في عيد الإذاعة الأردنية أل 66 ،، من هنا انطلق صوت الحق المدافع عن حياض العروبة والإسلام

منذر محمد الزغول
=
للإذاعة الأردنية الحبيبة في نفس كل أردني محبة وتقديرا لا يعلمها إلا الله ، فقد كانت إذاعتنا الحبيبة وما تزال صوت الحق المدافع القوي عن قضايا الأردن والأمة جميعها ، ولطالما كان البعيد قبل القريب ينتظر بفارغ الصبر أصوات الرعيل الأول من مؤسسي الإذاعة الأردنية الذين علموا الدنيا كلها كيف يكون الإعلام الحر الصادق الذي لا ينطق إلا بالحق ، وكم أسعدني وسرني ذات يوم شهادة الإعلامي الكبير فيصل القاسم بحق إذاعتنا الحبيبة التي تتلمذ هو شخصيا على أثيرها وبرامجها المختلفة ،وحدث ولا حرج أيضاً عن آلاف الإعلاميين الكبار الذين تخرجوا من مدرسة إذاعتنا الأردنية العريقة.
لإذاعتنا الحبيبة ذكريات خاصة غالية على نفسي لا يمكن أن تُنسى أو تُمحى من الذاكرة ، ولهذا يعرف كل من يعرفني عن قرب كيف أترجم هذه المحبة على أرض الواقع في كل لحظة وفي كل يوم ، كما أنني كنت أجلس لساعات طوال أستمع لبرامجها المختلفة وكنت أرصد كل شاردة وواردة في برامجها ، وكم كنت أيضاً أستمتع وخاصة حينما أصحوا باكرا لأستمع للبرنامج الأقوى على صعيد الأردن و المنطقة والخاص بمتابعة وحل مشاكل وقضايا المواطنين ، برنامج البث المباشر الذي دخل كل بيت في أردننا الحبيب ، وكم كنا أيضاً نكون في قمة سعادتنا أيضاً حينما كان يتدخل المغفور له جلالة الملك حسين رحمه الله لحل قضية هنا أو هناك في وطننا الغالي لمواطن أردني أوصل صوته لبرنامج البث المباشر ، وبالطبع كان كل الوزراء وأصحاب القرار يتابعون هذا البرنامج الأشهر لقناعتهم أن الملك يتابع كل شيء في هذا البرنامج ولقناعتهم الكاملة أن هذا البرنامج يُمثل الإعلام الحر الصادق المهني البعيد عن التهويل والمبالغة ، وهذا أيضا ما كان يدعو المواطنين للتهديد دائما باللجوء إلى برنامج البث المباشر إذا لم تحل لهم أي قضية .
ذكرياتنا مع إذاعتنا الأردنية الحبيبة أكثر من رائعة ، فلم نكن نثق إلا فيها ، ولم نكن نحب إلا فرسانها من الإعلاميين الكبار ، وكم كنا نطرب لسماع أصواتهم النقية الحرة الشريفة الذين أسسوا وبنوا هذه الإذاعة بتعبهم وجهدهم وسهرهم ، فلم تكن قضيتهم مُجرد وظيفة يقضون فيها بعض الساعات ثم يغادروا إلى منازلهم ، بل كانت قضيتهم أكبر من ذلك بكثير ، لذلك كنا نشعر أن الإذاعة الأردنية كانت مدرسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكانت أيضا أهم وسيلة إعلامية عربية في ذلك الوقت و الأقرب لنا جميعا .
اليوم وإذاعتنا الحبيبة تحتفل بعامها أل 66 ، كم نشعر بالفخر والاعتزاز انها ما تزال بنفس الهمة والطموح الذي بدأت فيه ، وما زادتها هذه الأعوام الطويلة التي مرت عليها منذ بدايات انطلاقتها في العام 1959 إلا المزيد من الإصرار على تحقيق النجاحات والإنجازات رغم وجود هذا الكم الكبير من وسائل الإعلام وجملة من التحديات ، إلا أن كل ذلك لم يزد إذاعتنا الحبيبة إلا الإصرار على أن تكون بنفس القوة والهمة والطموح والعزيمة كما كنت في البدايات ، وكأني والله بلسان حال كل موظف فيها ما يزال يستذكر كلمات المغفور له بإذن الله تعالى الملك حسين رحمه الله حينما افتتح مبنى الإذاعة الأردنية في العام 1959 وقال حينها
إن الأردن اليوم، وهو يصغي إلى صوته الحي المنافح عن حياض العروبة والإسلام، ويحمل في ثناياه صور المجد، وتشع من أعماقه هالات القداسة وأنوار الهواية، إنما يجد نفسه قادرا على إنارة الطريق أمام السائرين، وإضاءة السبل أمام السالكين، وسبيله هو سبيل الرحمن، ودعوته الخيرة، وحدة وتراحم وإخاء”.
فكل عام وإذاعتنا الحبيبة بخير وإن شاء الله ستبقى الطريق أمام السائرين وتضيء السبل أمام السالكين ، وستبقى كما كانت صوت الحق المدافع عن حياض العروبة والإسلام ، والمدرسة التي تُخرج لنا في كل عام يمر عليها أفواج جديدة من الإعلاميين الكبار الذين أضاءوا وأناروا إذاعتنا الحبيبة و الكثير من وسائل الإعلام الأردنية والعربية .
والله من وراء القصد ،،،
بقلم/ منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية
عضو مجلس محافظة عجلون