محاربة الفكر بالفكر“ دائرة المخابرات الأردنية خير مثال…
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 28-01-2015
المعلومات القليلة جداً التي رشحت من تحقيقات دائرة المخابرات العامة مع بعض المتهمين بالانتماء لبعض التيارات المتشددة و منها ما يسمى بداعش على وجه الخصوص تشير إلى أن جهاز المخابرات الأردنيةآ انتقل نقلة نوعية هامة جداً تختلف اختلافاً كلياً عن كل تحقيقات أجهزة المخابرات في العالم .
آ
آ
النهج الجديد لدائرة المخابرات الأردنيةآ في التحقيق مع المتهمين و إرجاعهم إلى جادة الطريق و إقناعهم أن طريقهم الذي يسلكونهآ لا يبشر بأي خير لا لهم و لا لأسرهم و لا للوطن و لا حتى لديننا الإسلامي الحنيفآ الذي يقوم على الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة ، والذي ما انتشر بكل بقاع الأرض في مراحل معينة من تاريخنا الإسلامي إلا بهذا النهج المبارك الذيآ انتهجه سلفنا الصالح .
آ
آ
المعلومات البسيطة التي رشحتآ من غرف التحقيقات في دائرة المخابرات الأردنية تؤكد أن هذه التحقيقات بدأت تأخذ طرقاً أخرى هامة جداًآ غير كل تلك الطرق المعروفة، وآ منها على سبيل المثال لا الحصر عقد دورات توعيةآ لمدة أسبوع على الأقل تتركز على مخاطبة العقل و شرح الواقع بكل أبعاده لبعض هذه التنظيمات و تأثيرها و خطرها المباشر ،إضافة إلى توزيع منشورات و كتيبات خاصة على المتهمين توضح حقيقة هذه التنظيمات بكل واقعية ، و الأهم من كل ذلك أن من يتولون آ أمرهذه التحقيقات في دائرة المخابرات هم من خيرة شباب الوطن المتسلحين بالعلم و المعرفة و الثقافة العالية التي تؤهلهم لتولي ملف هامآ كهذا الملف .
آ
آ
المعلومات التي رشحت أيضاً تؤكد أن هذا الأسلوب الجديد للدائرة في التحقيقات أثبت جدوى كبيرة جداً و أثبت أن محاربة الفكر بالفكر هو الطريق الصحيح و القويمآ لتحصين المجتمع و الدولة من خطر هذه التنظيمات ، حيث أكد الكثير من المتهمين الذين جرت معهم التحقيقات أنهم كانوا تائهين و مغررا بهم و لم تكن لديهم أي معلومة حقيقية عن هذه التنظيمات .
آ
آ
لذلك و بما أن الطرق و الأساليب القديمة و خاصة تلك التي ظهرت ببعض وسائل إعلامنا الرسمية التي أشبعت هذه التنظيمات شتماً في كل صباح و مساء و فازوا هم في النهاية باستقطاب عدد كبير من الشباب المغرر بهم و الذين لم يجدوا في المقابل أي جهد منظم و مدروس بعناية من أي مؤسسة من مؤسسات بلدنا تتبنى محاربة الفكر بالفكر و الإقناع القائم علىآ الحجة و البرهان .
آ
آ
لذلك أيضاً أتمنى على كل أصحاب القرار في وطننا الغاليآ بالإضافة إلى محاربة الظلم و الفساد وعدم السعي لتهميش المعارضة الحقيقية في الوطن آ أن يكون النهج الجديد لدائرة المخابرات الأردنية فرسان الحق فيآ محاربة الفكر بالفكر هو الأسلوب المتبع لكل وزارات و مؤسسات الدولة و خاصةآ في مدارسنا و جامعاتنا و بالأخص أيضاً في وسائل إعلامنا الرسمية و الخاصة التائهة و المبحرة في الشتم و إطلاق العنان لأبواق إعلامية لا هدف لها إلا التمجيد و تحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن و شباب الوطن وقضايا الوطن آ ، في الوقت الذي تتمدد فيه هذه التنظيماتآ و تستقطب شبابنا دون أن نحرك ساكناً و دون أن يكون لنا خطط واضحة المعالم لتحصين دولتنا و مجتمعنا و شبابنا من خطر هذه التنظيمات .
آ
آ
أخيراً من حقنا أن نسعى جميعاً لحماية وطننا من كلآ الأخطار الداخلية والخارجية المحيطه فيه ، ومن حقنا أيضاً أن نطالب بإنتهاج أساليب جديدة في تحصين بلدنا من هكذا أخطار وأن لا نوفر أي أرضية خصبة لهكذا فكر ، لذلك ونحن على ثقة كبيرة بقيادة آ سيد البلاد المفدى آ آ وقواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية المختلفة ، فإننا نتمنى أن يكون النهج والأسلوب القادم في محاربة الفكر المتطرف هو الحكمة والموعظة الحسنة ووضع خطط وبرامج ودراسات تستهدف كل شرائح المجتمع من خلال محاضرات ودورات وندوات توعوية مكثفة جداً آ آ كالتي تجري في دائرة المخابرات العامة ، ومن خلال قطع الطريق على هذه التنظيمات بإستيعاب المعارضة الحقيقية التي أثبتت على الدوام أنها خير سند وعزوة للوطن ، ومن آ خلال محاربة الظلم والفساد الذي إستشرى بكل مؤسسات الدولة والأهم أيضاً الإستعانة بالبطانة الصالحة التي غُيبت عن كل أصحاب القرار في وطننا الحبيب .
آ
آ