راحت السكرة واجت الفكرة!
معتصم مفلح القضاة
–
أسبوع مر على خسارة المنتخب الأردني المباراة النهائية في كأس آسيا، أسبوع مرّ كالمُرِّ على متابعي رحلة المنتخب النادرة والمميزة، والتي ظهر فيها المنتخب بمستوى عالٍ من الأداء والمهارة. ختام المشوار كان كغصة الجائع في آخر لقمة ، أنسته ما لذّ وطاب، ولكنها ذكرته بما يجب عليه أن يتذكر. أسبوع مر والكثيرون منا ما زال يتداول ويغضب ويشتم ويشكك، على مهلكم يا سادة لمَ الغضب ولمَ الحزن!! إن كانت ردة فعلنا من أجل الخسارة فأين الروح الرياضية؟! وأين احترامنا للأداء المشرف النظيف؟! أما إن كان الغضب لما تعرض له المنتخب من ظلم فدعونا نتوقف قليلاً ونسأل هل نغضب لكل أشكال الظلم؟ هل نكره كل الظالمين كما كرهنا الحكم الصيني؟ إننا نعيش في مجتمع فيه الكثير من مظاهر الظلم، ومع ذلك لا نغضب كغضبة خسارة المباراة. أليس من الظلم أن يعتقل الشباب ويفرقوا عن عائلاتهم لأجل موقف سياسي او رأي في مسألةٍ وطنية؟ أليس من الظلم أن تجد شاباً بعمر (٢٥) عاماً برتبة (قنصل) في وزارة الخارجية لأنه ابن فلان أو فلانه؟! أليس الظلم بعينه أن يحارَب بعض أبناء الشعب بقوت يومهم ورزقم. أليس ظلماً للوطن أن يصل بعض الناس لمواقع انتخابية بالتزوير وشراء الذمم؟! أليس ظلماً أن تجدَ مديرة مركز ثقافي تتقاضى أربعة رواتب عالية على عملها الأكثر من عادي؟! أليس ظلماً أن تجد آلاف الموظفين لا يقومون بوظيفتهم بالشكل المطلوب؟! أليس من الظلم أن تأخذ منحة دراسية وأنت تعلم يقيناً أن غيرك أحق بها منك؟! لقد مارس الحَكم الظلم بأن أخذ الحق ممن يستحقه وأعطاه لمن لا يستحق، وكم من مدير ومسؤول مارس ذات الفعل لصديقه وقريبه. أما في المظاهر الاجتماعية للظلم، فكم من رجل أخذ الحق من أخيه وأخته واستأثر به لنفسه ظلماً وإجحافاً. إنه الظلم يا سادة، وإنه ذات الظلم الذي شعرنا به في المباراة النهائية، ولكننا كرهناه لأننا ( مظلومون)، أما في الصور السابقة فقد رضيناه لأننا ( ظالمون) على شعار بكم تزهو المناصب!