ما أخشى على وطني إلا من الظلم و الفساد !
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 18-11-2014
المعلومات التي رشحت عن تقرير ديوان المحاسبة حول تقاضي بعض المسؤولين مبالغ ضخمة جداً تؤكد أن البلاد ما زالت ترتع في فساد كبير جداً لا يوجد له أي مثيل في العالم كله ، فما تسرب عن تقاضي أحدهم لمبالغ خيالية من المؤسسة التي يديرها وكأنه يدير البيت الأبيض الأمريكي لا يبشر بأي خير ، ولا يبشر بأي بارقة أمل لمكافحة ومحاربة الفساد وتحقيق الإصلاح والعدالة بين مختلف أطياف الشعب الأردني .
آ
فإضافة إلى هذا الفساد المالي الكبير الذي ينخر معظم وزارات ومؤسسات الدولة ، فما زالت هذه المؤسسات والوزارات تصدر لمجتمعنا الأردني قصص وروايات تكاد لا تصدق عن ظلم وتهميش لكفاءات وخبرات أردنية أطاحت بها آلة الفساد والظلم والمحسوبية والواسطة ، وتم تولية أشخاص لا علاقة لهم بالكفاءة والخبرة ومؤهلهم الأول والأخير الواسطة والمحسوبية وتوارث السلطة .
آ
هذا الفساد المالي والإداري والظلم والإقصاء وتهميش محافظات كاملة بحجة الخبرة والكفاءة ولد نوعاً من الاحتقان والغضب الشديد عند فئة كبيرة من مجتمعنا ، ما جعل ويجعل هذه المجتمعات بيئة خصبة جداً لأي نوع من التطرف والإرهاب الذي بدأ ينتشر كالنار في الهشيم .
آ
كثير من المحللين والمراقبين يطلون علينا صباح مساء يحذروننا من خطر داعش والقاعدة وغيرها من المنظمات الأخرى التي تقاتل وتحارب في سوريا والعراق وغيرها من الدول العربية والإسلامية ، حيث يؤكد لنا هؤلاء المحللون على أن داعش وهذه المنظمات تستهدف الأردن وهي الخطر الحقيقي على الوطن وأمنه و إستقراره ، ونسي بل وتناسى هؤلاء المحللون على أن في الأردن جيشاً كبيراً ومعداً أحسن إعداد وأجهزة أمنية نفتخر ونعتز بها قادرة على التصدي لكل هذه المحاولات البائسة من هذه المنظمات .
آ
لذلك هذه المنظمات لا يمكن أن تشكل خطراً على الوطن وأمنه واستقراره إن كان المجتمع محصناً من الداخل من الظلم والفساد الذي أعتقد أنه بالفعل الخطر الحقيقي على الأردن ومستقبله .
آ
أخيراً رسالة إلى كل أصحاب القرار في وطني الغالي ، احذروا من الظلم ، وحاربوا الفساد بكل أشكاله ، فما عاد المواطن الأردني البسيط يقتنع بخطوات محاربتكم لهذه الآفة الخطيرة التي استشرت في مجتمعنا الطيب آ الصابر على الظلم والتهميش والفساد .
آ
صدقوني أنني لا أخاف على وطني من داعش وغيرها من منظمات الأرض ، فالجيش الذي لا يستطيع التصدي لبضعة آلآف على أبعد تقدير لا يستحق أن يبقى ولا يستحق أن تصرف عليه الملايين من أجل التدريب والتسليح ، والحمد لله وأنا على ثقة من ذلك بأن جيشنا المصطفوي الباسل وأجهزتنا الأمنية هي عكس ذلك بالتأكيد وهي قادرة على حماية أرضنا وبلدنا من كل من تسول له نفسه العبث بأمننا واستقرارنا .
آ
آ ولكنني وللأسف الشديد بتُ آ لا أخاف على وطني ولا أخشى عليه آ إلا من الظلم والفساد الذي دب واستشرى في وزارات ومؤسسات الدولة دون رادع حقيقي من أصحاب القرار في بلدي الغالي وكأن الأمر لا يعنيهم آ بأي حال من الأحوال ، وأخشى ما أخشاه آ أن نكونآ على أبواب آ من قال آ عنهم آ الله عز وجل في الأية الكريمة (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) صدق الله العظيم .
آ
والله من وراء من القصد ومن بعد ،،،آ