نظرة تحليلية: السياسة الأمريكية المتوقعة


د. عزت جرادات

 

بقلم // د. عزت جرادات

*هل يعود الصراع الفلسطيني-الأسرائيلي إلى المقدّمة على الساحة السياسية الأمريكية؟ فالساحة السياسية الأمريكية مثقلة بقضايا داخلية وأخرى خارجية والأهم من ذلك استعادة دورها العالمي القيادي في مختلف القضايا:

–      فالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وحلف الأطلسي (NATO) والمصالح الغربية الأخرى المشتركة تتطلب جهداً أمريكيا كبيراً.

–      والمواجهة مع روسيا، والملف الأيراني، والضغوطات الصهيونية، وكذلك بقية القضايا الدولية، جميعها، تمثل عبئاً سياسياً جاداً.

*ويظل التساؤل قائماً …. عن موقع الشرق الأوسط بمختلف أبعاده، وبخاصة الصراع الفلسطيني-الأسرائيلي، وفي هذا الصراع تحديداً، فيلاحظ أن ثمة تغييراً في النهج الأمريكي، يتمثل بالنهج الدبلوماسي رفيع المستوى، مع الحرص على استعادة الدور الأمريكي، كوسيط محوري، وهو الدور الذي فقده بدءاً بعدم قدرة الرئيس أوباما على كبح جماح (نتنياهو) عند فرض نفسه في الحوار مع الكونغرس وإنتهاء بسياسة الرئيس ترامب الصهيونية.

*من المتوقع أن يراعي الدور الأمريكي العمل على أمريْن:

–      الأول: العمل على تحسين الأوضاع، اقتصادياً وربما أمنياً، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تلبية لوعود انتخابية سابقة من جهة ومحاولة لتحسين صورة (الدور الأمريكي) كوسيط دبلوماسي فاعل من جهة أخرى.

–      الثاني: العمل على تهيئة الظروف الافضل للتفاوض بين الطرفين… على أساس أحياء مشروع (حل الدولتيْن). فهي محاولة لأستعادة النهج الدبلوماسي مع الأرتكاز على الشرعية الدولية.

*أما في الجانب الأسرائيلي، فأنه من المتوقع أن تكون السياسة الأسرائيلية مبنية على ثلاثة معطيات:

–      مواصلة الاستيطان، باعتباره ركنا من أركان المشروع الصهيوني: تكثيف الوجود الأسرائيلي وتهميش الوجود الفلسطيني.

–      التمسك بالمكتسبات (الترامبية) متمثلة بقضية تهويد القدس وضم الأراضي العربية المحتلة (قطعة قطعة).

–      وأخيراً، استغلال الواقع الفلسطيني، المتمثل بالانقسام القيادي، لتنفيذ مخططات السياسة الأسرائيلية.

وجميع هذه المعطيات مرفوضة فلسطينياً.

*وخلاصة السياسة الأمريكية المتوقعة تجاه هذه القضية تتمثل في:

–      استعادة الدور الأمريكي في تحسين الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

–      استعادة الأمل في إحياء مشروع حل الدولتيْن.

*وتظل الأمور بيد شخص واحد… نتنياهو، مدعوماً بقوى اليمين الأسرائيلي والمستوطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.