سنشكوكم للواحد الأحد القهار!
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 10-01-2017
تفاءلنا خيراً برحيل حكومة الدكتور عبد الله النسور وأصبحنا نحلم بأن عهداً جديداً من التنمية والازدهار وترك المواطن المسكين بحاله قد بدأ يطل علينا بعد سنوات عجاف قضيناها مع حكومة النسور وغيرها من الحكومات الأردنية التي لم تترك لهذا المواطن شيئاً يذكر من فتات هذه الدنيا وحطامها الزائل.
آ
تفننت الحكومات الأردنية المتعاقبة وعلى رأسها حكومة النسور بالتغوّل على هذا الشعب الصابر المرابط، ولم تترك وسيلة إلا واتبعتها هذه الحكومات للتغطية على فشلها الذريع في معالجة الملفات الاقتصادية على حساب جيب المواطن الأردني المنهك بقرارات ظالمة مجحفة ستظل الأسوأ بتاريخ الأردن.آ
آ
رحلت حكومة النسور ولم ترحل قرارات فريقها الاقتصادي الظالمة واستمرت المعاناة، بل بدأنا نشعر أن القادم أسوأ بكثير من الماضي، وأن الحكومة الحالية ما جاءت إلا لتضع أخر مسمار في نعش هذا الشعب الطيب الكريم.
أستغرب جداً عندما أسمع كلمة ومصطلح الفريق الاقتصادي في هذه الحكومة أو غيرها من الحكومات الغير مأسوف على رحيلها، وكم كنت أتمنى أن ألمس إنجازاً حقيقياً واحداً لهذا الفرق الاقتصادية التي أشبعتنا تنظيراً وجعجعة ولم نر طحناً غير طحن المواطن المسكين بقرارات سحقت الأخضر واليابس.
آ
ما يثير الاستغراب والدهشة أيضاً من هذه الحكومات ومن فرقها الاقتصادية أنها لم تقدّم أي جديد وظل الحل عندهم دائماً جيب المواطن الأردني، ولم أسمع عن قراراً واحداً جاء خارج هذا السياق، فكيف بالله نسمي هذا الفريق اقتصادياً وقراراتهم يمكن أن يتخذها طلاب أي مدرسة حكومية في المناطق النائية والأقل حظاً.آ
آ
الكلام يطول عن هذه الحكومات وفرقها الاقتصادية الوهمية التي تجبرت وظلمت كثيراً ، ولكن اعلموا أننا سنشكوكم للواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا يظلم عنده أحد ، سنشكوكم بلسان حال هذا الشعب الذي أوصلتموه إلى الهاوية ، وسنشكوكم بلسان حال المواطن الفقير المعدم الذي بدأ يستدين حتى رغيف الخبز،وسندعو عليكم بجوف الليل أن يأخذ الله العلي القدير حقنا منكم بلسان كثير من الموظفين وأبناء الوطن آ بعد أن ضاقت بهم الدنيا آ و بدأوا باللجوء إلى البنوك لأخذ قروض حسنة وغيرها لتأمين مصاريفهم الشهرية ولدفع الفواتير والضرائب التي نزلت عليهم من كل حدب وصوبآ .آ
آ
واعلموا أيضاً أننا سندعو عليكم صباح كل يوم بأن يأخذ الله العلي القدير حق هذا الشعب منكم الذي جعلتم منه لاجئين ومتسولين في وطنهم، وأهدرتم كرامتهم من خلال الوقوف في طابور بالساعات للحصول على طرد غذائي لا يسمن ولا يغني من جوع.آ
آ
الى أين تريدون أن تصلوا بهذا الشعب الطيب وبهذا الوطن العزيز علينا جميعاً؟!آ
ألم يعد أمامكم سوى جيب هذا المواطن لحل مشاكلكم بعد أن عجزكم عن ملاحقة الفاسدين واسترجاع أموال الدولة المنهوبة وسد عجز موازناتكم التي لم نعد نطيق حتى سماع ذكرها.
آ
أخيراً كم أتمنى آ على الحكومات وأصحاب القرار في بلدنا آ وقبل تشكيل الحكومات وما يسمى آ بالفريق الاقتصادي آ أن يرسلوهم بدورات وورش تدريبية آ وأيام آ تعايش ليس لليابان وأمريكا وأوروبا بل إلى الأرياف والبوادي والمخيمات آ والقرى الأردنية ليقفوا ويطلعوا بأنفسهم على آ حال المواطن الأردني في ظل ولاية فرقهم الاقتصادية التي تتخذ قراراتها بغرف ومكاتب فارهة لا تعرف عن حال هذا المواطن شيئاً ، لعل وعسى أن ترقّ قلوبهم قليلاً على حال هذا المواطن المسكين الذي لم يعد أمامه سوى طلب الهجرة إلى مخيمات اللاجئين ليتخلص من ظلم وتجبّر حكوماتنا الأردنية التي عاثت بالأرض فساداً وظلماً وقهراًآ .
والله من وراء القصد ومن بعد ،،،