رخصة لملتقطي القمامة… والباقي عندكم..!
د. مفضي المومني
=
مرة أخرى نثبت تميزنا عن العالم… ! ويثبت لنا صانعوا القرار أننا نعيش في عقولهم ولا يغمضون عيونهم لتولي أمرنا وراحتنا وصحتنا وأنفاسنا…!.
الخبر: الجهات إياها ستنظم عمل ملتقطي القمامة( الزبالة)… وهذه مهنة جديدة ستضاف لمهن كثيرة اخترعتها الحاجة والعوز وضنك العيش، وربما تدرج في ديوان الخدمة المدنية قبل الغائه…!، واهم ما يقلق هذه الجهات صحة ملتقطي القمامة…! ومن ثم تطعيمهم وووو… ! ومن ثم تصنيفهم… ومعرفة سر إمتهانهم هذه المهنة العظيمة..! المحسودين عليها..!. وتشبيكهم مع منظمات ترعاهم و( بتدير بالها عليهم) وكلام مصفط ومدبلج والتفكير هو هو تحت الصندوق لا داخله ولا خارجه… ! الكلام من الخبر في إحدى الإلكترونيات وليس من بنات أفكار كتاباتي..!. يا رعاكم الله.
جامعوا النفايات سيصبحون ثروة… ربما اكبر من النفط..عندنا..! وعندهم أي الدول المتقدمة، في سنغافوره والمانيا وغيرها… تجمع القمامة في حاويات مصنفة… معدن بلاستيك ورق وغيره ولها الوان محددة، وتجمع ويعاد تدويرها، والتي يمكن حرقها لها أفران خاصة تستخدم لإنتاج الطاقة… وأعتقد أن لدينا تجربة محدودة وتقليدية بالطمر…وانتاج غاز الميثان شرق عمان… ! ولكن في دول متقدمة هنالك مساهمة كبيرة للقمامة في إنتاج الطاقة بطرق تكنولوجية متقدمة رفيقة بالبيئة… حتى أن بعض الدول المتقدمة تصدر وتستورد القمامة لغايات إنتاج الطاقة.
ما علينا… كلمة للمفكر التقليدي الذي أحصى العاملين في جمع القمامة وتبين أنهم 7000 منهم 4000 في عمان… وقدر الضريبة التي ستتبع الرخص وضرب اخماس بأسداس وتوصل لرقم دسم ربما يرفد خزينة الدولة..!، وتمنيت أن يكون هنالك مفكر دسم آخر بعقلية مختلفة غير تقليدية يفكر بطريقة علمية تجلب لخزينة الدولة أضعاف تكريس هذا العمل وجعله عنوان في المهن التي يحترفها (المسخمين أو التويجريين)، وتمنيت أن يكون اقتراحه عصري، يلغي هذه المهنة من خلال تنظيم الحاويات وتصنيفها، ويمكن طرح عطاء لشركات متخصصة بذلك تستوعب هؤلاء.، وتعمل على تدوير النفايات من خلال مصانع في المحافظات وتشغيل ذات الأشخاص المستهدفين بطريقة حضارية في عمليات الجمع والنقل والتشغيل والتصنيع، دون أن تخسر الدولة شيء، لا بل تستفيد اضعاف الرخص من العطاءات ونواتج التدوير من خلال الشركات، والبعد الآخر لماذا لم يفكر مقترح التراخيص بالبعد الإجتماعي الإنساني لمن يلتقطون القمامة، صحيح أنهم سيستقصون سبب إحترافهم هذا العمل كما ورد بالخبر… والإجابة واضحة… عدم توفر عمل مناسب لهم..! ولأنهم معدمون وليس لديهم دخل غالباً… ولأنهم بدهم يعيشوا..!، وقبل أن تخاف على صحتهم لماذا لم يقلقك جوعهم يا من فكرت بترخيصهم… !.
في كل مرة ومن شرفة سكني وتحديدا بالليل او ساعات الفجر الأولى أرى ملتقطي القمامة… بعضهم ملثم خجل… كي لا يتعرف عليه أحد… ويضع نصف جسمه في الحاوية ينبش كل شيء ليظفر بشيء يبيعه أو يأكله، وتنخزني إنسانيتي ووطنيتي وضميري، فأشيح بوجهي كي لا أرى تكرار هذا المنظر المحزن… وكنت انتظر قراراً حكومياً أو من جهات صنع القرار ليفكروا ببعضٍ مما اقترحت لنتخلص من وصمة موجعة لكل فرد في مجتمعاتنا… فبينما أنت نائم ومستريح ومتخم بما لذ وطاب… هنالك من يبحث في قمماتك ومخلفاتك ليعيش… !.
أقترح أن لا تذهب الجهات المسؤولة لما تم نشره… وأن تفكر بطريقة أكثر حضارية… حتى (لا نصير سولافه بفعل ضريبة القمامة)…تتناقلها وسائل الإعلام الأجنبية والعربية والمتربصون لبلدنا كثر… ولكن لدينا إعاقات تفكيرية تخطيطية هي التي تفتح المجال للنعيق من الداخل والخارج… وكلمة لمن فكر برخصة جامعي القمامة( الله لا يوطرزلك… يا رجل شو خليت لغيرك..!)… .حمى الله الأردن.