متحف الوهادنة للتراث منارةالماضي وسجله الخالد


عبد الله العسولي

هل لنا أن نسترجع التاريخ.. وكيف لنا أن نستعيد ذكريات الاباء والاجداد…
كيف لنا أن نسترجع عجلة الزمن الفائت بشواهده ومحتوياته…
هنا على ابواب هذا المتحف نطق الزمن حكايته، وفي زواياه رسم الزمن مجده العتيق..
هنا في متحف الوهادنه للتراث عشنا لحظات عمر مضى واستحضرنا مسيرة عقود من الزمن العتيق… رائحتة رواده الطيبة أحيت الانفس، وعاد بنا شريط الذكريات الى مرابع الشوق.. الى شِق الكرم في بيت الشعر.. الى صوت المهباش العتيق الذي تنعم بصوت مناداته للضيف وبصوته الذي يتهادى في سكون الصباح يترددمن سفح الجبل يعزف في اذنيك ترانيم الشموخ والكرم.. تشتاف الى رائحة حبات البن وهي تتراقص في محماسة الكرم على جمر الحطب الموسوم بصفرة وهجها .. الى هبات النسيم التي مزجت برائحة الهيل.. الى تلك الخيوط المنفرطة من دلة القهوة وفنجانها
عادت بنا الذكريات الى فلاحة الارض بعود الحراث والرياح المربوط في َمؤخرة الكابوسة.. الى دلو البير وحبل النشل وجرن الماء.
إلى بيرمة الحجة ودامرها الى ُُعُرجة الراس وعصبتها.. الى مزنوك راعي البيت وشورة البلابل البيضاء وعقال المِرعز.
هنا في هذا المكان في متحف الوهادنة للتراث التاريخ يتكلم… يتكلم عن الطيب والكرم .. عن الشقاء والتعب.. عن الصفاء والنقاء.. هذا المكان الذي لخلّص التاريخ وكتبه على جدران المكان بأحرف العز والفخار
هنا لملمات من مقتنيات بقايا التاريخ العتيق جمعها وبكل شرف مدير هذا المتحف الاستاذ الكبير السيد محمود الشريدة المحترم رسم الماضي فجمع مقتنيات الاباء والاجداد لتبقى شاهدة على ذلك الزمن وزرعها على جدران هذا المتحف لتبقى محفورة في القلوب تحكي قصة الامس الى ابناء اليوم.
سعدنا جدا بما رأيناه اليوم شاكرين ومقدرين الجهد الكبير الذي بذله الباحث الكريم في احياء تلك الحقبة من الزمن وبما حوته من تراث خالد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.