حلب الشهباء
رقية محمد القضاة
=
شمّاء تحرسها الأسود وسيفها يرمي اللهب
بالأمس مرّ بها التتار فما استقام لهم سبب
وكذا الصليبيّون ولّوا ما استطاعوه الهرب
هي إن سألتم درّة شرفت وسموها حلب
شرفت بتاج المكرمات يزين مفرقها الغرير
والآس في جنباتها أرج بألوان العطور
وربت وسقياها الفرات العذب مورده نمير
وبها البلابل صادحات في العشيّ وفي البكور
والشمس تشرق من سناها والبدور فما البدور
حلب وكم مرّ الزمان عليك مفتونا أسير
ومضى يحدّث عنك للأجيال مبهورا فخور
جلّ الذي سوّاك من درّ ولألاء ونور
شمّاء ذات كرامة تروى على مرّ العصور
حيّيت يا حلب الأسود ويا ميادين النسور
ياموئل الشمّ الكماة الغاضبين الثائرين
الواردين على المنون مهللين مكبرين
وهتافهم ويح التّتارالحاقدين المارقين
من آل زنكي نستمد العزم لا نخشى المنون
وهنا بنو حمدان يحمون الثغور مرابطون
لا تحزني فالله يا حلب وليّ الصابرين
لا تحزني هذا زمان الثائرين الصّالحين
لا تحزني من فعل شيطان التتارأبو لهب
لا تحزني ولتقرأي تبت يداك أبا لهب
وترنّمي ياشام بالقرآن فالنصر اقترب
يادرّة البلدان والازمان ياشام العرب
يا دوحة الإسلام بشراك قد عادت حلب
بردى يردّد واثقا بالله {هولاكو هرب }