حل الدولتين: الطريق المسدود
د. عزت جرادات
*تزعم اسرائيل أو تسعى الى تغيير الشرق الأوسط بقوة السلاح أو العمليات العسكريةفي جميع الاتجاهات في المنطقة، ولكل من يلعب بالنار – كما سخر نتنياهو من الرئيس السوري السابق.. ومن المعروف أن إسرائيل لن تنسحب من موضع قدم تحتله من أجل التوسع،مهما صدر منقرارات دولية، بدءاً من مجلس الأمن وحيث بطاقة (الفيتو) الأمريكية علىالطاولة بشكل دائم، وكذلك المحاكم الدولية.
كما أن إسرائيل لا تستطيع أن تنفذ أي استراتيجية بمعزل عن الولايات المتحدةالأمريكية، وكذلك الدول الأوربية المصابةبداء (الدفاع عن النفس) مثل بريطانيا والمانيا وايطالياعلى سبيل المثال لا الحصر.
*أما في المنطقة،فإنها تظن أو تتخيّل ان ثمة منظومة من الدول تشكل بيئةمحفزّة لها لتنفيذ خططها الاستيطانية أوالتوسعية، تلك الخطط المرفوضةمن جميع دول المنطقة. وتترك مهمة التوسع في التطبيع مع دول المنطقة لجهود الولاياتالمتحدة الامريكية، وهو الأمر المرفوض أيضاوبخاصة على المستوى الشعبي. وفي الوقت نفسه، فقد فشلت إسرائيل والولاياتالمتحدة الأمريكية في سعْيهما لإيجاد عدوللمنظومة العربية ليكون بديلاً للعدو الأولوالدائم، إسرائيلإن المنعطف الخطير في المنطقة هوالتمسك بالإختيار الإستراتيجي الوحيد للمنظومة العربيةوهو اختيار السلام الذي تعتبره اسرائيل مجرد شعار بلا مضمون، مع فهي لا تؤمن بالسلام من جهة،وهي ترى التردي العربيللمنظومة العربية من جهةأخرى.فهي ليست بحاجة أن تجنح للـسلام، كما انهاليست بحاجة لتقبل (بحلّ الدولتين)، وإنأعلنتْ ذلك، فإنما يكون ذلك من باب التسويق السياسي في مواقف تقتضي ذلك.وإذا ما أُخِذَ بعين الاعتبار أن الإدارة الامريكية،ديموقراطية حاليا أو جمهورية لاحقا،تعلن بوضوح الالتزام بحماية اسرائيلوالدفاع عنها وعن حقها في الدفاع عن النفس،فإنها لن تحول دون تمادي اسرائيل في عملياتالتوسع الجغرافي أو التمدد، أو الهيمنة أيْنما وأنّىأتيح لها ذلك. ولذا، فإنادعائها بأن تحركاتها واحتلالها لمناطق عازلة فيسورية على سبيل المثال هي اجراءات مؤقتة.فهو زيف كاذب. فالمعروف عن اسرائيل عند احتلالها شبرًا واحداً من الأراضي يصبح جزءاًمن كيانها.
*ويظل التساؤل قائما: ما العمل في هكذا مرحلةوالأحداث المتسارعة. ماذا لو فكرت المنظومةالعربية في البحث عن رؤية أخرى، وعنخيار إستراتيجي ثانٍ، فقد أصبح الخيار الأولغير صالح أو غير قابل للتنفيذ. اما عنماهية هذا الخيار، فأن إمكانيات الأمة العربيةالمادية والفكرية تجعلها قادرةعلى التوصل لذلك