في ذكرى تعريب الجيش ،، نستذكر إنسانية وتضحيات جنودنا البواسل
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 02-03-2018
في الأول من آذار عام 1956 اتخذ الملك الحسين بن طلال رحمه اللهآ قراره التاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي الباسل وإعفاء الجنرال كلوب من منصبه ، حيث تمكن أبناء الوطن الشرفاء من خلال هذا القرار الشجاع قيادة الجيش العربي، حاملين الراية الهاشمية الخفاقة في الدفاع عن الوطن وقضايا الأمة.
آ
فمنذ ذلك التاريخ وقيادتنا الهاشمية وضباط وجنود جيشنا العربي الباسل يخوضون التضحيات الجسام من أجل أن تبقى راية الوطن خفاقة عالية ،حيثآ سطر جيشنا الباسل عبر تاريخه الحافل بالتضحيات والإنجازات العسكرية والتي شهدت لها بكل الفخر والاعتزاز أرض فلسطين المباركة ومعركة الكرامة الخالدة ، ومشاركةآ كتائب قوات جيشنا في مختلف مناطق الصراع في العالم ،ولن ننسى ما حيينا معركة الكرامة الخالدة التي أضاق فيها جنود هذا الجيش أكبر هزيمة لجيش الاحتلال الصهيوني عندما أقسموا في ذلك الوقت ألا يعودوا إلى أهلهم وديارهم وصهيونياً واحداً على ثرى هذا الوطن ، وكان لهم ما أرادوا .
آ
لقد كان أبرز ما ميز مسيرة جيشنا الباسل بالإضافة إلى الإنجازات العسكرية وتطوره بشكل مستمر وخبرة وكفاءة ضباطه وأفراده، تركيزه على الجانب الإنساني، ففي الوقت الذي تسخّر بعض جيوش العالم كل قوتها وعتادها وعدتها لقهر شعوبها و إذاقتهم كل أنواع الظلم والتجبر والاستبداد، يقف جنود جيشنا الأبطال ليستقبلوا الهاربين من الظلم والطغيان بكل إنسانية وكأنهم يتسقبلون أهلهم وعائلاتهم ، يوفرون لهم الطمأنينة والسكينة والغذاء والدواء ، فضيوفنا من الدول الشقيقة يعرفون قبل غيرهم إنسانية وطيبة وكرم جنود جيشنا البواسل.
آ
وفي ذكرى تعريب قيادة الجيش ومعركة الكرامة الخالده آ نستذكر بكل الفخر والاعتزاز أيضاً مشاركات جيشنا في الأحداث الإنسانية على الصعيد المحلي ، فها هو الجيش يشارك بإعمار وصيانة وترميم مئات المنازل لأسر عفيفة وفقيرة في مختلف محافظات المملكة ، وها هو جيشنا يقدم مئات آلاف الطرود الغذائية خلال السنوات الأخيرة ، وقد يكون الجيش خلال السنوات الخمس الأخيرة من أبرز الجهات التي قدمت مساعدات إنسانية للأسر الفقيرة والمحتاجة ، ناهيك عمّا ينظمه باستمرار من أيام طبية مجانية استفادت منها شريحة واسعة من مجتمعنا الأردني.
آ
وكثيراً ما أعلن الجيش حالة الاستنفارآ والطوارئ القصوى لفتح الطرق، خلال المنخفضات الجوية وما تشهده من تساقط للثلوج، وتوزيع الخبز والمواد التموينية في المناطق التي حاصرتها الثلوج حيث لم تستطع الآليات والمركبات المدنية منآ الوصول لهذه المناطق.
آ
كما أعلن الجيش أيضاًآ حالة الطوارىء القصوى للبحث عن طفلة تاهت وفقدت أهلها في جبال عجلون آ ، ولم يهدأ لهم بال إلا بعد العثور على هذه الطفلة وإعادتها إلى أهلها وذويهاآ سالمة غانمة، والجيش أيضاً وبمبادرة لن أنساها ما حييت يهب لنجدة أهالي محافظة المفرق للمساهمة بإدامة أعمال النظافة في هذه المدينة العزيزة بعد أن عجزت آليات البلدية وكوادرها في السيطرة على وضع النظافة المتردي بسبب اللجوء السوري الكثيف في المنطقة، فكان للجيش مساهمة لا أجمل ولا أروعآ دلت وبشكل لاآ يدعونا للجدال أو النقاش أن جيشنا الباسل ليس ككل الجيوش .
آ
أخيراً مهما كتبت ومهما قلت وكتبت و قال الكتاب من قبلي ومن بعدي فلن نفي جميعاً جيشنا الباسل حقه ، بل سنبقى مقصرين ، فالكتابة عن جيش العز والمجد ليس بالأمر السهل ،، ولكننا سنبقى على ثقة أن جيشنا الباسل ليس ككل الجيوش ، فلقد استبسل ضباط و جنود هذا الجيش بحفظ أمن واستقرار الوطن والوقوف سداً منيعاً أمام أطماعآ الحاقدين الذين حاولوا بشتى الطرق والسبل النيل من أمن واستقرار الوطن ، ولكن وبحمد الله تعالى تحطمت أحلامهم وأحقادهمآ على صخرة ومنعة ويقظة جيشنا الباسل على طول حدود الوطنآ وفي مختلف مناطقآ المملكةآ ،، وكل يوم نسمع عن حكاية من حكايات العز والفخر والبطولة لضباط وأفراد جيشنا العربي الباسل .
آ
تحية عز وفخار لضباط وضباط صف وأفراد جيشناآ الباسل وللقائد الأعلى آ للجيش آ سيد البلاد المفدىآ آ حفظه الله ورعاه آ ،،آ و رحم الله شهداءآ الجيش والوطن الأخيار الأطهار ،، وأبشركم يا أبطالآ وشهداءآ جيشناآ بحديث الحبيب المصطفىآ عليه الصلاة والسلام حينما قال (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ).
آ
حفظ الله الوطن وقائد الوطن وجيشنا الباسل من كل سوء ،، سائلاً الله العلي القدير أن يرد كيد الكائدين والحاقدين إلى نحورهم ،، وأن يبقى جيشنا العربي المصطفويآ الباسلآ منارة عز وفخر في العالم أجمع .
آ
والله من وراء القصد من قبل ومن بعد ،،