مغبرة عكرت صفو فرحتنا وحالة من الحزن تخيم علينا ونحن نرى غيوما متلبدة تحوم حول وطننا الكبير، فما ان يمر الوطن بأزمة او يواجه تحديا من نوع ما، لنرى حالات من التنمر والانقضاض من البعض لينخر في امنه واستقراره سواء كان عن قصد او غيره.
لنرى وسائل التواصل تعج بالتشكيك والتحليل والتسريب وعدم قبول الاختلاف الذي يواجه بالاتهام بين التسحيج والخيانة.\
دون ان ندرك ان الاردن لا يخضع لأي حسابات غير الانتماء وحماية امنه واستقراره.
اننا الان نواجه ازمة والوطن يمر بمرحلة مفصلية تتطلب وضع خلافتنا جانبا ونحيد مواقفنا الشخصية بعيدا ونصطف حوله، لان الشعوب تعرف بالازمات والمحن،لا بالتصيد والانقسام.
نعم هناك اخطاء وتجاوزات تراكمت عبر سنوات وسنوات لا يمكن حلها في ساعة غضب او بين ليلة وضحاها مما يستدعي عدم التعقيد ودفع الوطن نحو زاوية لا خيارات فيها الا الخراب والدمار، فهناك من يتربص بنا وبدولتنا لحسابات ومواقف سياسية علينا التصدي له وعدم مساعدته دون قصد بعيدا عن اي اصطفافات جانبية او انقسامات مجتمعية، لان الوطن لا يقبل القسمة او الانحياز الا له.
فالتغيير مطلوب وهو مطلب جماعي لا حياد عنه لكن بعيدا عن الفزعة والتشكيك بمقدراته فاي جرح يصيب الوطن سننزف جميعا وندفع ثمنه جميعا وعندها لن ينفع الترميم او الندم.
فما مر به وطننا آلمنا جميعا، وكان درسا وفرصة لاعادة حسابتنا كلها نحو نهج جديد، نعبر معه مئويتنا الثانية نحو اردن ديمقراطي يحارب الفساد والمحسوبية ويعيد هيبة مؤسساتنا التي بناها اباؤنا واجدادنا وتركوها أمانة في اعناقنا، بعد ان عبروا في الوطن وسط امواج وعواصف متلاطمة دفعوا ثمنها باهظا.
وعلينا هنا ان نفرق بين الوطن، الارض،والتراب، العزة والكرامة وبين اي شيء آخر،وعدم الانجرار خلف الاشاعات والتحليلات المدسوسة الهدف منها الخراب والدمار، والابتعاد عن التصيد والتخوين قبل ان يدركنا الوقت ويداهمنا الطوفان ويجرفنا جميعا و لا نجاة منه الا ما شاء الله.
علينا جميعا الاستدارة والهدوء واعادة التفكير في الاردن الذي نريد،وطن تسوده العدالة والمساواة والحرية لنعيش جميعا بامن وسلام.