سقوط مدوّ للدراما البدوية الأردنية ،،،
منذر محمد الزغول
تاريخ نشر المقال / 24-05-2019
المتابع للدراما الأردنية وخاصة البدوية منها في هذه الأيامآ يلاحظ أنها بدأت تأخذ منحى آخر غير ذلك الذي كنا نعرفه عنها، وهي التي كنا نعشقها وننتظرها بفارغ الصبر، حيثآ كنا وبكل فخر واعتزاز نتحدث عنهاآ طويلاً في مجالسنا ونمضي الساعات ونحن نحلل ونتسامر بخصوص أي عمل بدوي أردني .
آ
آ للأسف الشديد الدراما البدوية الأردنية أصبحت في هذه الأيام بلا لون أو طعم أو رائحة، والخطير في قضية هذه الدراما أننا أصبحنا نشتم منها رائحة الترويج لقضايا الحب والعشق والانحلال ،حيث تفوّقت الدراما البدوية الأردنية على الدراماآ المصرية وحتى التركية فيآ هذا المجال، وأصبح المسلسل البدوي الأردني منذ البداية وحتى النهاية يحكي قصة شيخ هائم على وجهه في الصحراء جراء الحب والعشق وقصة شيخة لا هم لها إلا ترديد أشعار الحب والهيام في ذلك الشيخ الهائم على وجهه.
آ
الغريب أيضاً أن هذه المسلسلات أصبحت كما يقولون ( كوبي بيست ) عن بعضها البعض، فغالبيتها أصبحت تصوّر عند سد الملك طلال، وتروي نفس قصص وحكايات الحب والعشق والهيام لمشايخ وأبناء مشايخ لا هم لهم في هذه الحياة إلا العشق،آ وفي الجانب الآخر بنات شيوخ لن تراهن إلا وكأنهن خارجات للتو من أفخم وأكبر صالونات التجميل وبأزياء فاخرةآ لا تناسب إلا الفلل والقصور.
آ
الخطير في موضوع الدراما البدوية الأردنية أنها أصبحت تروج للفساد والرذيلة وتشجيع شبابنا وشاباتنا على إقامة علاقات بعيده كل البعد عن ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقالدينا، فمنذ متى كان البدو وشبابهم الفرسان الشجعان يقبلون على بناتهم أن يمضين الساعاتآ الطوال عند غدير الماء والآن بجانب السد للقاء الشباب المتيم العاشق وسرد الأشعار بطريقة توحي لنا وكأننا نعيش في أمريكا أو أوروبا.
آ
لكن الأخطر أيضاً في قضية هذه الدراما الغريبة عنا وعن قيمنا وعاداتنا وتقالدينا أنها أصبحت تهمّش دور العشائر البدوية لصالح قضايا سخيفةآ وهزيلة من قصص الشيوخ وأبنائهم في الحب والهيام، وتناسى القائمون على هذه المسلسلات دور العشائر البدوية في الدفاع عن الأوطان، بالإضافة إلى قصص وحكايات لا يمكن أن تمحى من الذاكرة عن شهامتهم وكرمهم وإجارتهم للدخيلآ وفزعتهم للمظلوم ونصرتهم للضعيف.
آ
ما أراه اليوم وللأسف الشديد ليس دراما بدوية أردنية وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالأردن والأردنيين الأحرار الشرفاء وبعشائرهم البدوية الأردنية الأصيلة، بل ما أراه هو سقوط مدوّ وذريع للدراما البدوية الأردنية بشكل خاص وللدراما الأردنية بشكل عام ، وفي هذا المجال أنصح كل من يريد أن ينتج عملآ بدوي أردني أو أي دراما تتعلق بالأردن والأردنيين أن يعود إلى مسلسلات تم إنتاجها منذ سنوات طويلة خلت ، ولكنها ما زالت عالقة في أذهاننا إلى يومنا هذا، ومنهاآ على سبيل المثال لا الحصر مسلسل هبوب الريحآ ومسلسل أم الكروم وغيرها الكثير.
آ
ما نشهده اليوم تحت مسمى الدراما البدوية الأردنية هو مهزلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهو استعراض رخيص لممثلاث فاتناتآ آ وما يسمى شيوخ وأبناء شيوخ ليس لهم عمل في هذه الدنيا إلا إصدار الأوامر والعشق والهيامآ وسرد الأشعار ، وكأن البدوآ وشبابهم لم يبقى لهم في هذه الدنيا قضية أو هم إلا التغزل ببنات العالم ، ونسوا أو تناسوا الدور التاريخي للعشائر البدوية الأصيلة في الدفاع عنآ الوطن والأمة.
والله من وراء القصد من قبل ومن بعد…