كلمات واضحة وخط مقروء
نسيم العنيزات
ان شهر رمضان فرصة للمراجعة واعادة قراءة القضايا بتمعن وروية وبروح هادئة بعيدة عن التشنج والغضب.
هناك كثير من الملفات تحتاج الى اغلاقها ، وقضايا ينتظر الجميع طيها وتجاوزها خاصة ونحن بشهر فضيل من سماته السماح والعفو والرحمة والمغفرة .
نعم اننا نحتاج الى تجميع جهودنا وتوحيدها نحو المستقبل لا ان نشتت افكارنا ونوسع قاعدة معاركنا لنزيد معها حالة الغضب والاحتقان ، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى التماسك وتوحيد الصف لمواجهة التحديات التي تحيط بنا من كل صوب وحدب ، لا ان نخلق تحديات لنراكمها فوق ما نحن فيه لتزداد تشابكا وتعقيدا يصعب حلها او التعامل معها في المستقبل .
فالعقل الراجح والتفكير السليم هو الذي يعمل على تفكيك العقد وحل رموزها قبل ان تتحول إلى شيفرات يصعب قراءتها وحلها.
والعاقل من يسعى الى كسب أصدقاء لا خلق أعداء ويميل دائما الى التهدئة وكسب ثقة الآخرين من خلال الاشتباك مع قضاياهم والبدء بحلها والتخلص من الملفات العالقة لخفض مستوى تراكمها ، ليتمكن من رؤية ما بعدها ليكون جاهزا في كيفية التعامل معها لا ان يتفاجأ بها دون استعداد ودراية ، فتربكه وبدل ان يحلها قد يعقدها ويضيف الى ازماته مشكلة جديدة .
وحتى ننظر الى مستقبلنا ونتقدم خطوة الى الامام ونخرج من حالة السكون والجمود لا بد من إزاحة كل ما يعتري طريقنا ويعيق تقدمنا ويمنع حركتنا خاصة اذا ما علمنا ان جلها سهل وبسيط ولا يحتاج منا الا الى ارادة ونية صادقة .
ولنتخلص من حالة التوهان والفوضي التي تعم بعض القضايا وتشكل فرصة للحديث والاشاعاة والبناء عليها واستغلالها والاستفادة منها في كل موقف ولحظة وتبقينا نعيش في نفس الدوامة ونكرر المشهد نفسه ، فلا بد من طي بعض الملفات وتجاوزها ، لنبدأ بعدها صفحة جديدة مرسومة كلماتها بخط واضح ومقروء.