هلاك الرسام السويدي الذي اساء لنا جميعا
مهدي مبارك عبدالله
=
بقلم // مهدي مبارك عبد الله
في خبر عاجل بعد ظهر يوم الأحد 3 / 10 / 2021 اعلن فيه هلاك الرسام السويدي لارش فيلكس صاحب الرسوم المسيئة لنبي الإسلام محمد صل الله عليه وسلم والتي نشرت على صفحات جريدة ( نيريكس اليهاندا ) السويدية عن عمر ناهز 75 عام حيث مات محترقًا في سيارة الشرطة التي كانت تقله
والتي كانت تسير بسرعة عالية أفقدتها توازنها قبل أن تنقلب أمام شاحنة لم يتمكن قائدها من تفادي الاصطدام والذي تسبب في اشتعال نيران هائلة بالمركبتين ما ادى الى موت فيلكس مع شرطيين كانا يقومان بحراسته الشخصية منذ 2007 وقد نجا سائق الشاحنة بعد اصابته بجروح خطيرة ( سبحان الله مات وتفحمت جثته ولم تنفعه حراسته بعدما عاش 14 عاماً في الحجور يعتريه الخوف والقلق )
لقد كان حادثا مخيفا وغير متوقع علمه عند الله اكان ( عادي ام هو نكال وعذاب او سخط الهي ) وقد أثير حوله نقاش مستفيض في مختلف وسائل التواصل الاجتماعية فيما إذا كان هلاك فيلكس بهذه الصورة المأساوية عقوبة وانتقام رباني لنبيه الكريم ممن تطاول عليه واستهزأ به تحقيقا لقوله سبحانه ( إنا كفيناك المستهزئين )
أم إن الأمر كما فسره البعض لا يعدو أن يكون مجرد حادث عرضي ونهاية يمكن أن يتعرض لمثلها أي انسان او حتى أي مسلم صالح يحب المصطفى عليه الصلاة والسلام ويدافع عنه وقد قال البعض لو كان الأمر عقابا لكان الأولى بالعقاب الصهاينة نعم ولكن الا يعلم هؤلاء بان الله يمهل ولا يهمل ويمد لهم في طغيانهم يعهمون واذا اخذهم لن يفلتهم وإن ربك بالمرصاد ولا يظلم أحدا
في كل مرة كان الغيورون على دينهم يستنكرون جرائم المستهزئين بأنبياء الله ويرفعون أكف الضراعة بالدعاء إلى الله أن يريهم بطشه القريب بالمتطاولين عليه خاصة في هذا الوقت المخزي الذي باتت فيه الأصوات العلمانية الفجة تنطلق تسخر بمن يدعون بسوء المنقلب على المستهزئين بنبيهم وينتظرون نكال الله والعذاب والوبال يقع على الساخرين منه في الدنيا قبل الآخرة
الانتصار للنبي محمد صل الله عليه وسلم من المسيئين إليه وبكل السبل الاخلاقية والعلمية السلمية المتاحة وسواها واجب شرعي أناطه الله بعباده المسلمين حسب القدرة فإذا عجزوا لأي سبب أو تخلوا عن الواجب فإنّ الله ( لا يترك الشائنين بل يذيقهم نكاله في الدنيا قبل الآخرة ) مع ادراك حقيقة متعبة مفادها بأنه ليس كل الناس يذعنون للحق بالبراهين العلمية أو بالأخلاق الحسنة فهناك في كل زمان معاندون ومكابرون لا يكتفون بجحد الحق رغم وضوح دلائله بل يسعوا جاهدين في صد الناس عنه بأبخس وأحقر الأساليب والوسائل وهؤلاء هم الذين يدعو المسلمون عليهم بأن يجعلهم ربهم للناس آية كفرعون وقارون والنمرود وثمود واصحاب الرس وغيرهم
بعد مصرع الرسام السويدي في ذلك الحادث المرعب انطلق بعض العلمانيون كما هو حالهم في كل مرة يشككون في حقيقة العقوبات الالهية التي تنزل ببعض المعاندين والظالمين وهم يضربون الأمثال ويسوقون التعليلات بانه إذا هلك معاند قتلا أو حرقا أو غرقا ورأوا المسلمين يفرحون بذلك اخذوا يباشرون في ( تسفيه عقول ) الفرحين ويستحضرون وقائع عديد مات فيها بعض المسلمين بينهم دعاة وعلماء غرقا أو حرقا أو قتلا في محاولة منهم لإثبات أن ما حاق بالمستهزئين ليس عقوبات من الله بل هي حوادث عادية تتكرر هنا وهناك
لكنهم بزعمهم هذا وعلى ضعفه وقلة حيلته تناسوا عن قصد ان الل يعجل للظالم عقوبته في الدنيا مع ما ينتظره من قصاص في الآخرة لكنه سبحانه ومع ذلك قد يعاقب ظالما بما يكون ظاهرا للناس ليكون عبرة وقد يعاقبه بعقوبة باطنة لا يراها إلا أقرب الناس إليه وقد لا يراها أحد غير من نزلت به
