دقة الاخبار والمعلومات
د.منتصر أحمد القضاه
–
بقلم الدكتور منتصر أحمد القضاه
دقة الاخبار والمعلومات التي يتداولها الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي :
ان التطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم انعكس على جميع مناحي حياتنا اليومية ، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها ومسمياتها أصبحت هي المصدر الرئيس الذي تتشكل منه ثقافة الأفراد داخل المجتمعات بمختلف مستوياتهم العمرية و العلمية، ما نشهده اليوم من حالة الفوضى الكبيرة و الغوغائية التي يشهدها الفضاء الإلكتروني ، تعبر عن مدى السلبية الكبيرة التي يعيش بها جزء كبير من أفراد المجتمعات،
فتجد الكثيرين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يهاجمون اي فكرة إيجابية تطرح او تعظيم لجهد فردي او جماعي لأي كان داخل المجتمع، في حين تجد ان اي فكرة او انتقاد سلبي يجد له الكثير من المناصرين والمطبلين والمسحجين، هنا لا بد من أن نتوقف عند هذه الظاهرة الخطيرة، التي أصبحت تهدد أمن المجتمعات بمختلف دول العالم، فأنقلبت معظم المجتمعات من مجتمعات هادئة وادعه منصبة طاقاتها نحو الإنتاج والتطور، إلى مجتمعات محبطة لا تبحث الا عن السلبية و النظر الى الجزء الفارغ من الكأس، بالإضافة إلى أن الباحثين عن الشهرة والطامحين بغير حق اصبحو يستخدمون التكنولوجيا بطريقة خبيثه وذلك من خلال مهاجمة الرموز والقدوات، لتحقيق مآربهم الشخصية ، التي ان نجحوا في تحقيقها فسيحولون المجتمعات إلى جماعات متقاتلة متناحرة، ويكون الخاسر الأكبر الأوطان والأفراد،
وبتجربة شخصية متواضعة قمت بتنزيل خبر في موضوع معين يهم بعض الفئات السلبية داخل احد المجتمعات وانا اعلم عدم دقته وليس من المعتاد ان انشر شيء دون أن اتأكد من صدق المعلومة لمعرفتي بمدى المسؤولية القانونية التي تترتب على هكذا فعل ، فأنقسم المتابعين بين مؤيد ومعارض لهذا الخبر، دون محاولة تحري مدى دقة ومصداقية الخبر، ومن هنا نجد ان بيئة وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة لمجموعات ضالة مضلة تهدف إلى خراب الأوطان وتضييع جميع الانجازات التي بنيت على مدى عقود طويلة من الزمن، مستغلة الظروف الصحية الوبائية الصعبة التي يمر بها المجتمع العالمي، مع اختلاف حدة أثر الحالة الوبائية من دولة إلى أخرى حسب حجمها جغرافيا و اقتصاديا.
فحذاري أحبائي من الانجرار وراء حالة السلبية والأخبار الكاذبة التي تحاول إثارتها هذه الفئة الضالة المضلة ، ولنتقي الله في ما ننشره ونعيد نشرة من اخبار ولنتوخى الدقة والحذر، فالوطن جوهرة ثمينة، تترقبها عيون اللصوص، فلنحرسة بوعينا واخلاصنا وانتمائنا لكل ذرة تراب من أرضه، فمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر، فليقل خيرا او ليصمت، ولا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، أو كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم.
حفظ الله الأردن عزيزا منيعا في ظل راعي مسيرته جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.