كلماتٌ في رحيل فارسين من فرسان محافظة عجلون
منذر محمد الزغول
–
تاريخ نشر المقال / 10-07-2015
بداية أُعزي نفسي و أُعزي الأهل و العزوة أبناء عشيرتي القضاة في عين جنا و المحاشي في بلدة حلاوة بفقدان رجلين من خيرة الرجال،فلقد عرفناهم وخبرناهم بطيبتهم وخلقهم وعطائهم، فكانوا و بحق نموذجاً رائعاً نحن بأمس وأحوج ما نكون إليه في أيامنا هذه .
آ
آ
آ
الفارس الأول الأخ والصديق العزيز الحاج نعيم القضاة أبو محمد ، رجل لطالما قال كلمة الحق ولم يخشَ فيها أحداً ، متابع لكل كبيرة وصغيرة في المحافظة و رائد من رواد العمل التطوعي والخيري في محافظة عجلون.
آ
آ
كان رحمه الله من أوائل المحبين و الداعمين والمساندين لمسيرة وكالة عجلون الإخبارية ، وكان يعتبرها وكماآ كان يقول لي دائماً أنها جزءٌ لا يتجزأ من حياته ، حيث لم تكن تمر تهنئة ومباركة أو خبر لوفاة أي أحد في محافظة عجلون أو أيّ خبر يهم أبناء المحافظة إلا وكان حاضراً وبقوة من خلال تعليقاته الجميلة والرائعة ، وكنت على الدوام على تواصل دائم معه نتناقش ونتحاور، و رغم كل ما كان به من شدة في عدم المجاملة و المحاباة، إلا أنني كنت في أحيان كثيرةً أقنعه بوجهة نظري بعدم التطرّق للأشخاص لأنّ في ذلك مسؤولية قانونيّة كبيرة علينا كموقع إخباري، وكان بالفعل يتقبّل كل ذلك برحابة صدر بالرغم أنه كان يقول لي دائماً أنني أتحمل كامل المسؤولية عن تعليقاتي وآرائي .
آ
آ
أنا شخصياً أكنّ لهذا الرجل كل المحبة والتقدير وأعرف أن الكثير سيفتقده وسيفتقد صدقه وشجاعته وجرأته وقوله لكلمة الحق.
آ
آ
آ
الفارس الآخر الذي عرفته منذ أكثر من عشرين عاماً هو الحاج سعد المحاشي أبو علي من بلدة حلاوة،ذاك الرجل الطيّب الودود البشوش المحب للناس ،و الذي لم تكن الإبتسامة تفارق محياه ، و لقد عرف بميزات لا تتواجد عند كبار أطباء الجلدية في العالم حيث كان رحمه الله يعالج مرض الصدفية والثعلبة ، وكما عرفت فإنّ أكثر من 90 % من الحالات التي راجعته كانت تجد طريقها للشفاء التام ، وأؤكد أن النسب التي لم ينجح معها العلاج لم تكن بسبب عدم فعالية العلاج الذي يصفه ولكن كانت بسبب عدم التقيّد حرفياً بالعلاج كما كان يصفه رحمه الله من دون مقابل و لوجه الله تعالى ،فلم يكن يتقاضى أيّ ثمن لقاء العلاج وكان يقول دائماً أنني أحتسب هذا العمل لوجه الله تعالى .
آ
آ
وكنا بالفعل في وكالة عجلون الإخبارية قد قررنا بعد عطلة عيد الفطر أن نتوجه لبلدة حلاوة الطيبة لنجري مقابلة شاملة مع الحاج سعد المحاشي أبو علي ، إلا أنّ إرادة الله عز وجل سبقتنا ، ولا نقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل .و إنّا لله و إنّا إليه راجعون.
آ
آ
آ
رحمكما الله أيها الأخوين و الصديقين العزيزين، وأسال الله العلي القدير في هذه الأيام العظيمة المباركة أن يتغمدكم بواسع رحمته وأن يسكنكم فسيح جنانه وأن يلهمنا ويلهم أهلكم وذويكم وكل محبيكم الصبر والسلوان وإلى جنات الخلد إن شاء الله مع الأنبياء و الشهداء و الصديقين و الأبرار و حسُن أولئك رفيقا .
آ
والله من وراء القصد ومن بعد ،،
الحاج سعد المحاشي والحاج نعيم القضاة رحمهما الله