كُثرة الكلام
عبد الله العسولي
–
يمتاز بعض الاشخاص بسلاطة اللسان وسعة اختيار الكلام الامر الذي يؤدي في كثير من الاحيان الى وقوع صاحب اللسان السليط في كثير من المتاهات والمناقارات مع من حوله.
فصاحب اللسان السليط يكون في اغلب الاحيان صاحب بديهه ولديه مكنون عال ورصيد مميز من اختيار الكلمات فقد يستعمل همزا ولمزا وانتقادا صريحا او انتقادا ذا مدلول على الشخص المعني بالانتقاد.
وكثرة الكلام لدى الشخص قد توقعه في حوارات ونقاشات طويلة وحادة وفي الغالب يُكره مجالسة ومحاورة طويل اللسان وتتجنبه اغلب الناس اتقّاءا من شره وشر لسانه.. وصاحب اللسان الحاد والذي كالشفرة يعتقد انه صاحب صولات وجولات في النقاشات العامة والخاصة فكلامه الكثير يغطي على اصحاب الرأي السديد فيأخذهم بصوته ويضطر بعض المتحدثين الى كبت وعدم ابداء ارائهم والخوض في سلوكيات كلامية خارجة عن نص احترام المتحدث لمن حوله.
ان اصحاب الالسنة السليطة والمبرية والذين لا يستطيعون ضبط السنتهم ويمارسون هوايتهم بإذائهم لمن حولهم يمتلكون مخزونا كبيرا من كُره الناس لهم. فتتجنب الحديث معهم او مناقشتهم حتى وإن صادفك في الشارع فانك تحاول تغيبر الطريق خوفا من أم تقع بلسانه.
وعليه فانني اقول لمن يتمتع بهذه الصفة السيئة … صفة ايذاء الناس ونخرهم وانتقادهم وذمهم وقدحهم أن كُف عليك هذا وافعط لسانك المبري ولا تتركه يتراقص داخل فمك ينتظر صيدا ليوبخّه ويؤذيه، فاذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
وأن وصايا سيد البشرية محمد (صلى الله عليه وسلم ) في الحديث الشريف : كُفّ عليك هذا قاصدا اللسان وفي حديث آخر (ان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا )
فاتق الله وارحم نفسك واتركك من هذا وذاك ولا تجعل قلوب الناس مليئة غيضا و غضبا وكُرها تجاهك ولا تعتقد انك شاطرا في توبيخ من حولك والاسائة لهم واضبط نفسك وافعط لسانك المبري وكف اذاك عن الناس حتى يرضى عنك الناس ورب الناس