نحو اندماج حزبي
نسيم العنيزات
بعد منظومة التحديث السياسي التي منحت الاحزاب السياسية مساحة واسعة لتطوير نفسها وإيجاد مكان لها في على الخريطة السياسية المقبلة للمشاركة الفاعلة، مما يشكل فرصة جيدة ومناسبة للعمل الحزبي في الساحة الأردنية التي طالما طالبنا بها جميعا منذ وقت ليس بقصير ..
الا ان هذه المخرجات لا تشكل وحدها الرافعة الرئيسية للوصول الى الاهداف، بعد ان قدمت ما هو مطلوب منها بقدر ما تشكل مسؤولية مشتركة بين الجميع ، خاصة الاحزاب التي عليها ان تطور ادواتها وتغير من اسلوب عملها، نحو تعزيز المشاركة وتعميقها بين الشباب ، وان تصحو من كبوتها التي مر عليها عشرات السنوات ، لا ان تنتظر من غيرها ليقدم لها كل شيء على طبق من فضة ، دون ان تبدأ هي بنفسها.
فالحراك الحزبي الذي نشاهده اليوم لبعض الاحزاب وما تجريه من لقاءات وحوارات داخل المجتمع، على اهميته ليس كافيا في ظل الازدحام الذي يعج به الشارع الحزبي، وما سببه من اعاقة للحركة لتي عانينا منها على مدار السنوات الماضية.
مما يتطلب اعادة النظر في البرامج الحزبية التي أصبح بعضها غير صالحا للساحة في ظل التطورات والتغيرات المجتمعية والتحديات الداخلية ..
فلا بد من المراجعة والتطوير بما يتلاءم والظروف الحالية والانسجام مع الواقع، بعيدا عن الشخصية ونزعة الانا والرغبة في البقاء والجلوس على كرسي الرئاسة والمسؤولية على حساب العمل.
فبقراءة بسيطة لبرامج بعضها تكاد تكون متشابهة وتكرر نفسها في كثر من الاحزاب خاصة ذات الأيدولوجيا او التصنيف الواحد كالوسطية او القومية .
فقبل الخروج الى الناس والتحدث إليهم علينا الجلوس مع أنفسنا كأحزاب ونجري حوارات ولقاء لنحدد الاهداف واليات الانطلاق والسعي نحو الاندماج بينها خاصة ذات البرامج المتشابهة .
وهنا اتحدث على الاندماج لا الائتلافات التي لم يحقق اي نجاحات ملموسة خلال السنوات الماضية ، فالاندماج على غرار ما حدث بين حزبي زمزم والوسط الاسلامي سيخفف من الازدحام وتمنح مساحة واسعة للأحزاب بالتحرك وتقوي عودها وتعزز اعداد منتسبيها مما يساعدها على الانطلاق والتقدم وتشكل وفرصة اقوى في اي صفقات او لقاءات حوارية لانها ستنطلق من قاعدة قوية لخوض الانتخابات القادمة التي ستخدم مدى نجاحها وصمودها .