علينا جميعا أن نقبل بالتغيير
نسيم العنيزات
لا بد من مراجعة حساباتنا وفتح جميع دفاترنا ومراجعتها بجدية ودقة، لمعرفة الأخطاء ونقاط ضعفنا والمحاور التي تجاوزناها واين نحن الآن.؟.
نعم إن المراجعة ضرورية شريطة أن تقرن بالعمل والإنجاز وتحقيق المطلوب الذي يعلمه الجميع وأصبح معروفا دون الحاجة إلى تفسير او تأويل.
مطالب ونقاط يتفق عليها الجميع ويلتقون حولها تبدأ من إصلاحات جدية في جميع المحاور والقطاعات الاقتصادية والسياسية واعتماد مبدأ الوضوح والشفافية.
لان الوضوح والشفافية يؤسسان لمبدأ المحاسبة والمسؤولية وبدونهما لن يتحقق شيئا وسنبقى في دائرة معتمة تتحكم بها وتسيرها المزاجية والمحسوبية، فالغموض والعتمة لا ينيران طريقا ولا يؤديان إلى الاتجاه الصحيح، ويبقيانا في المجهول.
ولا ننسى أيضا العدالة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد بجميع اشكاله لتكون مئويتنا الثانية مدخلا ودافعا لنهج جديد واصلاحات حقيقية تتناسب مع مطالب الناس وبيئتنا الاجتماعية بكل تفاصيلها وتعقيداتها.
ندرك جيدا أن الظرف صعب والواقع لا يساعد كثيرا بوجود جائحة كبيرة استحوذت على الجهود والامكانيات واستنفدت جل طاقاتنا، ضاغطة على الأعصاب والتفكير.
لان اي مشروع يحتاج إلى أرضية مناسبة وبيئة ملائمة وظرف يسمح بذلك خاصة عامل الثقة الذي كلما قلنا انه بدأ يضيق يعود إلى الاتساع اكثر نتيجة تراكمات وتحديات فوق طاقتنا احيانا كثيرة، فكل حكومة تأتي مسلحة بالأمل والعزيمة والعمل الا انها سرعان ما تصطدم بواقع عكس توقعاتها، نتيجة أخطاء سابقة لا دخل لها بها، فما أن تنشغل بمعالجة الماضي تتفجر بوجهها قنابل في وقت وظرف غير مناسبين. لتتعمق الجروح وتزداد فجوة انعدام الثقة وتعود مطالب الشارع إلى الواجهة فيشتت التفكير وتربك الخطط والاولويات.
لذلك فإننا جميعا حكومة وشعبا أمام اختبار صعب وظروف معقدة تستدعي منا جميعا الهدوء وعدم استغلال الظرف بالضغط، ورفع سقف مطالبنا، فجميعنا في سفينة واحدة تعوم بنا في بحر تعصف به الامواج في كل الأوقات، فإما أن ننجو جميعا او نغرق لا سمح الله.
مع ادراكنا أن هناك أخطاء لكن لا تتحمل هذه الحكومة مسؤوليتها وحدها، فهي متراكمة ومزمنة كما أن الجميع شركاء بها ولا بد أن يتحمل كل واحد فينا مسؤوليته، وان يكون جاهزا للتغيير، وان يقبل به سو اء كان لمصلحته او على حسابه بعيدا عن العصبية والانانية والفزعات الشخصية والمصلحية.