حملة صرخة وطن ،، وماذا بعد؟!
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 16-04-2018
حملات النظافة التي يتم تنظيمها بين الحين والآخر في مناطقنا السياحية حيث كان آخرها حملة صرخة وطن التي نظمتها وزارة البيئة الاردنية بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة تشير وبلا أدنى شك ومع كل التقدير والاحترامآ لكافة الجهات القائمة عليها وعلى رأسها وزارة البيئة التي نجلها ونقدّر دور وزيرها، أننا ما زلنا ندير أمورنا بأسلوب الفزعةآ البعيدة كل البعد عن الخطط والبرامج طويلة الأمد،آ وكل ما جرى ويجري لا يفسر وللأسف الشديد إلا من باب الاستعراض والتقاط الصور التذكارية لوزراء ومسؤولين وفعاليات مختلفة تنتهي مهمتم بمجرد انتهاء مهمة وسائل الإعلام المختلفة المرافقة لهذه الحملات .
آ
شخصياً أتابع غالبية هذه الحملات بشكل دقيق منذ عشر سنوات على الأقل ، وللأمانةآ وأنا من الذين ينظرون إلى الأمور دائماً بنظرة إيجابية، إلا أنني غالباً ما أصاب بالإحباط الشديد من هذه الحملات التي لا تتعدى وقت تنفيذها ساعات معدودة ، فما عسى المشاركين في هذه الحملات أن يفعلوا ببعض هذه الساعات أمام مناطق سياحية مثقلة من تراكم النفايات وخاصة في هذه الأوقات التي تشهد فيها مناطقنا السياحية حركة نشطة جداً .
آ
الغريب والعجيب في أمر هذه الحملات أنه يتم الصرف عليها بسخاء شديد ، فترى الطواقي والتيشرتاتآ البيضاء هي سيدة الموقف إضافة الى عشرات الآليات المصاحبة للحملات والضيافة وتعطيل الطلبة والموظفين عن عملهم ودوامهمآ وقبل ذلك وكله اللجان والاجتماعات التي تعقد من أجل هذه الغاية ، وبالنهاية النتائج على أرض الواقعآ وكالعادة لا يمكنآ لها أن تلبي الطموح الذي من أجله استنفرنا وزاراتنا ومؤسساتنا وأقمنا الدنيا ولم نقعدها .
آ
أسلوب الفزعة والاستعراض والتقاط الصور لا يمكن له أن يكون الحل للكوارث البيئية التي تتعرض لها غاباتنا ومناطقنا السياحية ، فغاباتنا ما زالت مليئة بأطنان النفايات ، وما يتم جمعه من خلال هذه الحملاتآ لا يتعدى ال 10% على أبعد تقدير ، مع التأكيد دائماً على أن جميع بلدياتنا في محافظة عجلونآ ما زالت مقصرة إلى أبعد الحدود مع واقع النظافة في مناطقنا السياحية وخاصة الغابات التي تشهد حركة تنزه واصطياف كبيرة .
آ
أخيراً أقترح وأنا واثق أن اقتراحي هذا لن يجد آذانا صاغية ولكنه مجرد قتراح وتعبير عما في داخلي ، أقترح ولديمومة النظافة في مناطقنا السياحية وللتخلص من أسلوب الفزعة في عملنا أن يتم تشكيل فريق متخصص لنظافة الغابات ،آ ويا حبذاآ لو تشاركت بلديات المحافظة الخمسة بالإضافة إلىآ وزارات السياحةآ والبيئة والزراعة في تشكيل هذا الفريق لتكون مهمته تحديداً الإشراف على نظافة الغابات وخاصةآ تلك التي تشهد حركة تنزه نشطة في مناطق اشتفينا والسوس وبعض المناطق الأخرى، إضافة إلى أن هذه الفرق من الممكن أن يكون له دور توعويآ لأبناء المنطقة وزوارها بأهمية الحفاظ على النظافة العامةآ في مناطقنا السياحية وغاباتنا .
آ
أتوقع لو أن كل بلدية ووزارةآ شاركت بثلاث عمال وطن على الأقل في هذا الفريقآ بالإضافة إلى تزويدهم بكافة الإمكانات اللازمة ، ولو وجهنا جزء منآ تكاليف هذه الحملات لصالحآ عمل هذا الفريق المقترحآ لكان الأمر بالفعلآ مختلفاً تماماً ، وعندها وأنا على ثقة من ذلك لأصبحت مناطقنا السياحية وغاباتنا أفضل بكثير مما عليه الآن ، ولا بأس حينها ومن باب رفع المعنويات والمشاركة آ لو تم تنظيمآ بعض حملات النظافة وصرخات وطن أخرىآ آ لمساندة ودعم عمل هذهآ الفريقآ المتخصص .
آ
والله من وراء القصد من قبل ومن بعد..