شكل الدولة !
نسيم العنيزات
في ظل الحوارات واللقاءات وما شابها من تناقضات بين المدنية والحداثة بداعي التطور والنهوض وبين الجمود بحجة المحافظة على العادات والقيم وجد مجتمعنا نفسه معلقا بالهواء بين هذا وذاك.
ومع خضم الاحداث ، وتشابك المصالح وتصارع القوى، والبحث عن مكتسبات ،وغياب الموازين والمعايير الحقيقية لمواكبة الاحداث والتطور ، وجد المجتمع نفسه في حالة توهان من كثرة اللف والدوران حول نفسه وخلف المنظرين والدعاة ليجد نفسه بين مفهومين ، او مجموعة تناقضات منعته من الوصول الى الحداثة والمدنية كما يقولون ، كما اعاقت عودته الى ما كان عليه في الماضي من بساطة وتمسك بالأرض بما تختزنه من عادات وتقاليد وقيم عربية اصيلة .
واصبحت قصتنا كقصة الطائر الذي حاول الطيران وتغيير مشيته،الا انه لم يتمكن من الطيران ولا العودة إلى مشيته الاصلية .
وها نحن في حالة تقلب مستمر دون ثبات على موقف او تحديد هدف لكثرة المنظرين من حولنا ولتشابك الأحداث وغياب الارادة وضعف الهمة .
فكل حكومة تأتي نسمع منها نفس الأحاديث والاهداف والوعود المكررة على المستوى العام خاصة الشأن الاقتصادي او السياسي دون نظرة كلية او شمولية لحالة المجتمع وتقلباته بشكل عام، او اي محاولة لإعادة التوازن له من خلال تبني شعار ينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا ، اساسه ومنبته القيم لا ان يكون مستوردا او مترجما من الخارج لا نفهم منه شيئا .
ففجأة ودون سابق انذار تخرج علينا فئة تتحدث حول شكل الدولة وبمصطلحات غريبة ، بغير وقتها ومكانها كعقد اجتماعي جديد وكأن الدولة بدون هوية او عقد اجتماعي نظم العلاقة بين الدولة واركانها منذ 100عام،.
وللاسف تجد له بعض الاذان الصاغية او المؤيدين الذي يجرون خلفهم بعض الانصار والاتباع وتأييدا حكوميا في بعض الأحيان ينساق خلف ثورة التواصل الاجتماعي ، لتغيير البوصلة الاجتماعية بكل مفاهيمها بقصد او غير قصد .
ولنا بموضوع العقد الاجتماعي الجديد الذي حاولت احدى الحكومات تبنيه بعد ان سوقه التحالف المدني بحجة الدولة المدنية وكأننا خارج هذا السياق قبل ان يتم وأد الفكرة التي ذهبت واختفت كما ظهرت فجأة ، بعدما اخذت جدلا ونقاشا لا داعي له اخذ من وقت الدولة والمجتمع ، في الوقت الذي كان الحل امامنا وبين ايدينا وهو الدستور والاوراق النقاشية الملكية التي رسمت شكل الدولة وعناصر نهوضها وتقدمها .