هدفنا الأول والأخير أن يبقى الأردن شامخا قويا عزيزا آمنا
الدكتور موفق العجلوني
=
هدفنا الأول والأخير أن يبقى الأردن شامخا قويا عزيزا آمنا
بقلم / السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية
هكذا ختم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله كتاب التكليف السامي لدولة الدكتور جعفر حسان بتشكيل الحكومة،بانتظارالتنسيب بأسماء الوزراء، استناداً الى حسن ظن جلالة الملك بالدكتور جعفر حسان،وانيكونوا أهلاً لهذه المسؤولية الوطنية وفق معايير الكفاءة والتميز من أبناء الوطن وبناته.
نعم هذا ما توقعته وربما توقعه الكثيرون، بأن رئيس الوزراء القادم واحد من اثني لا ثالث لهما: سمير الرفاعي اوجعفر حسان،وقد سبق لي في فترات تشكيل حكومات سابقة، وهذا موثق كان توقعي لدولة الرئيس عمر الرزاز ودولة الرئيس بشر الخصاونه.ويخيل الي ان دولة الرئيس سميرالرفاعي سوف يتولى رئاسة مجلس الاعيان، أما من هو رئيس مجلس النواب فالأمرلا زال الحكم عليه مبكراً.
التكهنات حول التعيينات في المناصب الحكومية ومواقع القيادة يمكن أن تكون مبنية على عدة عوامل تشمل الخبرات السابقة، الأداء العام، والاحتياجات الحالية للدولة. أما في حالة الدكتور جعفر حسانو الذي أعرفه كزميل دبلوماسي حق المعرفة ادباً و خلقاً و عملاً و مسؤوليةوإدارة ودماثة، ومن مدرسة أبا الحسين، و كان لابنتي الإعلامية فرح العجلوني ان تشرفت بالعمل بمعيته عند تخرجها من الجامعة في الديوان الملكي العامر و من ثم في وزارة التخطيط، فإن تعيينه كرئيس للحكومة يعكس الثقة الملكيةفي قدرته على قيادة المرحلة المقبلة وتحقيق الأهداف الوطنية وفقاً لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني:”أن يبقى الأردن شامخا قويا عزيزا آمنا.”
و بعد ان توضحت الصورة، باعتقادي ان دولة سمير الرفاعي سوف يتولى منصب رئيس مجلس الأعيان، وذلك بناءً على المعطيات التالية:
- سمير الرفاعي يتمتع بخبرة كبيرة في المجال الحكومي، حيث شغل منصب رئيس الوزراء في الماضي وله سجل حافل في العمل العام. خبرته تجعله مرشحاً مناسباً لهذا المنصب.
- تعيينه في منصب رئيس مجلس الأعيان يمكن أن يكون جزءاً من الاستراتيجية الأوسع لتعزيز التنسيق بين مختلف المؤسسات الحكومية والبرلمانية وتعزيز التحديث السياسي.
- اختيار سمير الرفاعي لرئاسة مجلس الأعيان قد يعكس رغبة في تحقيق توازن سياسي وتأكيد التنسيق بين الحكومة ومجلس الأعيان، وهو ما يتماشى مع التوجهات الملكية السامية لتعزيز الشفافية والتعاون بين المؤسسات.
- مع أن هذا توقعات حتى يتم الإعلان الرسمي، إلا أن وجود دولة سمير الرفاعي في هذا المنصب سيكون منطقياً بناءً على سجله وخبرته وتاريخ الرسمي والعائلي.
وبالتالي القرار النهائي يعود لصاحب الجلالة. لكن إذا كانت التوقعات تشير إلى تعيين دولة سمير الرفاعي في هذا المنصب، فإن ذلك سيكون مدعماً بخبرته الواسعة وسجله الحافل في الخدمة العامة.
وهنا يأتي السؤال الأبرز:لماذا اختار جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله الدكتور جعفر حسان لتشكيل الحكومة؟
ان اختيار جلالة الملك عبد الله الثاني للدكتور جعفر حسان برأي لتشكيل الحكومة يأتي بناءً على مجموعة من الأسباب والاعتبارات التي تعكس الثقة في كفاءته وقدرته على قيادة المرحلة المقبلة، وأبرز هذه الأسباب:
- الخبرة الواسعة:
- الدكتور جعفر حسان يتمتع بخبرة طويلة في مجال الإدارة العامة والسياسةوخاصة قربه من جلالة الملك.وقد شغل عدة مناصب حكومية بارزة في الماضي، مما يمنحه فهمًا عميقًا لتحديات العمل الحكومي واحتياجات البلاد.
