مدارس متهالكة
نسيم العنيزات
كنا نتوقع من وزارة التربية ان تنتفض للصور التي تم تنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي للوضع المأسوي لبعض المدارس الحكومية خاصة في الأطراف وبعض القرى البعيدة عن العاصمة ومراكز المدن.
اوضاغ تعيش معه مدارسنا حالة مأسوية حيث تفتقد للحد الادنى من الاجواء المناسبة لبيئة تعليمية وتدريسية لما تفتقده من غرف صحية وبيئة مدرسية مناسبة تمكن الطالب من الشعور بالراحة والاطمئنان تساعده على التفاعل مع الاجواء التعليمية التي تتطلب معايير صحية وشروط لا بد من توفرها في المدرسة .
فهناك نقص في عدد الغرف المدرسية كما ان مساحة بعضها لا تتناسب مع عدد طلاب الصف الواحد الامر الذي يسبب اكتظاظا داخل الصف الواحد الذي يسبب عدم التركيز وتشتت الافكار والاذهان وبالتالي عدم التفاعل مع المدرس مما يعني عدم تحقيق الأهداف التعليمية وفشل مخرجاتها.
فاذا كان هذا هو حال مدارسنا وغرفها الصفية فما هو حال المرافق الصحية والعامة ومدى توفرها وملاءمتها لخلق بيئة تعليمية متكاملة انسجاما مع الخطط والطموحات ، ونحن في القرن الواحد والعشرين وما زلنا في غمرة احتفالاتنا بدخول دولتنا مئويتها الثانية .
نتحدث دائما عن الخطط التعليمية وتطويرها والنهوض بها ،كما نعلن عن مدى جاهزية المدارس لاستقبال أبناءنا الطلبة واستكمال جميع الاجراءات المطلوبة لذلك ، لنتفاجأ دائما بعكس ذلك لما نراه من اوضاع متهالكة لبعضها وفقدان لكثير من العناصر التعليمية عدم توفرها .
كما نفاخر بالمستوى التعليمي ومخرجات العملية التعليمية ، دون النظر الى حالة المدارس التي تعتبر من اهم مدخلات العملية التعليمية واحد الاسباب الرئيسية في الحصول على مخرجات جيدة .
فالعملية التعليمية متكاملة العناصر والأركان وفقدان احدها او اي منها ، لن يمكننا حتما من تحقيق الاهداف النظرية ولن تسمح بتطبيق وتنفيذ خططنا التعليمية التي ستبقى حكرا على بعض المدارس الخاصة .
لذلك فان اوضاع مدارسنا تحتاج الى دراسة وخطة حقيقية تنقذها مما هي فيه ، وتساعدها على النهوض وتبيقها على قيد الحياة ، وان نخرج من حالة الترقيع والترميم والتبرير بتوفير بيئة متكاملة من بنية تحتية و مرافق مجهزة لخلق حالة تعليمية بشقيها المنهجي واللامنهجي تشعر الطالب بالامان ، وتخلق لديه الرغبة في التعليم والدراسة وتساعده على التفكير والابداع وتفريغ طاقاته في ملاعب المدرسة ومكتباتها ومرافقها الثقافية ضمن اجواء صحية تجنبه برد الشتاء وحر الصيف .
وبغير ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة تبقي خططنا حبرا على ورق ولن نحقق اهدافنا ابدا .