كلية جرش التقنية إنجاز يرى النور..!
د. مفضي المومني
اليوم وتحت الرعاية الملكية، تزدهي محافظة جرش وجامعة البلقاء التطبيقية والوطن؛ بوضع حجر الأساس لمركز التميز للسياحة وترميم الآثار – كلية جرش التقنية، وهو إنجاز وطني جديد لجامعة البلقاء التطبيقية، وحلم انتظرته المحافظة طويلاً، ويعد المركز وكلية جرش التقنية إضافة نوعية لطبيعة محافظة جرش السياحية، وللتعليم التقني والعالي في وطننا، حيث سيلبي المركز والكلية حاجة المحافظة والوطن من الخريجين المتخصصين في حقول السياحة وترميم الآثار وتخصصات اخرى تتناسب وطبيعة المحافظة ومتطلبات سوق العمل، وتم التخطيط لتستقبل الكلية والمركز الطلبة مطلع العام الأكاديمي القادم في ثمانية تخصصات نوعية لمستوى الدبلوم التقني المتوسط.
التعليم التقني حاجتنا الملحة لحل مشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية، ويجب التوسع في إنشاء الكليات التقنية المؤهلة لتلبية التوجه نحو التعليم التقني، ونستبشر خيراً في كل لبنة خير تبنى في وطننا الحبيب، كلية جرش التقنية ومركز التميز للسياحة وترميم الآثار، والتي هي كلية جديدة من كليات جامعة البلقاء التطبيقية؛ ستكون إضافة نوعية لتعزيز وتطوير التعليم التقني وتوفير فرص التأهيل لأبناء الوطن وخاصة محافظة جرش، التي ليس فيها إلا جامعة خاصة ، فبعد مخاض طويل زاد عن عشرين عاماً… تحقق حلم اهالي محافظة جرش وكليتها التقنية ستستقبل طلبتها العام القادم بجهد الخيرين من أبناء جامعة البلقاء والوطن، ولكي نعطي كل ذي حق حقه وللتاريخ؛ فقد بدأت فكرة إنشاء كلية تقنية في محافظة جرش في نهاية تسعينيات القرن الماضي حين زار الملك الراحل جرش، وأمر بأنشاء كلية جامعية تلبية لطلبات أبناء المحافظة العريقة، ولكن تأخر الأمر ما يقارب 25 عاما… ! ففي عام 1997 اصبح الأمر بعهدة جامعة البلقاء التطبيقية والتي حملت إرث جميع الكليات الحكومية، وتوالت الرئاسات للجامعة، والموضوع قيد الدرس وتوفير الارض والتمويل… وللحقيقة والتاريخ فقد تم اصدار تفويض أرض الكلية من مجلس الوزراء بتاريخ 2013/10/6 بعهد رئاسة أ.د نبيل شواقفه والذي شكل بتاريخ 2013/12/4 لجنة من المكتب الهندسي وأساتذة الجامعة لمتابعة الأعمال الفنية لإقامة الكلية التقنية في جرش وتم طرح عطاء البنى التحتية والأسوار لقطعة الارض المخصصة لكلية جرش بتاريخ 2015/8/9 بعهد الدكتور نبيل شواقفه وتم ذلك على أرض الواقع، وبعد ذلك دخل موضوع إنشاء الكلية في سبات عميق… رغم المطالبات المتكررة من أبناء المحافظة والتي قوبلت بتسويف وإعلانات تخديرية ووعود لم تنفذ… !، رغم إجتزاء مبلغ 7.5 مليون دينار من منحة خارجية إيطالية 15 مليون دينار مخصصة أصلاً لتطوير كلية عجلون من وزارة التخطيط، وكان حري بإدارة الجامعة في حينه توفير تمويل لإقامة كلية جرش كحاجة ملحة من ميزانية الجامعة أو من الحكومة أو المنح الخارجية وعدم المس بمخصصات كلية عجلون بطريقة التفافية نعرفها… ! والذي أثر على التطوير المطلوب والمستحق لكلية عجلون… !، ليتغني البعض بذلك وكانه بطولة إنتخابية..!، منوهاً أن حبنا لجرش هو ذات حبنا لعجلون ولكل محافظات الوطن، بكل الأحوال تم إجتزاء المبلغ… وبقيت الأمور على حالها رغم وعود وإعلانات تسويفية من حين لحين من قبل إدارات سابقة..!، وعادت الروح للمشروع قبل نهاية العام الماضي، حيث تم قبل ثمانية أشهر وفي عهد الرئيس الحالي لجامعة البلقاء التطبيقية، إحالة عطاء الأبنية التدريسية والإدارية والمختبرات والمشاغل والبنى التحتية لكلية جرش وكذلك عطاء الإشراف، وتم تشكيل لجان حددت البدء بثمانية تخصصات يطلبها سوق العمل، وتتوائم مع طبيعة محافظة جرش السياحية، ونأمل أن تكون كلية جرش التقنية – ومركز التميز للسياحة وترميم الآثار، معلم وصرح أكاديمي متطور في مقبل الأيام، يضاف إلى ما تم من إنجازات في بلدنا الغالي، ويؤكد الإهتمام الفعلي المنشود بالتعليم التقني وبما يلبي الطموح، وأن تدعم الحكومة هذا النوع من التعليم وتطوره وتخصص له ميزانيات مناسبة ومنفصلة، لأن المردود سيكون كبيراً على الوطن.
مبروك لأهالي محافظة جرش…مبروك لجامعة البلقاء التطبيقية، ومبروك للوطن… حمى الله الأردن.