لا تراهنوا على الوقت
نسيم العنيزات
–
بقلم / نسيم عنيزات
تجتمع الشعوب العربية وتتقاطع على مطالب موحدة ومتشابهة كالديمقراطية والحرية والمساوة والعدالة ، اصبحت تعبر عنها ضمن حركة سلمية متسلحة بأدوات جديدة تقاوم اعتى انواع الأسلحة والاستبداد.
بعد ان شكل الربيع العربي الذي انطلق منذ اكثر من عشر سنوات صحوة للشعب العربية التي انتزعت عباءة الخوف ، والتحرر من القيود ضمن احتجاجات سلمية مدعومة بوسائل التواصل الاجتماعي التي تتسيد المشهد وتتحكم بحركته وتقود دفة قيادته دون قيود او محددات بل على العكس فارضة أهدافها وواقعها .
كما شكلت نقاط الالتقاء دافعا ووحدة للشعب العربية التي تعيش نفس المعاناة والتطلعات تقريبا واصبحت تفرض ايقاعها وشروطها مما يهيئ الى مرحلة قادمة .
ولنا بمقاطعة المنتجات الفرنسية بعد ان اساءت دولتهم الى الرسول وديننا الحنيف واستجابة الشعوب العربية معها بعد دعوات وسائل الاتصال .
وها هي احداث غزة والعدوان الإسرائيلي ليست ببعيدة عنا بعد ان وحدت الشعوب العربية قبل الفلسطينية لمواجهة العدوان الإسرائيلي والمطالبة بالتحرر وانهاء الاحتلال التي شكلت حالة جديدة ومهدت الطريق نحو موجة ثالثة وفصل جديد من ربيع عربي منتظر ، بحلة وأدوات سلمية جديدة لن تستطيع اي قوة ردعها او الوقوف بوجهها في ظل الرفض العالمي للعنف واظطهاد الشعوب ، التي وقفت لأول مرة في وجه العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الذي ادار معركته بحكمة وذكاء بعد ان توحد حول مطالبه .
ربيع عربي قادم لا محالة سيحقق كل مطالبه ولن تردعه اي قوة مهما كانت ولن يسلم منه احد الا كل واع وفطن يستبق الاحداث ومطالب الشعوب بالحرية والعدالة والمساوة قبل ان يفقد السيطرة ويتعبه اللهاث باللحاق خلف الناس ومطالبهم .
فالشاطر من ينحني للعاصفة القادمة ويستبق الاحداث ويغادر محطة الانتظار والابتعاد عن الاطمئنان وعامل الوقت الذي لا رهان عليه ، لان حركة الناس وهبتهم لا يحددها زمن او وقت .
فشرارة الاحتجاح او الربيع القادم لا نعرف من اين تأتي او مصدرها ، سرعان ما تنتشر كالنار في الهشيم .
في ظل عوامل ودافع كثيرة وعديدة تحركها كالفقر والبطالة وغياب العدالة والمساوة والحرية تدعمها أدوات ووسائل جديدة وطرق ممهدة لذلك .