قم للقصائد
الشاعر الدكتور محمد القصاص
قم للقصائِدِ واتلها يا حــــــــادي *** وادْعُ المكارِمَ من ثرى الأجدادِ
وادعُ الفِرَزْدَقَ والعنادلَ كلَّهـــمْ *** وادعُ نِزاراً مع بنيهِ ونــــــادي
واسأل عن العلياءِ كيفَ تأخَّرَتْ *** وتَوَشَّحَتْ بالكُفْرِ والإلحــــادِ
حسبي بأنَّ الشَّــــوقَ زاد أوارُهُ *** بعدَ الفِراقِ وبعدَ طولِ بِعَادِي
هل تذكري عهداً تولى بيننـــــا *** تبَّاً لذكرى وُشِّحَتْ بسَــوادي
أبكيتِ عيني من فراقِكِ أم تُرى *** أبكيتِ ويحَكِ كلَّ طيرٍ شـادي
وتهافتَتْ للدَّوْحِ بعد رحيلِهــــــا *** غنَّتْ فأبكَتْ غُصْنَها المَيَّـــادِ
أضرَمْتِ في الأجفانِ ناراً ليتَها *** خَمَدَتْ ولكنَّ الجُفونَ صَـــوَادي
أُخفِي دموعي كي تظلَّ عزيزةً *** والشامتونَ توافدوا لِجلادي
عاتبتُ نفسي جاهداً فتضوَّعَتْ *** منها الشُّجونُ وقد غدونَ بوادي
والصَّحبُ بانوا كي أرى خذلانهمْ *** كذباً تعانَقَ مع لظى الأحْقادِ
أينَ الثقافَةَ أينَ ما تدعونَــــــــهُ *** أدباً وشعراً جادَ بالأوغــــــــادِ
أينَ المروءَةَ والأخوَّةَ والوَفَــــا *** فأخو الجهالةِ مفرطٌ بعنــــادِ
لمَ تدَّعي علماً وأنتَ غريمُـــــهُ *** لمَ تدَّعي أدباً بغيرِ عِمَـــــــــادِ
أينَ الحشودَ وأين ما تَدْعونَـــهُ *** بلْهُ الرَّدى وتزاحُمِ الأضْـــــدَادِ
فأقولُ للمُغترِّ إنَّ وُجُـــــــــودَهُ *** وقفٌ على الجُهَّالِ والأوْغــادِ
أمَّا المناصِبُ لا تدومُ لحاسِـــدٍ *** أبداً وأمَّا فالظُّروفَ عَـــوادي
لو كنتُ أسْعى للمنَاصِبِ مثلَكُمْ *** يَوْمَاً سأمضي والسُّمُوَّ مُرَادي
ما بالُكُمْ في كلِّ يومٍ زلَّـــــــــةٍ *** وفضيحةٍ تُتْلَى على الأشْهَـادِ
فتناوَبَ الجُهَّالُ مِقْوَدَ صَرْحِكُمْ *** وتهافتوا للوَعْظِ والإرشِــــادِ