قتلة الأشجار – أسأل الله أن يرينا فيكم يوماً أسوداً كسواد قلوبكم
منذر محمد الزغول
=
تاريخ النشر/ 13-08-2012
تتعرض غابات محافظة عجلون لأبشع جريمة لم أسمع ولم أرَ مثيلاً لها،لا في محافظة عجلون ولا في أي منطقة من وطننا الغالي ، حيث تتمثل هذه الجريمة بإقدام فئة حاقدة لا تخاف الله ولا تحمل في قلبها أي ذرة انتماء لوطننا الغالي بحرق وإبادة الآف الأشجار المعمرة دون ضمير أو مخافة من الله .
آ
هذه العصابة التي لا يكبح جماحها أي وازع ماضية في غيها وحقدها على كل ما هو جميل في محافظتنا الجميلة التي وهبها العلي القدير هذه النعمة التي لا تقدر بثمن ، حيث تقوم وبطريقة ممنهجة وفي أوقات قاتلة بإشعال الحرائق هناك وهناك وفي مناطق يصعب الوصول إلها كي يحقّقوا أكبر قدر ممكن من إلحاق الأذى بغاباتنا وأشجارنا المعمرة .
آ
وما يدعو للأسى والحزن أننا ومنذ بداية هذه الحرائق الكبيرة لم نسمع أن أحداً قد نال أي عقاب جرّاء فعلته الشنيعة ، بل لم نسمع أن الأجهزة الامنية قد ألقت القبض على أحد من أولئك ، وكأن الفاعل من عالم ومن كوكب آخر ، وما يثير في النفس الألم أيضاً أن كل هذه الجرائم تحدث تحت سمع وبصر الجميع في محافظة عجلون وتحت سمع وبصر لجان البيئة وأنصارها الذين قامت قيامتهم يوم علموا ببناء الكلية العسكرية في برقش ولم نر أحداً منهم أصدر حتى بياناً خجولاً عن الجرائم البشعة التي ترتكب اليوم بحق غاباتنا في محافظة عجلون.
آ
فإلى محافظ عجلون عادل الروسان وإلى كل أجهزتنا الأمنية الشجاعة وإلى كل المعنيين في وزارة الزراعة نرجوكم أن تجعلوا من موضوع إبادة الآف الأشجار الحرجية المعمرة في غابات عجلون أولوية عندكم فقد بلغ السيل الزبى ولم يعد ينفع السكوت عن هؤلاء المجرمين وأخشى ما أخشاه أن يأتي ذلك اليوم الذي لا نجد فيه شجرة معمرة نتفيأ في ظلها أو نتنسم بهواءها ، ونرجوكم أن تتخذوا أقسى وأشد الإجراءات والعقوبات بحق هذه العصابة التي جعلت مصالحها الضيقة فوق كل إعتبار وهان عليها كل هذه الأشجار التي يقدر عمر الكثير منها بمئات بل بالآف السنين .
آ
أمّا أنتم يا قتلة الأشجار “فإن الله يمهل ولا يهمل“ سائلين الله العلي القدير أن يقطع ويحرق يد كل من يحرق ويقطع شجرة وأن يرينا الله فيكم يوماً قريباً أسوداً كسواد قلوبكم التي انقطعت منها الرحمة والشفقة لأنه لا عذر لكم ولكل من يقدم على هذه الجرائم ، فلا الفقر ولا الجوع يدفع صاحبه لأن يقتل ويقطع الأشجار بهذه الطريقة الوحشية التي حرمتها كل الديانات السماوية حتى في أوقات الحروب .
آ
وإلى الأهل والأحبة في محافظة عجلون اعلموا أننا جميعاً شركاء في المسؤولية ، فأرجوكم أن لا تتستروا على هؤلاء القتلة ، وأرجوكم أن لا تصدقوهم فالكثير الكثير منهم لا يدخل على بيته لا حطباً ولا شجراً ، فوجهتهم أصبحت معروفة وهي مقاهي ومطاعم وتجار عمّان الذين يبتاعون أشجارنا بثمن بخس.
آ
وأخيراً اللهم إنّا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العُلى أن تحفظ وطننا عزيزاً مصاناً من غدر الغادرين ومن حقد الحاقدين والحاسدين وأن تحفظ أشجارنا وأرضنا من قتلة وعصابات الأشجار .
والله من وراء القصد