قراءة في زيارة رئيس الوزراء لمحافظة عجلون ،،،

—

بداية أؤكد أنني مع الزيارات الميدانية المفاجئة لأي مسؤول خاصة إذا كان رئيس الوزراء ليقف على أرض الواقع على الحقائق  كما هي دون تجميل للواقع  الذي في العادة هو دون الطموح . 

فعليا زيارة دولة الرئيس لمحافظة عجلون قبل عدة أيام لم تكن زيارة  مفاجئة بالكامل ، بل إن المعنيين في المواقع التي زارها الرئيس كان لديهم العلم الكامل  بالزيارة قبل يوم أو يومين على الأقل  من موعد الزيارة، وهذا ما جعلها تفقد  جزء من أهميتها ، لكن ما يُسجل للرئيس أن زيارته لم تكن تحمل الكثير من التعقيد  والبرستيج ومواكب السيارات الفارهة ، فقد كان من يعلم بزيارة الرئيس عدد قليل جدا من المعنيين في المحافظة وذلك ليكونوا باستقبال الرئيس ، حيث تفاجئت الغالبية العظمى من أهالي المحافظة والمسؤولين بالزيارة ، وهو الأمر أيضا الذي أعطى الزيارة نكهة خاصة تدعونا للتفاؤل قليلاً .

على كل في قراءة  سريعة للزيارة  الأولى لدولة الرئيس  الدكتور جعفر حسان لمحافظة عجلون   كرئيسا للوزراء والمواقع السبعة التي زارها في المحافظة  تُعطينا مؤشرا في البداية أن الرجل ينطلق  من خلفية اقتصادية بحتة ، وهو قادم بتوجيهات جلالة الملك  ليصلح ما يمكن اصلاحه . 

بالطبع من قام بترتيب المواقع السبعة ليقوم الرئيس بزيارتها لم يكن موفقا ، فما حاجة الرئيس على سبيل المثال لزيارة موقع ليس فيه أي خلل أو مشكلة  أو أي تحديات ، فمن المفترض أن يزور الرئيس مواقع مليئة بالتحديات والمشاكل ليتم الإيعاز بإيجاد الحلول المناسبة لهذه التحديات ، كما حصل خلال زيارة الرئيس لمركز صحي عجلون  الشامل الذي يعاني من تصدعات  وهناك توجه من وزارة الصحة لإخلاء الموقع  والعمل جاري حاليا لإيجاد موقع أخر حتى يتم بناء مركز صحي جديد على قطعة الأرض التي تم شراؤها من مخصصات مجلس المحافظة ، وهنا أيضا كنا نتوقع من الرئيس بالإضافة الى المبالغ المخصصة من موازنة مجلس محافظة عجلون للعام الحالي  2025 أن يوعز بتأمين باقي المبلغ اللازم لإكمال العمل في المركز خلال الفترة التي وعد فيها الرئيس .

بالطبع أيضا زار دولة الرئيس مشروع التلفريك ومنطقة مارالياس وأحد مصانع الخياطة وجمعية قرى شمال عجلون ومركز شابات عجلون  ومعهد تدريب مهني عجلون ، وجميعها مواقع تستحق الزيارة ، لكن كنت أتوقع من دولة الرئيس  أن يقف قليلا وسط مدينة عجلون و يتجول في شارع الحسبة وشارع  القلعة ليقف على المعاناة  الكبيرة  التي تواجه أهالي المحافظة وزوارها ، كما كنت أتمنى على دولة الرئيس أن يقف قليلا أمام مدخل قلعة عجلون  ليتأكد بنفسه  من حقيقة الواقع الصعب لمدخل أهم موقع سياحي وأثري في المحافظة ،  وكم  كنت أتمنى على دولة الرئيس  أن يعرج قليلا   على مجمع عجلون الرياضي  ويرى بنفسه الواقع  المؤلم لمدرجاته  التي  تنتظر الفرج منذ سنوات طويلة  خلت وبالقرب  من المجمع الرياضي    طريق عجلون وادي الطواحين كفرنجة  التي أصبحت تسمى  بطريق الموت ، كما أنني كنت أتمنى على دولته أن  يتجول لبعض الوقت  بشوارع عنجرة التي تعاني اليوم الأمرين جراء حفريات الخط الناقل  للمياه ، وحدث ولا حرج عن العديد من التحديات الأخرى التي  تواجه المحافظة   ومن ضمن ضمنها قضايا وهموم الشباب والبطالة  الكبيرة المتفشية   بينهم ، حيث كنا نتمنى أن تكون ضمن  خطة  وبرنامج  جولة الرئيس لعل وعسى أن يكون له  الدور  الأكبر في إيجاد الحلول المناسبة لها .

شخصيا رغم كل ما ذكرته إلا أن شخصية دولة الرئيس تعجبني  بعض الشيء، فهو لا يبحث عن الأضواء كثيرا ، ولو أراد ذلك لسمح لكل وسائل الإعلام أن ترافقه في زياراته للمحافظات الأردنية ومنها محافظة عجلون  التي كانت تنتظر زيارة دولته بفارغ  الصبر ،فمحافظة عجلون التي  حباها  الله عز وجل بالكثير من الميزات بحاجة ماسة إلى اهتمام كبير من الحكومات الأردنية التي لم تنصفها  على الإطلاق  ، وهذا هو سر انتظار أهالي المحافظة لزيارة دولة الرئيس  لكثرة ما سمعنا عن شخصية دولته الإقتصادية و حبه للعمل وخدمة الوطن .

أخيرا قد تكون زيارة دولته الأولى  الشبه مفاجئة لمحافظة عجلون  ليست  موفقة بعض الشيء وليست دون طموح أهالي المحافظة ، لكننا ننتظر من دولته أن يتابع  على الاقل  المواقع التي زارها والوعود التي أطلقها لنحكم بشكل كامل على الزيارة ، فعجلون  سمعت الكثير  من الوعود التي لم ينفذ منها شيئاً على أرض الواقع ، كما أننا بحاجة ماسة في عجلون التي تحظى بإهتمام سيد البلاد وتشهد في هذه الأيام نقلة نوعية في مجال الإستثمار والسياحة التي لم تنعكس لغاية الآن على حياة المواطنين في المحافظة  أن يكون للحكومة الدور الكبير  بتحسين البنية التحتية في المحافظة وإيجاد طرق بديلة  للمواقع السياحية  للتخفيف عن وسط مدينة عجلون وشوارعها المكتظة ، كما أننا ننتظر من دولة الرئيس والحكومة تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لمجلس المحافظة الذي غاب عن زيارة دولته  ليتمكن من القيام بدوره  وواجبه على أكمل وجه .

والله من وراء القصد ،،،

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون