قراءة في زيارة مجلس الوزراء لمحافظة عجلون ،،ما الجديد يا دولة الرئيس ؟!


منذر محمد الزغول

=

يعلم الله كم كانت سعادتنا كبيرة عندما علمنا قبل عدة أسابيع أن مجلس الوزراء سيزور محافظة عجلون ، وقد كتبت شخصيا العديد من المقالات التي عبرت فيها عن تفاؤلي  بهذه الزيارة الكريمة  لقناعتي الشخصية أن دولة الرئيس شخص عملي وإقتصادي وتاريخه حافل بالعمل والإنجاز وخدمة الوطن وقائد الوطن ،إضافة الى أن جميع وزراء حكومته من خيرة الخيرة ومنهم من تربطني فيه علاقة طيبة ، لذلك كنت دائما على قناعة كاملة أن هذه الزيارة ستكون مختلفة تماما عن كل  الزيارات السابقة للحكومات الأردنية المتعاقبة .

على كل منذ  صباح اليوم وأنا أتابع مُخرجات الزيارة وتفاصيلها ، إلا أنني وللأمانة خاب أملي كالكثير من أبناء هذه المحافظة من مخرجاتها ، و كانت دون طموحنا ولم تكن  أيضا ً ضمن توقعاتنا ، بل كانت زيارة ككل الزيارات السابقة ، وما تحدث عنه دولة الرئيس والوزراء من مشاريع في القطاعات المختلفة هي مشاريع نعرفها جيدا ، وغالبيتها قيد التنفيذ الآن ، بل إن غالبيتها أيضا  ممولة من ضمن مشاريع مجلس محافظة عجلون أو من ضمن المنح الدولية.

وكي أكون  أيضاً منصفا سأستعرض سريعاً  ما جاء على لسان دولة الرئيس والسادة الوزراء في يعض القطاعات الهامة كالأشغال والتربية والصحة والمياه والشباب وغير ذلك من القطاعات .

بداية تحدث دولة الرئيس  عن التنوع البيئي والطبيعي والتاريخي في محافظة عجلون وقال إن هذا  يشكل فرصة مهمة لا بد من اغتنامها، وكم كنا نتمنى أن يذكر لنا دولة الرئيس   الخطوات  العملية الممكن تنفيذها على أرض الواقع  للإستفادة من هذا التنوع .

و فيما يتعلق قطاع الصحة فلا جديد يذكر فالعمل جاري في المرحلة الثالثة في مستشفى الإيمان الحكومي التي تشتمل على مبنى للعيادات ومواقف سيارات وحتى مهبط طائرة ، وبخصوص المراكز الصحية فكلنا يعلم أن مجلس محافظة عجلون قام بشراء قطع أراض للمراكز المشار اليها بحديث دولة الرئيس ووزير الصحة ، وكلنا يعلم أيضا أن معظم هذه المراكز سيتم بناؤها من موازنات مجلس المحافظة .

أما فيما يتعلق بقطاع المياه فلا جديد يذكر أيضا ،فالخط الناقل للمياه الذي أعلن عنه دولة الرئيس ووزير المياه  شارف على الإنتهاء ، وقد جاء هذه المشروع بمنحة دولية ، وكم كنا نتمنى على دولة الرئيس أن يعلن عن حلول سريعة أخرى لصيف هذا العام الذي ستكون فيه المشكلة كبيرة بل وكبيرة جدا .

وفي مجال قطاع الأشغال ، فالطريق المقترح أو ما يسمى بطريق عجلون الجديد من تقاطع بلدة  قفقفا ولغاية تقاطع اشتفينا، فهذا الطريق بالطبع جيد ، ولكنه بالتأكيد لن يخدم محافظة عجلون على الإطلاق ، لأن مشكلتنا في عجلون تتعلق بوسط المدينة ومن ثم الى القلعة والتلفريك ، وهذا الطريق  في حال  تنفيذه كما هو مخطط له سيحرم مناطق كثيرة في محافظة عجلون من الحركة السياحية  التي تشهدها المحافظة ، لأن الزائر سيأتي من  جرش الى قفقفا و الى صخرة ومن ثم الى مثلث اشتفينا  ومن ثم مباشرة الى  التلفريك والقلعة دون  أن يمر من عجلون والقرى والبلدات المحيطة فيها ، وهنا تكمن الخطورة ، فجلالة الملك حفظه الله  يطالب ليلا ونهارا بضرورة أن تنعكس  السياحة على المجتمع المحلي في محافظة عجلون ، و بخصوص طريق وادي الطواحين  التي أعلن عنها الرئيس ووزير الأشغال  فقد خصص لها مجلس المحافظة في هذا العام مبلغ مليون ونصف المليون دينار ، وقد تعهد المجلس أيضا بتخصيص ما يلزم لإكمال العمل بهذا الطريق في موازنته القادمة . 