وفي المقابل قد يبتلي الله في هذه الدنيا عبدا مؤمنا بألوان من الابتلاءات ليرفع درجته في دار الخلود فقد يمرض مرضا مزمنا وقد يموت ميتة عسيرة ولا يصح بعد هذا أن نقارَن خاتمة رجل عرف بمعاداته لله ولدينه ورسوله بخاتمة رجل اخر أراد الله أن يكتبه في شهداء الآخرة فختم له بالغرق أو الحرق أو الموت تحت الهدم والردم ( أم حَسِبَ الذِينَ اجترحُوا السيئاتِ انْ نَجعلَهم كَالّذِينَ آَمنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ سَوَاء مَحْيَاهم وَمَمَاتهم سَاءَ مَا يحكمون )
الرسام السويدي سيئ الذكر اقترف جرما شنيعا اتفق على شجبه المسلمون وكافة العقلاء من غير المسلمين عاش بعد موته 14 سنة تعرض خلالها إلى محاولات قتل نجا منها ولعله قد غرته الحراسة التي حظي بها وظن أنها مانعته مما ينتظره حتى كان الحادث الذي أخذه وأخذ معه من كانوا يحرسونه ويحوطونه بالرعاية ويجب هنا ان نتذكر جيدا قول الله تعالى في هذا الشأن ( وظنوا انهم ما نعتهم حصونهم من الله فاتاهم الله من حيث لا يحتسبوا ) وكذلك قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر )
لم يكن هذا المتطاول اللعين أول من يحيق به نكال الله بالشائنين والمستهزئين من نبيه الكريم فقد سبقه إلى سوء المنقلب مئات الهالكين وسيلحق به آخرون من بعده وقد صدق الله في قوله تعالى ( كذلك نفعل بالمجرمين ) ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم )
اظهار الفرح والسرور لما يصيب الطاعنون في دين الاسلام والمعادون للرسول والمسلمين في رسوماتهم او كتاباتهم او مقالاتهم هو فعل محمود وغير مذموم ولا ضير فيه شرعا ( بدون أن يكون هنالك خروج عن حدود الأدب الإسلامي بالشماتة ) حسب قول بعض الفقهاء والعلماء وهو من باب قوله تعالى ( ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيض قلوبهم ) نظرا لما في قلوب المؤمنين من الحنق والغيظ عليهم ما يجعل في هلاكهم وحلول المصيبة بهم فيه وقف عن زيادة اذاهم وشرورهم كما ان فيه شفاءً لما في قلوب المؤمنين من الغم والهم لان هؤلاء الأعداء محاربين للّه ولرسوله ويسعون بكل جهدهم وجبروتهم لإطفاء نور اللّه ومحاربة عباده المؤمنين ومعاداة أوليائه الصالحين
ولهذا فانه من حق عباد الله المؤمنين أن يفرحوا بمصارع المعاندين والمتطاولين ويعرضوا بأسماعهم وقلوبهم عن المشككين الذين لا تغني عنهم الآيات والنذر ( ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم )
ولا بد في هذا الأمر ان نؤكد حقيقة مؤلمة انه بسبب غياب مواقف رسمية عربية و اسلامية متضامنة وداعمة للمسلمين في مختلف بقاع الارض شجع ذلك على استمر القتل والذبح والتهجير والاستبداد بكل أشكاله واطيافه امتدادا من الصين لبورما والهند الى العراق وليبيا وسورية واليمن وغيرها كما تكررت جراء ذلك الاساءة للرسول ومعظم المسلمون ضعفاء لا يملكون أي قدرة أو قوة ولهذا باتوا أينتظرون فقط اي تدخل سماوي يشفي بعض الغليل الذي في صدورهم في زمن تكالبت فيه عليهم الامم وتراق فيه دمائهم في كل دقيقة
يذكر ان الرسام السويدي بفعلته الخسيسة والمنكرة لم يسئ لشخص النبي محمد عليه افضل الصلوات والتسليم وحده انما وصلت أساءته وحقارته ( الينا جميعا ) اي لكل واحد في امة الاسلام حول العالم والتي يصل تعدادها نحو المليارين مسلم يعتبرون محمدا نبيهم ورسوهم وقائدهم وقدوتهم وحبيبهم وجميعهم مستعدون لنصرته ولدفاع عنه بدمائهم واموالهم وابنائهم
ختاما … نسأل الله جلت قدرته المنتقم الجبار ان يبهجنا عما قريب بموتة شنيعة للرئيس الفرنسي ( امانويل ماكرون ) عدو الاسلام والمسلمين ورساميه الذين نشروا الصور المسيئة للنبي في صحيفة ( شارلي ايبدو ) وسواها ان يجعل في نهايتهم كما رسام الكاريكاتير السويدي فيلكس آية من آياته في الانتقام لنبيه وان تكون خاتمتهم عقوبة لهم وعبرة لغيرهم المستهزئين به الذين عرف عنهم الفسق والفجور والظلم والفساد فليس على الله بغزيز وهذا ( ليس من التألي على الله ) إنما هو من ( القول والرجاء على الله بما قضى وسن في شريعته ودينه ) وهي حقيقة ساطعة وسابغة لمن تدبر كلام الله وفهم سننه في الحياة والخلق وهذا وعد الله الذي لا يزول ولا يحول والله غالب على امره
mahdimubarak@gmail.com