مع الملك في مواجهة التضليل والافتراء والكذب
مهدي مبارك عبدالله
=
بقلم / مهدي مبارك عبد الله
بين الفينة والاخرى تخرج علينا من حجور السوء فئران بشرية عفنة تقرض اطراف ثوبنا الوطني المطهم بشيم الكرامة والمطرز بخيوط العز وتعبث في حقولنا المعطاءة خيرا ونماء وهي تتكاتف في مجاميع صحفية مشبوهة تعمل بلا أخلاق او قيم ضمن جوقات اعلامية موجهة تكتب وتنشر بلا مبادئ او ضمير في محاولة يائسة لترويج بضاعتها الكاسدة و الفاسدة عبر هجماتها الاعلامية الخسيسة والمتكررة على شخص جلالة الملك عبد الله الثاني باعتمادها أسلوب الخداع والتضليل بهدف تشويه سمعته بطريقة مركزة ومنظمة والتأثير على دوره ومكانته وتهميش انجازاته من خلال عيش البعض في عالم مزدوج يبحثون فيه عن الإثارة والشهرة بطرحهم قضايا جانبية مختلقة ومفبركة من التهم والأكاذيب التي تعدت الجانب السياسي الاعتباري إلى المستوى الشخصي وبما يمس ما يتحلى به جلالته من خلق وقيم ومصداقية وما يتسلح به من اثباتات وبراهين وادلة دامغة تدل بشكل قاطع على امانته ونزاهته وشفافيته ونقاء سيرته ومسيرته والتي جعلته على الدوام محل ثقة واعجاب وتقدير من ابنائه شعبه وأمته
لا شك اننا فوجئنا وصدمنا كما فوجئ العالم أجمع بهذا الكم الهائل من السقوط الأخلاقي الا اننا بكل وعينا الوطني وثقتنا التامة بملكنا أدركنا تماما مآرب تلك البيانات المشبوهة والحملات الاعلامية المغرضة والدنيئة المعروفة لدينا اهدافها وغاياتها ومن يقف خلفها ويمولها والتي كان اخرها ما تم تداوله مؤخرا بـاسم ( وثائق باندورا ) والتي اصبحت بجدارة عنوانا بارزا للافتراء والكذب والدجل لتحالف منظمات إخبارية دولية بعدما خلعوا رداء الامانة المهنية ولبسوا قلنسوة التحريف والتزييف والتدليس وفقا لما اسموه تحقيق صحفي استقصائي لوثائق مالية مسربة نشرتها محطة الـ ( بي بي سي ) وصحيفة ( اغارديان ) البريطانية حول مجموعة العقارات التي يمتلكها الملك عبد الله الثاني في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بقيمة إجمالية بلغت حوالي 106 مليون دولار أمريكي منذ توليه السلطة في عام 1999
ورغم الضخ الإعلامي الكثيف والتضخيم والمبالغة لم تلقى صيحات تلك ( الغربان الناعقة ) المتربصة بالوطن والملك الصدىً الشعبي لدى ابناء الاردن كما خطط لها خبثا وأريد بها مكيدة حين فسد وخاب ( فائلهم وطاش سهمهم ) بعدما راهنوا على ( حصان خاسر ) بنشر هذه التسريبات لإثارة الرأي العام وخلق الفتنة وإرباك الجبهة الداخلية وزعزعة الأمن وتعكير صفو العلاقة الاخوية الطيبة بين الملك وأبناء اسرته الاردنية الواحدة واثارة الشكوك حولها ونثر الخراب في رحابها بعدما وضع الاردنيون أنفسهم في خط المواجهة الاول للدفاع عن سمعة ومكانة ملكهم مؤكدين للعالم ثقتهم العالية بجلالته كصمام امان للبلاد وربان للسفينة مهما حاول المغرضون نشر الاخبار والمعلومات غير الدقيقة والاتهامات غير الصحيحة وتوظيفها بشكل مغلوط من حيث التوقيت والأهداف والأرقام الخيالية بعد سقوطهم السحيق في حبائل المؤامرة واكاذيب الشائعات وانتهاك الخصوصية للشخصيات العامة ومحاولة اخفاء وتشويه الحقيقة والتشهير بالملك وسمعة المملكة ومكانتها بشكل ممنهج وموجه فشل في اختباره الاول
هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الأردن الاشم فهنالك محاولات عديدة لم تتوقف منذ زمن من قبل جماعات وافراد وبلدان وقوى بات لها مصلحة كبيرة في عرقلة خطواته العروبية الواثقة تجاه التقارب مع الشقيقة سوريا خاصة بعد فتح معبر ناصيب واستجرار الغاز والكهرباء الى لبنان وتمتين العلاقة والشراكة مع مصر والعراق اضافة الى دعم الاردن الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية ودفاعه عن القدس الشريف ومسجدها الأقصى المبارك ومقدساتها وأوقافها الإسلامية والمسيحية وما يبذله من جهد حثيث في استعادة العلاقات العربية وتعزيز التعاون المشترك واستنهاض مشروع ( الشام الجديد ) الذي يضم كلا من الأردن ومصر والعراق وما فيه من امل كبير بتحقيق مشروع التكامل الاقتصادي والسياسي وألأمني لمعالجة التحديات التي تواجهها بعض دول المنطقة
الاهداف الخفية للحملات التشويهية التي يتعرض لها جلالة الملك والأردن معروفة لدى الأردنيين جميعا خاصة بعدما تمكن جلالته بخطواته الديبلوماسية الناجحة من حلحلة بعض الملفات المستعصية في المنطقة واختراق الساخنة منها بزيارته الناجحة لواشنطن وموسكو وهو ما اعتبرته بعض الأطراف الإقليمية والدولية خطرا على مصالحها الضيقة في المنطقة كما رأت فيه نجاح غير مقبول على حساب اخفاقاتها وفشل مخططاتها حيث تمكن الاردن من تشكيل نقطة ارتكاز حيوية في رسم سياسة المنطقة وهذا هو ( السر الخفي وراء استهداف الملك عبد الله الثاني ) كقائد هاشمي ما عُرف عنه يوماً إلا التضحية والالتزام المطلق في خدمة الوطن وأبنائه
ان صمتنا في البداية بعدم المشاركة في الرد على تلك الترهات والسخافات لم يكن ضعفاً فينا إنما هو قوة وثقة واحترام وتقدير لقيادتناً وبلدنا الغالي الذي يعرف القاصي والداني انه دولة حق وقانون ومؤسسات وقاعدة أساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجزيرة استقرار في منطقة مضطربة على رأس سنامه جلالة الملك الذي وضع العديد من السياسات والخطط لحل قضايا الإقليم عامة والعربية منها خاصة اضافة الى دوره الفاعل في مواجهة الإرهاب وإرساء قواعد الأمن والسلام الدوليين وهو ما اثار حفيضة القوى المعادية لتحرك ابواقها وادواتها المرتهنة والرخيصة لبث الشكوك والأكاذيب التي لم ولن تؤثر يوما في قوة ومتانة الأردن الحصين
لقد تحدثت الديوان الملكي بمكاشفة صادقة واقتدار لافت وشفافية مطلقة وموضوعية متفردة عبر بيانه الحصيف حول كل ما جاء في التقارير الصحفية المشوهة التي تجرأت على رفع شعار الإساءة والتزوير والتشوية وقلب الحقائق ليؤكد في مضمونه وعباراته كوسيلة فضلى لوأد تلك المحاولات الآثمة في مهدها بكل حزم وجزم ان ما تم تداوله من ترويج للإشاعات المغرضة والتشويش بمجمله عار عن الصحة والدقة ولا يمت للحقيقة بأي صلة لا من قريب أو بعيد وأنه من حق الملك الطبيعي والقانوني تملك العقارات والأصول في أي مكان في العالم كأي انسان آخر وبما يملك من مال شخصي لاستخدامها وافراد اسرته اثناء زياراتهم الرسمية للبلدان المتواجدة فيها ولا يعيبه كملك توارث أباً عن جد الأموال المنقولة وغير المنقولة كما هو حال أي ملك او رئيس او زعيم و حتى كبار رجال الأعمال والمشاهير لكن غير المفهوم بانه هنالك من يريد التخريب وبناء الشكوك ببيانات وكلمات لا تخرج إلا من حاقد وكاره لمسيرة الأردن الطويلة
