عذراً عطوفة الباشا ،،، ما نراه سقوطاً ناعماً لهيبة الدولة ومستقبلها!!
منذر محمد الزغول
=
تاريخ النشر / 26-12-2011
ما من شك في أن الجهود الجبارة التي يبذلها إخوتنا منتسبو الأجهزة الأمنية واضحةٌ للعيان ولا تحتاج لشهادتي أو لشهادة أحدٍ آخر، فهم يبذلون كل جهد ممكن للحفاظ على الوطن وأبناء الوطن ومقدراته.
قد تكون سياسة الأمن العام الأردني الجديدة وهي انتهاج أسلوب الأمن الناعم في التعامل مع مختلف القضايا على الساحة المحلية حازت على ثقة ورضا بعض منظمات حقوق الإنسان والولايات المتحدة والدول الغربية ، لكنها وللأسف الشديد لم تَحُز على ثقة المواطن الأردني وأصبحت الدولة تشهد حالاتٍ عديدةٍ من التغول والتطاول عليها وعلى هيبتها دون أن تحرك ساكناً، فأصبحنا نلحظ تدهوراً أمنياً ينذر بمستقبل خطير للدولة وللأمن والإستقرار.
وأنا هنا لا أعمّم فأنا لا أقصد من مقالي المسيرات والاعتصامات السلمية التي تجري في بعض مناطق المملكة والتعامل الحكيم معها ، فهذه المسيرات لم نر منها إساءة مباشرة للأمن والاستقرار في الوطن ،بل على العكس كان القائمون عليها يؤكدون دوماً على أنها مسيرات سلمية الهدف منها حث أصحاب القرار على الإسراع في وتيرة الإصلاحات المنشودة .
ما قصدته تحديداً هو تطاول الكثير من أبناء الوطن على هيبة الدولة من خلال إغلاق الطرق وإحراق الإطارات والحاويات والقيام كذلك بتحطيم وإحراق مقرات ومكاتب بعض الأحزاب ، حتى أصبح الكثيرون يظنون أنهم دولة داخل دولة،ولا سلطة لأحد عليهم،والأدهى والأمر من ذلك أن الدولة أصبحت عاجزة عن تطبيق القانون أمامآ بعض العشائر الكبيرة التي تغولت وأصبح بعض أبنائها يعتقدون أنها بمعزل عن تطبيق القانون والإلتزام به .
ظاهرةٌ خطيرةٌ أخرى أصبح يشهدها وطننا الغالي وهي إنتشار الجريمة والسرقة حتى أصبحنا نقرأ ونشاهد يومياً الكثير من الحالات الخطيرة جداً التي انتشرت في مجتمعنا بشكل لم يسبق له مثيل .
من هنا وحتى لا نجلد ذاتنا فإننا بصدق وبعيداً عن التهويل نقول بأن هذا الأمن والإستقرار الذي نتغنى به ونباهي به الدنيا، أضحى في خطر وأصبحت هيبة الدولة أمام هذا السلوك الأمني الناعم جداً في خطر، وصار أمن المواطن والحفاظ على مستقبله ومستقبل عائلته أكثر خطورة .
وأخيراً هذه رسالة من مواطن بسيط جداً لا همّ له إلا أن يرى هذا الوطن الغالي عزيزاً مهاباً مصاناً مستقراً وآمنا،رسالة أوجهها لعطوفة مدير الأمن العام الفريق الركن حسين المجالي الذي نجله ونحترمه ،ونوجها أيضاً لكل القائمين والمعنيين بملف الأمن في وطننا الغالي، نرجوكم ونتمنىآ عليكمآ أن تحافظوا على ماتبقى من هيبة الدولة والأمن والاستقرار فيها ،وأن لاتأخذكم في الحق لومة فالوطن يمر بأصعب مرحلة، فإن تركتم حفنة منآ الخارجين على القانون عديمي المسؤولية تتلاعب بأمننا واستقرارنا، ستفقد الدولة كل ما بقي لها من هيبة وأمل في مستقبل وغدٍ أفضل لنا ولأجيالنا القادمة .
عذراً عطوفة الباشا فإن ما أصبحنا نراه يناسبه جداً أن نطلق عليه سقوطاً ناعماً لهيبة الدولةآ ومستقبلها وليس تطبيقاً ناعماً للأمن والقانون .
حمى اللهآ الوطن وقائدآ الوطن جلالة الملك المفدى .
والله من وراء القصد.