- القدرة على تنفيذ التحديثات:
- يركز جلالة الملك عبد الله الثاني على مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري. الدكتور حسان معروف بقدرته على تنفيذ استراتيجيات التحديث وتحقيق الأهداف الوطنية، وهو ما يتماشى مع الرؤية الملكية لتطوير الأردن.
- الكفاءة والتميز:
- يُعزى اختيار الدكتور حسان إلى سمعته كقائد كفء وذو قدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وتقديم حلول فعالة. يُشَاد بإنجازاته في المناصب السابقة، ويُنظر إليه كرمز للنزاهة والإخلاص في خدمة الوطن.
- القدرة على التعامل مع التحديات:
- يتمتع الدكتور جعفر حسان بقدرة على التعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه الأردن، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والإقليمية. ومعرفته وخبرته تجعله مؤهلاً لإدارة الملفات الحيوية وضمان استمرارية العمل الحكومي بكفاءة.
- التعاون مع البرلمان والأحزاب:
- في ظل التحديثات السياسية الحالية، من المهم أن يكون هناك تنسيق فعال بين الحكومة ومجلس النواب والأحزاب السياسية. الدكتور حسان معروف بقدرته على بناء علاقات جيدة مع مختلف الأطراف السياسية وتعزيز التعاون.
- التزامه بالرؤية الملكية:
- يتفهم الدكتور حسان رؤية جلالة الملك لتطوير الأردن وتعزيز استقراره. و يعكساختياره التزام جلالة الملك بالاستمرار في تنفيذ رؤية التحديث ومواصلة العمل على تحقيق الأهداف الوطنية.
- الاستمرارية في المشاريع السابقة:
- جلالة الملك قد يكون قد اختار الدكتور جعفر حسان لضمان استمرارية تنفيذ المشاريع الحكومية الأساسية التي بدأت في الفترات السابقة وللتأكد من البناء عليها بشكل فعّال.
بناءً على هذه الاسباب، يُعتبر الدكتور جعفر حسان خياراً مناسباً لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث من المتوقع أن يواصل تحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز التنمية والتحديث في المملكة حسب ما جاء في كتاب التكليف السامي والذي تضمن كتاب التكليف السامي القضايا الرئيسية التالية:
- القضايا الأساسية:
- التعليم: أهمية تطوير التعليم والتدريب المهني والتقني لتلبية احتياجات السوق.
- الصحة: العمل على تعزيز التغطية الصحية الشاملة وتطوير النظام الصحي.
- البنية التحتية: تحسين البنية التحتية للنقل، وتشجيع أنظمة النقل الحديثة، والعمل على مشاريع كبيرة مثل مشروع الناقل الوطني للمياه.
- الاستثمار والتكنولوجيا:
- الاستثمار: تعزيز جهود جذب الاستثمارات وتوفير بيئة مواتية للاستثمار.
- التكنولوجيا: مواصلة دعم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز التحول الرقمي.
- الأمن الغذائي والمائي:
- الأمن الغذائي: تعزيز الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومواجهة تقلبات الأسعار.
- الأمن المائي: تنفيذ مشروع الناقل الوطني للمياه وتحسين إدارة الموارد المائية.
- التعاون العربي والدولي:
- القضية الفلسطينية: دعم حقوق الفلسطينيين ومساندتهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
- العلاقات العربية: تعزيز العلاقات مع الأشقاء العرب والعمل المشترك.
- القطاع الثقافي والإعلامي:
- الثقافة والإعلام: تطوير المؤسسات الثقافية والإعلامية لمواكبة التقدم التكنولوجي وتعزيز الثقافة والفن والإبداع.
- المرأة والشباب:
- تمكين المرأة: دعم تمكين المرأة في سوق العمل وتوفير الفرص لها.
- دعم الشباب: تعزيز دور الشباب وتوفير المنشآت الرياضية ورعايتهم.
وبالتالي التوجيهات الملكية السامية تعكس رؤية جلالة الملك لتعزيز الاستقرار والتقدم في الأردن من خلال التركيز على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعزيز التعاون مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف الوطنية حتى يبقى الأردن شامخا قويا عزيزا آمنا.
ادام الله الأردن شامخاً قوياً عزيزاً أمناً بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو ولي العهد الاميرالحسين حفظه الله.
مركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me