في عيد التلفزيون الأردني ال 48 ( ما زال يجمعنا )
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 27-04-2016
يحتفل آ التلفزيون الاردني في هذه الأيام بالعيد الثامن والأربعين لذكرى انطلاقته آ التي بدأت في شهر نيسان من العام 1968م حيث جاءت هذه الانطلاقة بعد سنوات من انطلاق بث الإذاعة الأردنية الحبيبة .
وعلى كل حال فإن الذكريات تعود بنا إلى تلك الأيام الجميلة التي شهدت انطلاقة تلفزيوننا الحبيب حيث كانت فرحة لا توصف ، وكانت انطلاقة لا أحلى ولا أجمل شهدت بعدها بعدة سنوات انطلاقة رائعه آ للدراما الأردنية وللأعمال الأردنية المميزة التي غزت جميع التلفزيونات العربية آ آ وكانت حديث الشارع العربي آ من محيطه الى خليجه .
على الصعيد الشخصي كلما إحتفل التلفزيون الأردني بذكرى إنطلاقته آ تنتابُني آ عواطف جياشة ، أولاً لأن التلفزيون الأردني آ كان آ وما زال جزءاً أساسياً آ من حياتي ومن حياة غالبية أبناء الوطن ، إضافة الى أن التلفزيون الأردني إنطلق في نفس العام الذي تحقق فيه لوطننا الغالي الإنتصار العظيم آ في معركة الكرامة الخالدة ، وشخصياً آ هو نفس العام آ الذي آ أنجبتني فيه والدتي رحمها الله آ والتي لطالما قضينا بمعيتها أوقاتاً رائعه آ في مشاهدة بعض البرامج والمسلسلات البدوية والريفية وغيرها على شاشتنا الحبيبة آ ، والتي أيضاً لطالما ذرفنا الدموع بمعيتها على ضحايا فناننا المحبوب زهير النوباني الذي لم يكن يسلم أي أحد من دسائسه ومؤامراته .
أتذكر كما يتذكر الجميع تلك الأيام الجميلة ،حيث كان تواجد التلفزيونات في بيوت القرى والبلدات الأردنية على عدد أصابع اليد الواحدة ، فالمنطقة التي أسكن فيها كان لا يوجد فيها إلا تلفزيون واحد وهو طبعاً أبيض وأسود حيث كان الجيران من حارتنا والحارات المجاورة يتجمعون في هذا البيت كل يوم أثنين على ما أذكر لحضور مسلسل رأس غليص وبعده مسلسل وضحا وابن عجلان وفارس ونجود وغيرها ، وكانت هذه المسلسلات حديث الناس في الشارع والسهرات والتعاليل،وماذا ستكون الأحداث في الحلقات القادمة من هذه المسلسلات التي أصبحت جزءا رئيسيا من حياتنا.
كانت المشكلة الحقيقية التي تواجهنا دوماً هي كيفية الحصول على صورة واضحة للتلفزيون الأردني وعدد قليل جداً من التلفزيونات العربية المجاورة حيث كنا نقضي وقتاً طويلاً من الليل ونحن نحرّك شبكة التلفزيون يميناً ويساراً لعل وعسى أن نحصل على صورة جيدة ، وهكذا نقضي الساعات تل و الساعات ونحن على هذا الحال ، والعائلة كلها مشغولة بتحريك شبكة التلفزيون وفي اليوم التالي نعيد الكرة والحارة كلها تكن شاهدة على هذا المسلسل اليومي المتمثل بمحاولة الحصول على صورة جيدة بواسطة هذه الشبكات .
وبدأت تتطور الأمور شيئاً فشيئاً وأصبحت محطات التقوية للبث التلفزيون تنتشر في معظم المحافظات الأردنية وأصبح التلفزيون الملون يغزو قرانا ومدننا الأردنية ، واستمر التطور في التلفزيون الأردني حيث كان التلفزيون وعلى الدوام يواكب التكنولوجيا والتطوّر التقني ،وكان رائداً آ ومتميزاً في الخبرات والكفاءات التي كانت وما زالت سنداً للتلفزيون الأردني و رافداً رئيساً لمعظم التلفزيونات العربية .
آ وفي هذا المجال ومن خلال المتابعة والمراقبة فإنني أرى أن نجاح التلفزيون الأردني والإذاعة الأردنية أيضا تكمن من خلال تسليط الضوء أكثر فأكثر على القضايا المحلية ، وتناولها بطريقة بعيدة عن الخوف والتردد ، فلذلك فإنني ومن منطلق محبتي وغيرتي على تلفزيوننا الحبيب وللعلاقة التي تربطني فيه فإنني أقترح على عطوفة الأخ الكبير الأستاذ محمد الطروانة مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وجميع المعنيين في التلفزيون آ أن يكون الشأن المحلي آ وشأن المغتربين الأردنيين في كل مكان على رأس أولياتهم ،، آ وفي هذا السياق وحتى يبقى التلفزيون الأردني آ رائداً ومتميزاً بين هذا الكم الكبير من المحطات الفضائية آ أقترح ما يليآ
أولاً- أن تكون نشرة أخبار السادسة مساءً 60 دقيقة بدلاً من الوقت المتاح لها الآن وهو أقل من 30 دقيقة ، ومن المعروف أن نشرة أخبار السادسة هي بغالبيتها أخبار محلية لذلك فإن زيادة الوقت ل 60 دقيقة سيجعل من القائمين على هذه النشرة الإخبارية تناول أكبر قدر ممكن من القضايا المحلية وكذلك زيادة مدة التقرير المحلي ل 5 دقائق على الأقل حتى يعطى أي موضوع يطرح حقه من التغطية كاملاً .
