خرائط الطريق و بلينكن….
د. عزت جرادات
–
بقلم /د. عزت جرادات
* اذا ما عادت قضية الصراع الفلسطيني- الأسرائيلي إلى الواجهة في أجندة الأدارة الأمريكية بعد العدوان الصهيو- أمريكي الأخير على الشعب الفلسطيني في عموم فلسطين، فستكون عودة رمادية… ولكنها صريحة في حماية المعتدي دفاعاً عن النفس، وهو التعبير الأمريكي الدائم ضد الشعب الفلسطيني، وقد لا تتعدى محاولة تعديل نمطية التعامل مع الفلسطينيين كما تعبر التصريحات الأمريكية التي نادراً ما تستخدم تعبير (السلطة الفلسطينية*.
*فزيارة انتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي الى المنطقة قد سبقها تصريح الرئاسة الأمريكية بأهتمامها الدائم والتزامها الأستراتيجي بأمن أسرائيل، مع أنها دولة محتلة، وبالمساعي لبناء العلاقات مع الشعب الفلسطيني ودعمه، أما دعمها لحل الدولتيْن فطريقه واحدة وهو التفاوض، والذي أثبت فشله بنفسه، فقد مضت عليه عقود ومحاولات، ورسم خرائط الطريق… ولكنه ظل تائهاً أو يراوح مكانه، وربما يحاول بلينكن رسم خارطة طريق جديدة تضاف إلى سلسلة الخرائط التي سبقت… ففي عام 1982م، علي سبيل المثال، أعلن الرئيس ريجان خارطة طريق تمتد لخمس سنوات تنتهي بالحكم الذاتي، وأعلنت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، أعلنت خارطة الطريق التي تهدف إلى التوصل إلى حل نهائي لتسوية سلمية من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005م، كما دعى الرئيس الأمريكي بوش الابن إلى خارطة طريق تبدأ بالتفاوض بين طرفيْ النزاع وتنتهي بأقامة دولة فلسطينية تتعايش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمْن.
*واستمر هذا النهج الأمريكي في رسم الخرائط ولكن المفاوضات كانت تنهار مع بداياتها، أو لا تبدأ بسبب التعّنت الأسرائيلي برفض تجميد النشاط الأستيطاني… وربما لعدم الجديّة لدى الطرف الأمريكي في دفع عملية التفاوض، وإحياناً لأسلوب المراوغة الأسرائيلية…
وهكذا، كلما جاءت خارطة لعنت أختها، وتمر بأنتظار طريق جديد أو لخارطة طريق جديدة.
*واذا ما حاولت الأدارة الأمريكية وضع خارطة طريق، تقوم على حل الدولتيْن والتوصل إلى تسوية نهائية للقضايا المؤجلة إسميا للمرحلة النهائية، وهي عملياً قد وضعت حلولها من طرف واحد مثل قضية القدس والأستمرار في الاستيطان، اذا ما حاولت ذلك. فأن المتغيرات على الساحة العربية، والساحة الفلسطينية، وطبيعة الكيان الصهيوني-إسرائيل –العدوانية تذكرنا بمقولة الراحل إدوارد سعيد: ” أن أي خارطة طريق ليست خطة للسلام بقدر مأهي خطة للتهدئة “.