ماذا نخفي خلف هذا الصمت ؟
نسيم العنيزات
–
لا جديد على الساحة، فالوضع على حاله لا قرارات ولا إجراءات سياسية ولا حلول اقتصادية تلوح في الافق، كل ما تم عبارة عن إجراءات ترقيعية آنية، لا تسهم ولا تحقق اي تحفيز اقتصادي ولا ترتقي الى مستوى الدولة.
اوضاعنا لا تسر صديقا ولا عدوا فالتحديات تحيط بنا من كل جانب والأحوال المعيشية من سيئ الى اسوأ دون اي بصيص امل، مع غياب حكومي لا نسمع منه الا إجراءات عن الحظر وكل ما يدور بفلكه.
غياب شبه تام عن الاحداث، ولا نرى اي اشتباك مع المشهد برمته وكأن الجميع بسبات عميق يغط بأحلامه.
صمت مريب يخلق حالة من الخوف من القادم او المجهول ليعمق حالة اليأس التي تعيش بيننا وتسيطر على جميع تفاصيل حياتنا و تحركنا كما تشاء دون حول او قوة منا.
نعم انه السكون او « قلة الحيلة « الذي قد يخفي شيئا، وكم كنت اتمنى لو انني قادر على التفاؤل لاتوقع من هذا الصمت والهدوء مفاجآت سارة وخريطة طريقة للمستقبل، التي تسبق استراحة محارب يعود وينهض من جديد لينحاز لنا ولخياراتنا نحو نهج واسلوب جديدين.
ليتني امعن بالتفاؤل لاقول بان القادم افضل بعد كل هذه المخاضات الصعبة التي واجهتنا وسنوات عجاف مرت علينا..
وان هذا الصمت يخفي وراءه قوة وثقة على تجاوز المحن ومواجهة التحديات من خلال نهج اقتصادي يقوم على اسس علمية صحيحة بعيدا عن الفزعة او العمل بنظام القطعة والمياومة.
صمت ينتظر نقطة البداية وساعة الصفر ليقرع اجراس العدالة ومحاربة الفساد والمحسوبية ضمن اجواء تسودها المصالحة والمكاشفة والوضوح دون ابعاد او إقصاء تقودها المصلحة الوطنية العليا.
لنعبر مؤيتنا الثانية خفيفي الظل بعد ان انهكتنا الحياة وهمومها وضنك العيش فيها، التي تزداد يوما بعد يوم، جفت النبع وحصدت الزرع، واتت على الاخضر واليابس، و قتلت الأمل والتفاؤل في نفوسنا لنعيش معها بعقول وافكار شاردة واجساد ضعيفة لا تقوى على شيء.
الى متى هذا الصمت والغياب ؟ وماذا ننتظر لنخرج على الناس بقرارات وإجراءات حقيقية تبشرنا باننا قادمون لنرسم مستقبلنا معا نحو حياة اكثر امنا ورغدا.