صعقة كهربائية وهزة قوية
نسيم العنيزات
=
أصبح كل عمل تقوم به الحكومة، مهما كان نوعه وحجمه، وحتى اهميته، معرضا للنقد ويرفضه الشارع الذي يتفاعل مع السلبيات وتلتقطها كاميراته، حتى لو كانت احداثها وصورها في غير بلدنا، الا انه يسقطها على شارعنا، ويتشابك معها كأنها حدثت بيننا.
حالة الرفض هذه، تعيش بيننا، وتتفاعل معنا وتشكل واقعا حقيقيا علينا الاعتراف به والتقاط مسبباته ودوافعه .
وان ننظر الى المجتمع الذي يرفض كل المجريات التي تدور حوله، انعكاسا لحالة الغضب والاحتقان التي تسيطر على داخله، بسبب ما مر به من ظروف وما عاشه من تجارب مريرة، لم يجن منها الا القهر ومزيدا من الفقر والعوز .
هذا الواقع المدعوم بانعدام الثقة بعد ان انقطعت اوصالها وتلاشت خيوطها وغابت تماما بعد ان مسحها الدماغ كليا من ذاكرته .
وامام هذا المشهد الذي لا يحتمل خيارات، الا الالتفات الى أسبابه، والنظر الى مخرجاته التي اثرت على المجتمع كاملا، وأصبح كل فرد يعيش بوضع أشبه بالعزلة، سواء في عمله او جامعته او أسرته والمحيط الذي يعيش فيه .
قضية صعبة، وعملية معقدة تحتاج الى صعقة كهربائية، وهزة قوية تحدث زلزالا داخل الدماغ وتقوده قسريا للبحث في مخزوناته، ليجد مصطلح الثقة، ويعيده الى مقدمة شريط الذاكرة، لعله يعود إلى التداول بين كلماتنا ومصطلحاتنا.
نعم نحتاج الى هزة بقوة ومقياس يشعر بها الجميع محدثة نهضة مجتمعية وحدثا تنمويا صخما، تلامس الشارع وتؤثر به اجباريا لا طوعا.
من خلال مشروع وطني شامل، يعالج جميع الاختلالات ومسبباتها بجميع جوانبها، لتشمل النواحي الاقتصادية والسياسية والإدارية والاجتماعية، تدفعنا الى الأمام والتقدم خطوات، خارج إطار العمل القائم على الفعل وردة الفعل الانية والوقتية التي سرعان ما تتلاشى، وتنتهي آثارها، وتزول نتائجها، وتختفي من ذاكرتنا لنعود بعدها خطوتين الى الوراء، مقابل واحدة الى الأمام.
خاصة بعد ان هيأت الحكومة الأرضية المناسبة بإقرارها المنظومات الإصلاحية والتحديثية الثلاث، واضعة نقطة الانطلاق والتقدم، من خلال مشروع وطني نهضوي شامل وبرنامج إصلاحي يعالج جميع الاختلالات والأمراض المستعصية بأدوية أردنية واطباء وطنيين يشعرون بألم ووجع مرضاهم.