درب الهــدى


الشاعر الدكتور محمد القصاص

دربُ الهدى قد طال فيك سهــادي *** فأضعْت من بعدَ الوَدَاعِ رشـادي
ونسيتُ ذاتي بعدما ودَّعْتُهـــــــــا *** ونسيتُ في بؤسِ النَّوى الأمْجَادِ
يا حُبُّ هبْ لي من ودَادِك أوبَــــةً *** منذُ افترقنا ما سَلَــــــوْتُ وِدَادي
قسماً بأني ما نسيتُكِ لحْظَـــــــــةً *** يومَاً وما عَرَفَ السُّلوُّ فُــــؤادي
أوْ كنتُ يوماً أستطيعُ فراقَهـــــــا *** ورهنْتُ رمحي عندها وجـوادي
واسيتُها لمَّا عرَفتُ ظُرُوفَهَــــــــا *** أفْضَتْ بما تشكو بلا أحْقــــــــاد
أبكيتِنِي والعينُ تنزفُ دمْعَهَـــــــا *** يا مُنيَتِي إنِّي هجرْتُ رُقَــــــادي
ما كنتُ في حُبِّ الغواني مُغْرَمَـــاً *** لكنَّ حبَّكِ يا هُدايَ وِسَـــــــــادي
عَشْرٌ من الأعوامِ مَرَّتْ بعدَهَـــــا *** عامانِ كانا كالشُّموسِ بَــــوادي
قد كنتِ يوماً في عنادِكِ تَزْدَهِـــي *** فأنا حَرِيٌّ في هواكِ عِنَـــــــادِي
هل تذكري قبلَ التباعُدِ حالَنـــــــا *** هل تذكري سَهَرِاً بلا مِيعَـــــــادِ
لو كنا نشتاقُ اللقاءَ فربمــــــــــا *** اللهُ يقضي باللقَاءِ مُــــــــــرادي
عيبٌ على النُّقَّادِ أن يَبْغونَهـــــــا *** عِوَجاً فخير الناقدينَ حِيَــــــادِي
عيبٌ على الباغينَ أن يَقلونهــــا *** فبما قضيْتَ لهجْرِها يا فَـــــادي
إنِّي نظمْتُ معَ الهوانِ قصيدتِــي *** وجَعَلْتُ من دمعي الغزيرِ مِدادي
ماذا جنينا كي تَذُوبَ حُرُوفُنَــــــا *** خجَلاً لتُكْتَبَ مع صَدَى مِيـــلادي
إني وحَقَّكِ قد نقشْتُ حِوَارَنَـــــا *** في القلبِ يُتْلى بالزَّمانِ الغــادي
أفديكِ يا دَرْبَ الهُدى ينجيعِـــــهِ *** والنَّفسُ تبدو قد غشَاها سَوادي
عودي إلى درب المحبَّة واهتدي *** كي لا يرانا الناسُ بالأحْقَـــــــاد
فالصُّلحُ خيرٌ يا مُنايَ لحبِّنــــــــا *** فاللهُ من بعدِ الضلالِ الهــــــادي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.