الملك عبد الله ليس لديه شيء غير قانوني او ما يتم إخفاؤه وانه لديه اسباب ومخاوف أمنية حاسمة ومشروعة له ولأسرته وغيرها مما يتعلق بالخصوصية تدفعه لحيازة ممتلكات تكون مسجلة في شركات خارجية وهو من موقعه الرسمي لم يُسِئ استخدام الأموال العامة أو المساعدات الخارجية المقدمة من الدول والجهات المانحة والتي تخضع كما هو معروف للتدقيق المهني المحترف من حيث إنفاقها واستخداماتها وإن الأمر لا يتعلق بتهرب ضريبي فالملك غير ملزم ( بدفع أي ضرائب ) وفقا للقانون الأردني
أن الثقة المتبادلة بين جلالة الملك الانسان وابناء شعبه الوفي كانت وستظل أحد أهم عناصر قوة الدولة الأردنية في مواجهة أعدائها والتغلب على مشكلاتها وأزماتها وتحقيق التقدم في مسيرتها الإصلاحية والتنموية والنهضوية والتصدي لمحاولات المارقين والمعتدين النيل من الوطن وملكه
ثم الا يرى معي القارئ الكريم أن هدف اثارة هذه الافتراءات والشبهات هو أوسع مما يدركه الإنسان للوهلة الأولى من مجرد هجمة إعلامية ساقطة لا تتحلى بالمهنية والموضوعية وجب مقاومتها ومحاسبة من وقف خلف ستارها ويجب ان نفهم دائما بالحاقدين والجاحدين ومراهقو السياسة وأصحاب المواقف الموتورة لا يعبرون إلا عن خيباتهم وفشلهم وهم يصرون بفجاجة على انكار مواقف الفخر المتمثلة براية العز الهاشمية التي يحمل لوائها جلالة الملك عبد الله الثاني امانة ورفعة ووفاء وشموخ
الجميع يدرك بان الأردن خاض كل معاركه السياسية والدبلوماسية من أجل مواجهة كل المحاولات الصهيونية والامريكية لتصفية القضية الفلسطينية في كل المحافل العربية والدولية فقد استطاع جلالة الملك بحكمته وحنكته وصلابة موقفه أن يحبط كل تداعيات صفقة القرن المشبوهة في مواجهات ضروسة كان فيها معه ومن خلفه كل أبناء شعبه واحرار العرب
لم يكن الموقف الاردني المشرف تجاه قضية فلسطين المركزية والمحافظة على القدس والمقدسات وشرعية الوصاية الهاشمية عليها في أي يوم مكانا للمساومات او التسويق السياسي بل هي مواقف راسخة عنوانها الثوابت الهاشمية الاردنية الوفية للوطن والامة والتي لا يمكن التنازل عنها مهما بلغت الصعاب والتضحيات
المتتبع لتقرير وثائق ( باندورا ) يلحظ جليا كيف تعمد معدوه عن قصد مسبق تجاهل حقيقة ان معظم الملوك والحكام والقادة في العالم ينشؤون شركات في الخارج بأسماء لا تعكس أسماءهم الشخصية لاعتبارات عديدة أهمها الحق بحفظ الامن والخصوصية كما تجاهلوا ان الشعب الأردني يلمس في مجريات حياته الاعتيادية وبشكل واضح إنفاق الملك من ماله الخاص على الكثير من المساعدات في اوجه والخير والانسانية المختلفة اضافة الى انه يوجه ديوانه والحكومة بشكل مستمر لعلاج غير المقتدرين ومساعدة الفقراء والاقل حظاً وان جميع هذه الاتهامات الباطلة تساقطت أمام الحقائق الراسخة وتلاشت أمام الحجج الدامغة وهي تذهب جفاء لأنها زبد خواء وان سيرة جلالة الملك العطرة ستبقى نبراساً وقدوة وأسوة لأنها تنفع الناس
