في الذكرى الـ 75 لاستقلال أردن العزة والمجد
مهدي مبارك عبدالله
=
بقلم / مهدي مبارك عبد الله
يحتفي الأردنيون في هذه الأيام العصيبة بذكرى غرة أعيادهم وأعراسهم الوطنية حيث تزينها الجباه الأردنية الشماء التي ما هانت يوماً ولا ركعت أبـدا ألا لله وحده وهم يقفون على قمة المجد والرفعة نستذكر معهم في هذه المناسبة الغالية قصة الكفاح ومسيرة النضال التي قادها العظماء من ال هاشم الغر الميامين ومعهم أبناءُ الأمةِ الأحرار من اجل نيل الاستقلال والحرية مقدمين التضحيات الجسام على ارض الحشد والرباط اديم الأمجاد ومهبط الرسالات
لقد كان الاستقلال بزوغَ فجرٍ جديدٍ ونقلة كبيرة ً لإخراج الأردن من مراتع الفقر والجهل والعوز إلى مراتب القوة و المنعة والحياة الفضلى بكل معاني الفخر والاعتزاز وعلى أبواب المئوية الأولى للدولة الأردنية ها هو اردن الوفاء يقدم نفسه كنموذج مميز في مواجهة الأزمات وتراكم الانجازات التي توالت منذ فجر الاستقلال بفضل التفاهم والتناسق والتناغم بين القيادة والشعب لرفع الروح المعنوية لدى المواطنين وتعزيز مفاهيم الولاء والانتماء والتكاتف في ظل الظروف التي يمر بها الوطن والعالم أجمع للتعريف بمعاني وقيم الاستقلال العظيمة
في هذا اليوم التاريخي المشهود يستذكر الأردنيون جميعا بزوغ فجر يوم الخامس والعشرين من أيار من عام 1946 حيث كانت ملحمة الكفاح المشرق والانجاز العظيم الذي قدمه الهاشميون الأطهار والاردنيون الاخيار منذ عهد جلالة الملك المؤسس عبداللة بن الحسين طيب الله ثراه لذي حقق الاستقلال وأقام دولة القانون والمؤسسات في ظل ظروف إقليمية وعالمية صعبة حيث استطاع جلالته بعد سلسلة من المفاوضات والمعاهدات من إنهاء الانتداب البريطاني وتحقيق الاستقلال الكامل للدولة الأردنية بمساندة ونضال وتضحيات أبناء الوطن والأمة الأحرار الذين تمكنوا من إخراج العدو الغاصب من ارض الأردن الغالي وحلقوا في سماء الحرية في وطن أمن مستقر لا تحكمه أية جهات خارجية وهم منذ ذلك اليوم الابلج الأغر يلتفون حول قيادتهم الهاشمية منذ الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه وحتى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظة الله
في هذه المناسبة المجيدة نستذكر بطولات وتضحيات الأجداد والأبناء في سبيل هذا الوطن المتقدم الذي خطا بخطوات واثقة وحثيثة نحو بناء الإنسان الأردني ورفاهيته وتقدمه لينع الشعب بالازدهار والمنعة والاستقرار والطمأنينة واقامة مجتمع العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص عملا بقيم الإسلام السمحة وبمبادئ ورسالة الثورة العربية الكبرى المظفرة
لتستمر وتتواصل مسيرة العطاء والبناء بتسلم جلالة المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه راية الفخر والعز والكبرياء وليجتهد وعيا وفكرا في وضع دستورَ الأردنِ الحديثِ والذي لازال سارياً حتى الآن ثم يسلم القيادة جلالة الملك الراحل الحسين رحمه الله الذي قاد مسيرة البناء والأعمار حين اعتلى سنام السفينة في خضم بحر متلاطم الامواج ليصل بها إلى شواطئ الأمنِ والأمانَ بكل إخلاص و تفانٍ حيث عرّبَ قيادة َ الجيشِ و خلصه من التبعية الأجنبية وواصل جهده الدؤوب في أعمار الأردنِ الحديث في كافة النواحي فأصبح للأردن بفضل قيادته وابنائه الأوفياء المخلصين مكانة مرموقة بين أمم الأرض وغدى نموذجا ومثالاً يحُتذى به و محجا ومقصداً لكل أبناء الشعوب واحرار الامة و سيبقى الأردنيون يتذكرون الحسين العظيم بإنسانيته الفريدة وقيادته الحكيمة وتواضعه الجم الى الأبد وفاءًا و اعتزازاً ومحبة وها هي الذكرى المجيدة ترجع بنا إلى إعادة قراءة الصفحات البطولية والأدوار العظيمة الخالدة التي قامت بها القيادة الهاشمية بما أملاه عليها حسّها الوطني والقومي وانتمائها المطلق للإسلام والعروبة
