نظافة الغابات ،، لم تعد تنفع أساليب الفزعة
منذر محمد الزغول
=
المشكلة القديمة الجديدة لتراكم النفايات في غابات محافظة عجلون وخاصة في موسم الصيف أصبحت وبلا أدنى شك ظاهرة تؤرقنا جميعاً ، فالقضية لا تتعلق بالنفايات وحسب ولكن تراكم النفايات بهذه الطريقة يمكن أن يكون من أحد أهم أسباب إشتعال النيران بهذه الأشجار المعمرة التي تعتبر من أهم الميزات التي تتمتع فيها محافظة عجلون .
شخصياً حضرت وكنت شاهد عيان على عشرات إن لم يكن مئات حملات النظافة لمناطقنا السياحية وللغابات على وجه الخصوص التي كانت وما تزال تنفذها جهات رسمية وشعبية وتطوعية مختلفة تحت عناوين وشعارات مختلفة ، لكن للأمانة والتاريخ كانت نتائج هذه الحملات مع تقديرنا للجهات القائمة عليها متواضعة جداً ولا تفي بالغرض المطلوب ، وكانت بعض هذه الحملات وللأسف الشديد تنتهي بمجرد مغادرة المصورين ووسائل الإعلام للمكان المستهدف بالحملة .
من هذا المنطلق ولأن عملنا ما زال يعتمد على أسلوب الفزعة بالرغم من أن هذه القضية تحديداً تحتاج منا جميعاً أن نتعاون وأن نجد لها الحلول المناسبة فغاباتنا الحرجية مليئة بالنفايات التي تركها المتنزهين ، وهي ظاهرة مقلقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، لذلك وأمام هذا الواقع المرير الذي لا يمكن أن تنفع معه الحلول المؤقتة أو الترقيعية أو الفزعة من خلال حملات نظافة لا تسمن ولا تغني من جوع ، لذلك أقترح ما يلي وهي إقتراحات قدمها الكثير من قبلي ، ومن ذلك مثلاً
أولا : توكيل أمر نظافة الغابات لشركة متخصصة بهذا المجال بشرط أن يكون غالبية عامليها وموظفيها من أبناء وبنات المحافظة .
ثانيا: إن لم تسمح الإنظمة والقوانين بإيلاء موضوع نظافة الغابات لشركات متخصصة ، فأقترح أن تقوم بلديات المحافظة الخمس بالتعاون مع مجلس المحافظة ومديريات السياحة والزراعة والبيئة وأي جهة معنية أخرى بتشكيل فريق متخصص من عدد من عمال الوطن تكون مهمتهم الرئيسية والوحيدة نظافة الغابات ويتم توفير كافة الإمكانات لهم ودعمهم بكل الطرق والسبل ، وهذا أمر من الممكن أن يتحقق بكل يسر وسهوله ولن يكلفنا الكثير ، بل من الممكن أن يشكل هذا الإقتراح بحال تنفيذه نقلة نوعية جداً في المجال السياحي والإهتمام بثروتنا الحرجية .
ثالثا: ضرورة توفير أكياس وحاويات النفايات في كافة مواقعنا السياحية والغابات ، مع ضرورة الإستمرار بحملات التوعية للمتنزهين .
أخيراً إشارة جلالة الملكة رانيا العبدالله لهذه القضية خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة من الممكن إستثماره من خلال طلب دعم جلالتها لهذه الإقتراحات ، وأنا واثق أن جلالتها وسيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني قبل ذلك لن يكونا إلا مع أي فكره أو إقتراح للنهوض بالبلاد وتقديم كل ما من شأنه لتكون محافظتنا وكافة محافظات المملكة من أجمل ما يمكن .
والله من وراء القصد ،،،
منذر محمد الزغول / وكالة عجلون الإخبارية