الأردنيون الشرفاء وكما هم دائما على درجة عالية من الحرص واليقظة والوعي الوطني ولديهم مؤنة التجربة الطويلة في كشف مثل تلك الحملات المغرضة والاجندات المشبوهة وفضح أسبابها وتعرية مواعيدها وهم اليوم يقفون صفا واحدا خلف قيادة ملكهم في مواجهتها يؤكدون البيعة ويضعون كامل ثقتهم بشخصه وذمته ومواقفه المشرفة تجاه المصالح العليا للدولة الأردنية وقضاياها القومية ويصدحون بحناجرهم عاليا حقا وصدقا بان تلك الاباطيل والاراجيف والخزعبلات الاعلامية لن تزيدهم إلا ثباتا وصمودا وإلتفافا حول قيادتهم الهاشمية الملهمة لمواصلة دورها الحيوي والفاعل في العطاء والنماء محليا واقليميا ودوليا
الملك عبد الله الثاني انسان تحمل ما لم يحتمله احد من مثالب الطعن وهوس الاشاعات والاكاذيب والفبركات التي طالته وزوجته الملكة رانيا العبد الله واهل بيته وقد كان يطل علينا في كل مرة مبتسماً رغم مرارة والم ما يسمع من نفر احترف الوقيعة والنميمة و طحن الوهم ومن قبل فئة ضالة وطائشة اتصفت بالعدمية والانانية عمي على قلوبهم وعقولهم وهم يتحدثون بالكذب وبصوت نشاز عالي في محاولاتهم الفاشلة للحصول مكسب او شهرة مقابل تشويه سيرة جلالته المجيدة وسمعته الحميدة وما يمثله من قيم نبيلة ومثل وطنية وأخلاق سامية ومبادئ مشرفة ومواقف مشهودة ساطعة بأنوار الحقيقة التي سوف تزيل ظلام البهتان وادعاءات المزورين والمفترين ليبقى الأردن موحدا وأقوى رسمياً وشعبياً في التصدي لكل مشكك وهماز مشاء بنميم بكل صلابة وثبات وكما عهده دائما
وفي رمزية خالدة وخصوصية عالية لها ما بعدها من ايثار وصدق اشار لها الكثيرون من الأخوة والاخوات بان جلالة الملك يمثل للأردنيين جميعا الأب الحنون لمن هم دون عمره من الشباب والأخ العضد لمن هم فوقه من الشياب ولهذا فانهم يرفضون وبحسم قاطع كأفراد وعشائر وقوى أي اساءة لشخصه الكريم وبأي شكل او اسلوب لأنهم يعتبرون في ذلك أساء كبيرة وغير مقبولة لكل أردني وطني وشريف وغيور في هذا الحمى العربي الهاشمي الاصيل وخارجه
واخيرا مع هذه الهبة والانتفاضة الاردنية الشماء التي يسجلها الاردنيون الاوفياء نجدد ونؤكد باننا كنا ومازلنا وسنبقى على وقوفنا صفاً واحداً مع جلالة الملك في مواجهة قوى ( التضليل والافتراء والكذب ) باللحمة الوطنية والانتماء للأردن والاخلاص لقيادته
حمى الله وطنناً الغالي ارضا وشعبا وملكا وادام على حياضه العامرة كل اسباب الامن والاستقرار والتقدم والازدهار وحمى الله الأردنيين الاوفياء وأبقاهم ذخراً لِرِفعة بلدهم وهي على أبواب ماويتها الثانية وحفظ الله ورعى قيادتنا الهاشمية وعلى رأسها عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وابقاهما سندا وذخرا للوطن والامة
mahdimubarak@gmail.com