ومع جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين نستذكر عبق الماضي ومنجزات الحاضر والتطلعات والآمال والاصلاحات المنشودة التي ستقودنا إلى المستقبل الزاهر بإذن الله بفضل قيادتنا الهاشمية الملهمة فعلى الصعيد العربي كان للسياسة المتميزة والرائدة للملك عبد الله الثاني دورا في السعي الدؤوب لتحقيق السلام والأمن والاستقرار العالمي وإقامة علاقات طيبة مع الدول العربية والأجنبية كما كان لفلسطين على الدوام مكانة خاصة في قلب جلالته وليس أدل على ذلك من خطاب الملك الشهير في قسم الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة لوفان البلجيكية الذي أعاد فيه تسليط الأضواء على ضرورة انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية كما لا يفوتنا ان نذكر بمواقفه الجليلة وهبته الصادقة في الوقوف الى جانب ابناء غزة في العدوان الاسرائيلي الاخير وتعزيز صمودهم ومقاومتهم حيث انفرد الأردن والملك السند الاول والداعم الاكبر لفلسطين بما تمر به من احداث دامية بتسليط الأضواء في كل مناسبة دولية على جرائم الاحتلال والمطالبة بضرورة انهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف انتهاكات إسرائيل للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة ومحاولتها تغيير الهوية العربية التاريخية للقدس الشريف وان استمرار تلك الإجراءات سيكون كفيل من جيد بتأجيج مشاعر الفلسطينيين والمؤمنين في العالم اجمع واعادة المواجهة والصراع
اما على الصعيد الإسلامي فقد كان الملك عبد الله أول من حذر من خطورة الحرب الظالمة التي تشن على المسلمين وقد طالب جلالته بالوعي منها وكشفها داخل الدول العربية الإسلامية حماية للدين الإسلامي الحنيف من الجرائم التي قد ترتكب باسمه كما أكد بانه على المجتمع الغربي أن يعلم بأن الإسلام براء من جرائم الخوارج وقد أعاد الملك للأذهان الحقيقة الناصعة بأن الإسلام حرم قتل النساء والأطفال والكهول وهدم الكنائس وقطع الأشجار قبل ألف سنة من معاهدات جنيف التي حددت معاملة المدنيين والأسرى في الحروب فهذه مبادئ الإسلام ورسالة الثورة العربية الكبرى وهذه هي التعاليم النبيلة التي حملها الأردن على الدوام لحفظ الكرامة الإنسانية وتعزيز مفهوم التعايش المشترك وتحقيق الأمن والاستقرار السلمي
لقد أصبح الأردن في عهد جلالة الملك عبداللة الثاني نموذجا من العمل الجاد نحو حل الكثير من القضايا التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية بالإضافة إلى عمل جلالته الدؤوب لتطوير الحياة السياسية والاقتصادية والتنموية للمواطنين وبناء المؤسسة العسكرية والأمنية على قدر من المهنية والاحتراف العالي على مستوى العالم كما عمل جلالته على تجسيد الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والأمن والأمان والتحرر من الاستعمار وصولا الى يوم الفخر والعزة ( عيد الاستقلال الوطني ) ولا زال جلالته يعمل بجهد صادق ومخلص لرفعة الأردن وتقدمه وبما يحقق الطموحات الشعبية ويضمن حقوق الأجيال القادمة في العيش برضى وسلام على التراب الأردني الطهور
