كيف نفكر ورائحة الخوف تملأ المكان
نسيم العنيزات
لا نستطيع أن نصف الانتحار بانه ظاهرة ، لكن مجرد الحديث عنه وما نسمعه من محاولات البعض لممارسته وانهاء حياته يستدعي منا التوقف طويلا، وان ندق ناقوس الخطر عشرات المرات.
لان مجرد التفكير في الانتحار الذي يرفضه ديننا الحنيف، وجميع الشرائع السماوية ، يعني انه وصل الى حالة من اليأس وفقدان الامل في كل ما يدور حوله وما ينتظره.
بل تعدى ذلك الى الخوف من القادم بعد ان سيطر عليه الرعب والقلق اللذان يفقدانه اي معنى للحياة وينتزعان منه القدرة على التركيز والتمييز ، والتفكير الصحيح الذي يساعده على اتخاذ القرار الصواب.
وبما الانتحار ومحاولات اللجوء اليه موجودة بيننا، لا نستطيع نكرانها دون النظر الى حجمها ومرات تكرارها، واصبح الحديث عنها وحولها امرا طبيعيا ومتناولا في بعض جلساتنا واحاديثنا ، فإنها تبعث بإشارات قوية ، متجاوزة اللون الأحمر بكثير ، بان الناس قد وصلت الى حالة الانسداد الفكري ، او التفكير المنطقي او القدرة على السيطرة على التصرفات والسلوكيات ، بعد ان وجدت الوساوس والأفكار السيئة طرقا سهلة وممهدة للعبور من خلالها، لإيجاد مكانها داخل نفوسنا لتتربع بداخلها وتجثم على صدورنا، وتصدر احكامها وقراراتها عبر ريموت تتحكم به هي ، متى ارادت او شاءت، دون ان يكون لنا حول منا ولا قوة .
فالغضب يذهب التفكير والجوع أقرب الى الكفر بكل ما هو منطقي كما يشكل وقودا للغضب ،
كما ان الحرمان يولد البؤس ويدفع الى تصرفات غير مدروسة بحجة الانتقام من باب» علي وعلى أعدائي «.
فاذا كان كل ما حولنا ، وما ينتح عنها من احداث لا تمس واقعنا ، ولا دخل لها بتطلعاتنا،
فكيف سنفكر وماذا سنقرر ونحن نعيش الفقر على أصوله ، ورائحة الخوف تملأ المكان؟؟.