ثانياً – الدراما الأردنية وخاصة المسلسل البدوي والريفي فقد كانت هذه المسلسلات تستقطب أعداداً كبيرة من المشاهدين وكلنا يتذكر كم كانت هذه المسلسلات جزءاً آ رئيسياً من حياتنا وكم كنا نستمتع بها ، لذلك فإن التلفزيون الأردني مطالب بإعادة الألق لهذه المسلسلات التي تعبر عن واقعنا والمسلسل الرائع المعبر آ أم الكروم آ خير مثال على ذلك آ و الذي أنتجه التلفزيون الأردني في تسعينيات القرن الماضي آ وحاز على نسبة كبيرة من المشاهده واليوم ورغم مضي كل هذه السنوات ما زال هذا المسلسل يحظى على نسبة كبيرة من المشاهدة آ .
ثالثاً – البرامج الحوارية السياسية والدينية والبرامج الأخرى هي عصب التلفزيون الأردني لذلك لا بد من إعطاءها الأولوية والتركيز عليها من خلال إعطاء القائمين عليها حرية أكبر في تناول أي قضية تستجد على الساحة ، وكذلك لا بد من استقطاب المزيد من الكفاءات التي تستطيع إدارة هذه البرامج بكل كفاءة واقتدار.
رابعاً- سرعة تناول أي قضية محلية وعدم الانتظار حتى يحين موعد نشرات الأخبار ، وأقترح هنا على إدارة التلفزيون آ فتح مكاتب للتلفزيون الأردني في كافة محافظات المملكة وخاصة أن ذلك أصبح متاحاً آ الأن آ في ظل إمتلاك التلفزيون الأردني أجهزة ومعدات آ بث متطورة رخيصة الثمن آ وسهلة التشغيل والتي تتيح للتلفزيون الأردني سهولة وسرعة آ الربط آ مع المحافظات الأردنية آ ، فليس من المعقول مثلاً أن يكون للصحف اليوميه آ وبعض الإذاعات المحلية مندوبين ومكاتب آ في كافة المحافظات بينما تلفزويننا الحبيب لا يوجد له آ في كثير من المحافظات مكاتب ومندوبين بالرغم آ من أن ذلك في متناول اليد ومن المؤكد أنه سيساهم في زيادة نسبة مشاهدة التلفزيون وسهولة وسرعة آ تناول أي قضية آ محليه .
خامساً- تسليط مزيد من الضوء على الجاليات الأردنية في كافة دول العالم والاهتمام بقضاياهم وهمومهم وإيصالها إلى المسؤولين والمعنيين في وطننا الغالي ، آ وهنا لا بد من الإشادة بما يقدمه الإعلامي الكبير عامر الصمادي في برنامج ياطير الذي يحظى بنسبة مشاهده غير عاديه .
أخيراً هناك العديد من الاقتراحات ولكن مهما يكن وسواء أخذت فيها إدارة التلفزيون الأردني أم غير ذلك فإن من واجبنا أن نتقدم بجزيل الشكر والاحترام لإدارة التلفزيون الأردني ولجميع كوادر التلفزيون الأردني آ الذين يعملون بصمت آ ويتحملون ما يتحملون من نقد وتجريح في أحيان كثيرة يكون آ في غير محله آ حتى بدأنا نشعر أنه ينطبق على آ التلفزيون المثل القائل ( مثل خبز الشعير مأكول مذموم ) ،، بالرغم أننا على ثقة كبيرة أن التلفزيون الأردني آ ما زال بيتنا الكبير وما يزال آ يجمعنا آ ويجمع غالبية أبناء الوطن بالرغم من آلاف القنوات الفضائية المنتشرة في شتى بقاع المعمورة .
كل أمنيات التوفيق والنجاح دوماً لتلفزيوننا وإذاعتنا الأردنية الحبيبة وكل القائمين عليهما ، مع خالص الأمنيات أيضاً أن يبقى هذا التلفزيون مؤسسة وطنية أردنية تخدم الوطن و كل أبناء الوطن في الأردن وفي كل أصقاع المعمورة بكل تجرد وحيادية، وتخدم الدراما الأردنية العزيزة جدا على قلوبنا ،،وكلنا أيضا أمل في مستقبل مشرق للوطن تحت ظل قيادتنا الحبيبة وعميدها الملك المفدى حفظه الله .
والله من وراء القصد ومن بعد ،،،آ