نترقب المخرجات وندعو الأحزاب إلى الاندماج
نسيم العنيزات
ما زال الشارع الاردني في ترقب وانتظار لمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وسط جدال حول التسريبات او التصريحات التي تنسب لبعض اعضاء اللجنة حول رؤيتها لقانوني الاحزاب والانتخاب على الرغم انها ما زالت في طور الدراسة والمناقشة ولم تعتمد بشكل نهائي، الا ان البعض ينظر لها بانها بالونات اختبار او تهيئة الرأي العام لمخرجات عمل اللجنة.
ويدور الاشتباك اكثر حول قانون الاحزاب وقوائمها في الانتخابات البرلمانية ونسبتها تفسر بانها كوتا وهذا غير منطقي لان معظم دول العالم تعتمد قوائم حزبية وتضع عتبة دنيا لعبور المجلس في حال تجاوزها.
وعلينا ان نعلم ايضا ان الدولة تعمل على تنظيم الأحزاب وتهيئة المناخ والأجواء المناسبة لها ضمن تشريعات توافقية تنسجم مع الشارع وبنيته الثقافية والسياسية الذي ما زال عازفا عن المشاركة او الانخراط في الاحزاب ولم تتجاوز نسبة المشاركين فيها الـ1 % لممن يحق لهم المشاركة مما يعني انها نسبة غير ممثلة ودون اي تأثير، الامر الذي يدفعنا نحو حقيقة واحدة باننا نحتاج الى وقت لاقناع الناس للمشاركة في الاحزاب التي يتوقف عليها هذا الامر من خلال تبنيها لبرامج حقيقية وواقعية وإيجاد حلول منطقية لجميع القضايا والتحديات.
كما انها مطالبة بالعمل السياسي الحقيقي بعيدا عن الشخصنة وحصر الحزب بشخصية الامين العام وبعض المقربين منه.
فالحياة الحزبية التي كانت قوية في الخمسينات من القرن الماضي وشاركت في حكومات برلمانية فارضة وجودها ومكانتها على الرغم من ظروف المرحلة، تراجع دورها بشكل ملحوظ ونحن في القرن الواحد والعشرين لعوامل واسباب كثيرة تتحمل الاحزاب الجزء الاكبر منها في حين يقع الجزء الاقل على الحكومة والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.
بعد ان تراجع هذا الدور لصالح النقابات المهنية التي لعبت دورا سياسيا مؤثرا في الشارع اضافة الى دورها المهني قبل ان يتراجع وينحصر في السنوات العشر او الخمس الاخيرة بسبب عوامل عديدة لا مجال لذكرها.
وما نريد ان نؤكده هنا او ان نصل له، ان كلمة الفصل في تطوير الحياة الحزبية وفرض نفسها على الشارع يقع على عاتقها قبل اي جهة أخرى بتبني برامج واطلاق مبادرات والابتعاد عن الوجاهة والنزعة الشخصية لدى البعض.
ومن الضروري ايضا تشكيل تحالفات حقيقية وليس تجمعات حزبية خاصة بين الاحزاب الوسطية صاحبة البرامج المتشابهة تماما من خلال اندماحها والخروج بحزب واحد يمثل تيارا وتوجها محددا.