أما فيما يتعلق بقطاع الشباب ، فالمنطقة التي كان يجلس فيها دولة الرئيس وصحبه الكرام  هي منطقة المجمع الرياضي الذي عانى من التهميش سنوات طوال وما يزال يعاني ، وكم كنت أتمنى أن يوعز دولة الرئيس بإعادة تأهيل شاملة لمرافق المجمع الرياضي ، أما موضوع المدرجات التي طال انتظارها  فالمشروع ممول بالكامل من موازنة مجلس المحافظة ، ولا جديد يذكر في هذا المجال ، وكم كنت أتمنى أيضا  على دولة الرئيس ووزير الشباب أن نسمع منهم اليوم خبرا سارا بخصوص منحة مركز شباب الجنيد التي تقدر بحوالي 800 ألف دينار ولا نعرف اليوم أين أصبح وجهتها .

و بخصوص القطاع الإنتاجي ومصانع الألبسة في عنجرة والجنيد وعرجان ، فالمستثمر الهندي سانل كومار  جزاه الله كل الخير  يعمل بكل ما في وسعه  لتوسيع نطاق عملة وتشغيل أكبر عدد ممكن من سيدات المحافظة .

وفي مجال قطاع الأوقاف فحبذا لو لم توقف الحكومة مشروع شمول جميع المساجد بالطاقة الشمسية لأن مجلس المحافظة كان لديه خطط ومشاريع لشمول كافة مساجد ومدارس المحافظة بالطاقة الشمسية ، فمن أوقف هذا المشروع الكبير هي الحكومة ، لذلك لا داعي للتحدث عن انجازات في هذا المجال .

والأمر بالطبع ينطبق على قطاع التربية ، فلو كانت الحكومات السابقة جادة في العمل  لرأينا عشرات المدارس على أرض الواقع تم بناؤها من موازنات مجلس المحافظة  ، ويكفي هنا أن نشير الى أن أكثرمن مليون دينار ضاعت علينا في قطاع التربية  بسبب الروتين القاهر بين وزارتي التربية والأشغال .

أخيرا لا أريد أن أتوسع بالحديث عن باقي القطاعات الأخرى لأنني لم أر أي جديد فيها ، فكل المشاريع التي تم التطرق لها هي مشاريع نعرفها جيدا وندركها ، وخاصة فيما يتعلق بمنازل الأسر الفقيرة الذي يجب أن  نشير هنا بكل الفخر والإعتزاز  لتوجيهات جلالة الملك والديوان الملكي العامر الذي أبدع وأجاد في هذا المجال ، فغالبية مساكن هذه الأسر جاء بتوجيهات من جلالة الملك وتنفيذ الديوان الملكي ، وهناك بالطبع عدد لا بأس فيه من هذه المنازل  جاء بتمويل من موازنات مجلس المحافظة .

على كل قد يكون المشروع الوحيد الذي جاءت فيه الحكومة اليوم هو مركز الخدمات الحكومية الذي سيقام بالقرب من  مديرية شباب عجلون ، وهذا بالطبع ليس مشروعا خاصا بعجلون  بل سيكون في كل المحافظات الأردنية ، ولكني على قناعة تامة أن المبنى سيمول في النهاية من موازنة مجلس المحافظة .

كم كنا نتمى يا دولة الرئيس أن نسمع منكم اليوم  قرارات حازمة وقوية فيما  يتعلق ثروتنا الحرجية التي تباد اليوم بكل دم بارد ، وكم كنا نتمنى أن نسمع كلاما قويا بخصوص حلول واقعية وسريعة لمشكلة المياه في محافظة عجلون والأزمات المرورية الخانقه وسط المدينة ، وقرارات أخرى تتعلق بواقع الشباب والسياحة والزراعة ودعم مزارعي المحافظة الذين يعانون اليوم الأمرين ، وكم كنا نتمنى يا دولة الرئيس أن توعز للوزارات المختلفة بدعم مجلس المحافظة بشنى الطرق والسبل وتنفيذ كافة المشاريع المقرة  في موازنات المجلس ، ولو فعلت ذلك يا دولة الرئيس لأرحت نفسك وحكومتك من عناء السفر والحضور الى محافظة عجلون ، لأن مشاريع المجلس فيها الحل لغالبية هموم وقضايا جميلة الجميلات عجلون .

عذرا دولة الرئيس الذي نجله ونحترمه ، كنا وأهالي المحافظة  نتأمل  منكم اليوم الكثير ، وكنا نتأمل أن تكون هذه الزيارة مختلفة عن كل سابقاتها ، لكن على رأي البعض  شوفتكم بتكفي وبتوفي  وإن شاء الله الخير بالجايات .

 

والله من وراء القصد،،،

 

بقلم/ منذر محمد  الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

 

التعليقات

  1. حابس ابوعناب يقول

    لو نخلص من ا==== كل تمام سيدي
    احنا بالف خير
    تحياتنا ابو تقى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.