عالم متعدد الاقطاب
د. عزت جرادات
–
*تحت عنوان النظام الشرق أوسطي الجديد القديم – نشرت مجلة فورن أفيرز- تموز- مقالا طويلا لأستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة- جورج تاون- البروفسور مارك لينش- ويتساءل هل كانت الادارة الامريكية تعوّل كثيراً على رحلة الرئيس بايدن الى الشرق الأوسط.
*فثمة قضايا كانت موضع إهتمام الرأي العام وما يمكن أن تسفر الزيادة عن حلول لمشكلات: القضية الايرانية، أوكرانيا، والحلف المزمع إيجاده بولادة قيصيرية وإلى ماذا يهدف، وقضايا أخرى كالنفط والمناح ولكن الأحداث قد كشفت هدفاً مخفياً، يتمثل بالإندماج، كمصطلح جديد في السياسة الأمريكية في تحويل بوصلة النزاع العربي- الاسرائيلي من (حل الدولتيْن) إلى إندماج إسرئيل في عمق العالم العربي من خلال التطبيع، مع محاولات خجولة لإزدهار الأراضي الفلسطينية المحتلة وسكانها.
*كان طابع الزيارة هو الأحباط – فلم يقبل السوق العربي التوجهات الأمريكية: فسياسة التطبيع دونما حل للقضية الفلسطينية: وإيجاد تحالف شرق أوسطي، بما في ذلك إسرائيل، والأذعان للإملاءات الأمريكية باعتبارها صادرة عن القطب الواحد الذي يرعى العالم، كل ذلك كان محبطاً لسياسة الإدارة الأمريكية.
*وذهب البروفسور لينش إلى القول بأن السياسة الأمريكية التي كانت تقوم على فرضية التحوّل الديموقراطي في المنطقة برعاية أمريكية منذ سياسة الفوضى الخلاّقة لم تعد فعّالة في المنطقة … فأوضاعها تشير إلى أن سياسة الولايات المتحدة الامريكية لم تعد القائد الفعلي والمحرّك لبوصلة الإتجاه في المنطقة.
* قد يكون البروفسور لينش على صواب في تضاؤل الإستجابة للاملاءات الأمريكية، لضعف الدور الأمريكي القيادي في المنطقة، ولضعف الإدارة الأمريكية الحالية إلتي تواجه أزمات وتحديات داخلية وخارجية؛ ولكنه لم يدرك أن المناخ العالمي والبيئة السياسية العالمية جعلت العالم والشعوب وحتى الأنظمة الضعيفة لم تعد تتقبل نظاماً عالمياً أحادي القطب، وأنها تتوق إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب يحمي الأنظمة الصغرى، ويحدّ من طغيان الأنظمة الكبرى.