يوم استقلالنا في وعينا وفهمنا هو يوم كرامة أمة واستمرارا للوجود والحياة فمنذ الأزل وعلى مر العصور والحقب كانت أرضنا المباركة النبض والمحرك للتاريخ والجغرافيا والإنسان ومهدا للرسالات ومعبرا للانبياء ومنشئا للحضارات هذا البلد الحاضر في كل مكان وزمان والذي ما زال منذ تاريخ الاستقلال يشدّ الرحال نحو تحقيق التنمية الشاملة والنهضة الحقيقية التي يرضى عنها الأردنيون وتجسد أفكار القيادة الهاشمية التي عملت طيلة سنوات الكفاح والنضال ليصبح الاردن في الطليعة الأولى بين الدول العربية في أكثر من مجال وأن يكون منارة شامخة عبر صروحه العلمية والأكاديمية المتعددة بقيادة عميد ال البيت جلالة الملك المفدى اطال الله بعمره وعضده بالحكمة والقوة ليبقى الاردن واحة الامن والاطمئنان والسلام والمحبة والاخاء
في ذكرى الاستقلال المجيدة نرفع جبيننا عاليا ونمشي على التراب الطهور المتعطر بأرواح الشهداء والمعارك الخالدة تيها وفخراونحن نلوح بأيادينا عاليا فرحين بوطن الصمود ووطن والانجازات موطن العزة والفخار لتبقى هذه المناسبة التي تمكن خلالها الأردنيون بقيادة الهاشميين من إرساء دعائم الدولة الأردنية الحديثة وترسيخ قواعد المؤسسية والحرية والديمقراطية عزيزة على قلوبنا جميعا يزهو الوطن الغالي فيها بالإنجازات الكبيرة والمكاسب الوطنية والمكانة العالية المرموقة بين الشعوب والأمم حمى الله الأردن الغالي من عين كل حاسد وحاقد وجاحد وحمى القيادة الهاشمية الشابة وحمى جنود الوطن وأبناءه من كل شر وضر
نقف اليوم في حضرة الوطن وفي رحاب مقام قائده الهاشمي الملك عبد الله الثاني المفدى لنؤكد لا لنجدد البيعة والعهد والقسم ونواصل مسيرة المجد والاستقلال بالمزيد من وحدتنا الوطنية ومواصلة مسيرة التقدم والبناء فوق ما بناه الأوائل المؤسسون ونخن نؤكد على الدوام بأننا ( كلنا الأردن ) واننا سنبقى حماة للاستقلال ودعامات وثوابت رفعة لهذا الانجاز الذي تحقق لقيادتنا الهاشمية وشعبها الوفي كما يحق لنا في هذه المناسبة الغالية أن نفخر أننا أبناءُ وطن عزيز بقيادته الواعية وشعبه المنتمي وأن نعتز أكثر بجيشنا العربي حامي استقلالنا واجهزتنا الأمنية درع الوطن وسياجه
وفي غمرة احتفالنا بعديد اعيادنا الوطنية نرفع الى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمـو الأمـيـر الحسين بن عبد الله الثاني وإلـى كافة ابناء الـشـعـب الأردنــي العظيم أسمى آيات الولاء والإخلاص والتهنئة والتبريك بهذه المناسبة الوطنية الغالية معاهدين الله دوما أن نبقى الجند الأوفياء والمخلصين للوطن والقيادة وان يظل فجر الاستقلال الزاخر بازغاً فينا نورا وفخرا وشموخا وعزة على المدى البعيد بإذن الله تعالى خاصة ونحن نرى الموقف الاردني المشرف ( قيادة وحكومة وشعب ) تجاه ما تمر به فلسطين وارضها المقدسة من احداث مؤلمة تغتال فيها الانسانية والانسان على ارض خلقت للسلام والمحبة والعبادة يوم تحريرها ات لا محالة مهما طال الزمان والاحتلال
حفظ الله الأردن وطناً عزيزاً سيدا قويا عصيا متماسكا امام كافة التحديات والصعاب والله عز وجل نسأل أن يديم على الوطن نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار في ظل القيادة الهاشمية المظفرة وكل عام والاردن والأردنيون بألف خير
mahdimubarak@gmail.com
.