خلّق إسرائيل والعقّدة النفسية
د. عزت جرادات
–
بقلم / د. عزت جرادات
*خلال استقباله لرئيس الإحتلال الصهيوني (هرتسوغ) لم يجد الرئيس الأمريكي (بايدن) ما يقوله للتعبير عن حرارة الإستقبال، وبعد أن استنفد مالديه عندما افْتخر بصهيونيته حتى النخاع، لم يجد سوى التعبير أنه لو لم يجد إسرائيل لكان خلقها أمراً وجوبياً، ولذا فهو يؤكد الإلتزام التام وغير المنقوص بأمن إسرائيل.
*لا نريد مناقشة دوافعه الدينية لخلق الكيان الإسرائيلي، والتي لم يعد لها مكان في الفكر السياسي، ولكننا نوضح للسيد الرئيس والذي كان يهدف إلى أطلاق خطاب انتخابي لا أكثر، نوضح له أن ثمة دوافع لدى الغرب أعمق من ذلك لخلق هذا الكيان، فالعُقدة النفسية لدى الشعوب الغربية التي سكنت ضمائرهم تكمن في خلقهم المأساة اليهودية والبحث عن علاج للتخلص منها.
*أن الأبعاد الرئيسية لخلق إسرائيل، والتي قد لا يتذكرها الرئيس (بايدن) استراتيجية سياسية استعمارية مستقبلية.
*فقد صرّحت السيدة رئيسة وزراء بريطانيا- تريزا مي- بدفاعها عن الاحتفال بمئوية –اعلان بلفور- صرّحت بأنه كان منسجما مع الروح الاستعمارية السائدة آنذاك، وأما سياسياً، فأن خلق إسرائيل كان من متطلبات الهيمنة على المنطقة العربية، بأيجاد كيان يفصل بين جناحَيْ المنطقة، ويكون مصدر إزعاج وإشغال لشعوب المنطقة.
وأما تنموياً، فأن المنطقة التي رسمتها خطوط على الرمال- سايكس بيكو- ستكون غير قادرة على إحداث تنمية مستدامة، شاملة وبشرية، فسوف تستنزف طاقاتها ومواردها الإقتصادية في مواجهة هذا التحدي طويل المدى.
*أما البعد الإنساني الذي لم يخطر للرئيس بايدن، فيتمثل في خلق كيان يراه وجوبياً، ولكنه لا يرى أن ثمة مأساة قد خُلقت، وهي مأساة الشعب العربي الفلسطيني، فهذا التفكير الأحادي الجانب قد لا يوجد له تفسير سوى التجاهل العَمْد لحق هذا الشعب، وعندما يؤكد الرئيس بايدن أن ثمة قيما ودوافع ومبادىء مشتركة بين سياسة البلديْن، الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل، فهل ذلك يعني الأقرار بما يجري على الأرض الفلسطينية المحتلة حيث انتهاك حقوق الإنسان، والقتل بالشبهة، واجراءات التعسف والفصل العنصري الذي يمارس ضد الشعب العربي الفلسطيني وهل هذه القيم والمبادىء المشتركة بينهما، سؤال ينتظر الإجابة!.