لنرحم الناس، ونبتعد عن التنظير
نسيم العنيزات
=
بعيدا عن الخوض في موضوعات وقضايا متعددة، وما يقابلها من اجتهادات معقدة وطروحات متشابكة واحيانا مستغربة خاصة عندما يطرح البعض او يسوق نفسه بانه المنقذ او يحمل عصا سحرية لحل مشاكلنا.
فالمواطن اصبح مثقلا بالهموم وما يحيط به من مشاكل وتحديات ارهقته واتعبته نفسيا واصبح غير قادر على التفاعل مع الشارع او الاستجابة إلى ما يطرح من تنظير وشعارات لا تعنيه امام ما تواجه حياته اليومية من مشاكل وصعوبات في جميع امور حياته خاصة الاقتصادية والمعيشية وما يقابلها من ظروف صعبة ومعقدة و التزامات متراكمة وأحمال تعجز اجسادهم الضعيفة الهشة عن حملها.
وامام هذا المشهد المعقد الذي خلف كما من التراكمات وانتج جملة من الاثار السلبية دفعت الاغلبية إلى حالة من التناقضات السلوكية فصلتهم عن واقعهم ومحيطهم وكانهم في غربة او عالم آخر لا يعنيهم ما يجري حولهمم… ليطل علينا البعض في نظريات تحمل عناوين غير مفهومة ومسميات ومصطلحات ليس وقتها الان تشي وكأن صاحبها يعيش في المدينة الفاضلة او في عالم آخر او ان الناس يملكون ترف الخيار ولديهم قدرة على التفكير لاتخاذ اي قرار حيث يطالبنا البعض بمناقشة فكرة او اجراء حوار حول قضية معينة او ابداء راي حول مبادرة او قضية مفصلية او مصيرية وهو يعلم بعدم اهليتنا لذلك بسبب تعطل العقل وعجزه عن التفكير لازدحامه بالأفكار والهموم، تحول بيننا وبين اتخاذ اي قرار او اصدار حكم لا بل لديه ما يعفيه احيانا من اية عقوبات نتيجة بعض التصرفات.
وهناك نوع آخر غير أصحاب النظريات وهم أصحاب الذكاء الخارق والتقاط الاشارات وترجمة افكار المسؤولين المتعجلين باتخاذ القرارات قبل ان يسبقهم لها غيرهم دون النظرة إلى كارثيتها التي تزيد الطين بلة وتدفع بالناس إلى زاوية ضيقة ترفع عندهم انزيمات الغضب والاحتقان وأعلى درجات الغليان.
دون النظر ايضا الى تأثيرها على السلم المجتمعي وحالة الأمن الوطني والاستقرار النفسي والعاطفي فكل ما يهمهم مصلحتهم الشخصية ومكاسبهم الذاتية.
فيا ليتنا نرحم الناس ونبتعد عن التنظير قليلا.