نعم سينجح الملك


نسيم العنيزات

يترقب الأردنيون ومعهم العرب واحرار العالم زيارة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه رئيسها رونالد ترامب بعد غد الثلاثاء بعد تصريحاته التي هزت العالم ودعته للخروج عن صمته رفضا واستغربا لما طرحه وأعلنه حول غزة ومصير القضية الفلسطينية برمتها.

وقبل قدوم ترامب إلى البيت الأبيض وتولي اليمين الإسرائيلي المتطرف السلطة في دولة الاحتلال وبعد الحرب الهمجية والابادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة كان جلالة الملك يدرك بأن هناك مخططا لتهحير الغزيين من ارضهم وبعدهم سكان الضفة الفلسطينية لضم اراض فلسطينية جديدة لدولة الكيان التي تهدف للقضاء على حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة.

وكأن قد حذر من ذلك مرارا وتكرارا في جميع مؤتمراته ولقاءاته الدولية.

واليوم وبعد ان أعلنها ترامب أكثر من مرة وبصيغ وأشكال متعددة بين التهجير والسيطرة تحمل صفقة ذات معنى واحد هو التهجير وانتزاع أرض من اصحابها بالقوة متحديا العالم وضاربا بكل المعاهدات والمواثيق الدولية عرض الحائط .

يتوجه الملك عبدالله الثاني للقائه كأول زعيم عربي بعد ولايته الثانية يحمل تأييدا شعبيا رافضا لمناقشة الفكرة من أصلها وكذلك موقفا عربيا وغربيا الذي يرى ان الطرح سينسف القضية الفلسطينية ويحرم شعبا من حقه بعد قصة كفاح ونضال لأكثر من 80 سنة فقد خلالها آلاف الشهداء و اضعافها من الجرحى وتجرع ويلات النزوح واللجوء.

وتأتي حالة الترقب وسط يقين بأن لقاء الملك سيحدث اختراقا لما يتمتع به من شخصية سياسية قادرة على التعامل مع الملف بكل حكمة وحنكة سياسية لطبيعة فهمه للعقلية الغربية والية التعامل معها وكيفية مخاطبتها.

فاللقاء المرتقب سيضع النقاط على الحروف ويزيل اللبس حول التصريحات المتضاربة للخطة التي اشغلت العالم والعرب على مدار الأيام السابقة والتي تحمل بين طياتها غموضا وشيئا من عدم الوضوح.

وبما ان الامريكان لا يرون في منطقتنا الا دولة الاحتلال ولا يقيمون وزنا الا لمصالحها ويخدم أهدافها من منطلق القوة والسيطرة لذلك لا بد من إيجاد طريقة للتعامل مع هذا التوجه الذي بدأ مع اليوم الأول من احتلال الأراضي الفلسطينية.

وعلى أثر التصريحات الأخيرة لترامب حول عدم الاستعجال وعدم نضوج الفكرة والدعوة إلى التأني والتروي التي نعتقد أنها جاءت على إثر الموقف الأردني والفلسطيني والعربي الواضح والرافض للخطة .

يلتقي الملك عبدالله الثاني ترامب ليؤكد له عدم جدوى الفكرة التي ستشعل المنطقة وتزيد حالة عدم الاستقرار وإيجاد بيئة تساعد على الارهاب والتطرف.

وان المضي في تنفيذ المشروع المرفوض اصلا سيعرض الأمن والاستقرار الاردني للخطر ولن يخدم دولة الاحتلال كما لن يحقق السلام لها وللمنطقة .

وبما ان الولايات المتحدة الأمريكية تدعي بانها تسعى للسلام دوما وتنادي بالديمقراطية وحرية الرأي، عليها الان ان تنصت لرأي الشعوب وتسمع رأيها وكلمتها الرافضة للمشروع والداعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ووقف العنجهية الإسرائيلية وما تقوم به آلتها العسكرية من حرب وإبادة جماعية .

كما ان مشروع ترامب وهدفه الأكبر والمتعلق بالتطبيع لن يرى النور اذا بقيت أمريكا مصرة على رأيها متجاهلة حلفاءها واصدقاءها في المنطقة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.