مـــــــــــرّ بســــــــــلام (بلفور)
د. عزت جرادات
=
بقلم // د. عزت جرادات
*تعمدت أن أكون مراقباً ومتابعاً لما يُكتب بوسائل الإعلام الورقية والالكترونية حول – وعد بلفور- هذا العام الذي مرّ بسلام في ذاكره (2/11) هذه الذكرى التي كانت تهز الوجدان العربي، كادت أن تختفي، باستثناء عناوين محدودة في بعض تلك الوسائل الأعلامية.
*هل أصبح الشارع العربي مُحبطاً، فأختار الحياد أو النسيان، مع أن الواقع العربي الذي فقد روح التضامن العربي، كان أحوج ما يكون إلى إثارة الأهتمام والتذكير بذلك الاعلان وما جلبه من مآسٍ ونكبات على الشعب العربي الفلسطيني، وعلى المنطقة العربية بما فيها شعوبها.
*لقد دافعت تيريزا مي-رئيسة الوزراء البريطانية عندما طالبنا، كمنظمات مجتمع مدني على مستوى عالمي لعدم إقامة الاحتفال بذكرى الوعد المئوية دافعت بقولها إنه كان منسجما مع روح السياسة السائدة آنذاك، وهي الروح الاستعمارية.
أما آفي شلايم في إحدى مؤلفاته فقد ذكر أن وعد/ إعلان بلفور لم يُغْرأ بعمق في المنطقة العربية… ومعروف عن آفي شلايم أنه من المؤرخين الصهيونيين على الرغم من أكاديميته.
*إذا كانت هذه آراء أهل الأعلان المستفيدين منه، والمصُدِرّين له؛ فإن الكتّاب والمثقفين العرب لا يجوز لهم أن يختفوا عن الساحة عند هذه الذكرى الاستعمارية والصهيونية، فإن إختفت المواقف السياسية والرسمية فلا يجوز لأصوات المجتمع ومفكّريه ومنظماته المدنية أن تختفي أيضاً.
* أنني أدرك تماماً ضعف روح التضامن العربي، والأختلال السياسي في المنطقة العربية، وإنشغال كل قطر عربي بمشكلاته الداخلية، لكن هذه الذكرى لا يجوز أن تضعف في الوجدان العربي، لتظل الرسالة حيّة في ضمائر الأجيال.
*كانت هذه الذكرى بحاجة لجهة دافعة لأحيائها في مختلف الأقطار العربية ولدى المنظمات الأنسانية الدولية المستقلة باعتبارها من قضايا حقوق الانسان التي أَعتدِي عليها بسبب ذلك الأعلان المشؤوم، فثمة العشرات من المنظمات المستقلة الدولية والعربية التي كان يمكن تحفيزها لاثارة المجتمع الدولي بما أوجده ذلك الإعلان من مأساة شعب، وإحتلال وطن… ولعلنا نبحث بمصباح-ديوجين- الذي حمل الفانوس عن الظهيرة يبحث عن الشمس الساطعة، لعلنا نجد الجهة الدافعة لأحياء هذه الذكرى والتذكير بمآسيها.