هل علينا أن ننتظر مئة عام أخرى؟
نسيم العنيزات
بعد مئة عام من عمر الدولة الاردنية ما زلنا نختلف على تعريف الهوية والمواطنة وسط خلافات واتهامات متبادلة في وقت اصبحت فيه دول العالم تحتكم الى القوانين والتشريعات باعتبارها المرجعية الرئيسية في تتظم العلاقة بين الدولة والمواطن توضح حقوق وواجبات كل طرف من الأطراف أساسها الثقة والوضوح.
ونحن في المئوية الثانية ما زلنا ننشغل بامور وقضايا لا قيمة لها وكأننا نعيش في رغد من العيش والحياة دون تعقيدات او تحديات او بطالة تنذر بانفجار مجتمعي لا سمح الله .
مئة عام مرت والمجتمع منشغل باللحوم الجورجية ووقت وصولها واسعارها وكأننا نعيش برفاهية وحياة تتوفر فيها كل سبل العيش الكريم وقدرة على دفع فواتير المياه والكهرباء واقساط المدارس ولم يبق الا تناول اللحوم التي لا يراها الكثيرون منا الا من خلال الصور او في اماكن عرضها.
بعد كل هذه السنوات التي مرت من عمر دولتنا لم نتمكن من الخروج من دائرة الاتهام والتشكيك ، وحتى التخوين في بعض الأحيان عند اي قضية او موضوع يطرحه اي منا لتتعمق خلافاتنا حولها ونتبادل الاتهامات والتشكيك وكأننا لسنا بازمات متتالية ، او ان قطاعنا التعليمي والتربوي بخير ويسير ضمن نهج علمي مدروس تحقق الاهداف وتنمي المواهب وتعزز قيم الولاء والانتماء الوطني للأجيال القادمة او ان قطاعنا الصحي باحسن حال ، يمكّن اي مواطن بالحصول على رعاية طبية وصحية دون تعقيدات .
ننشغل بقضايا شخصية تقوم على الفزعة والشللية القائمة على المصلحة الذاتية او تبعا لاجندات لا نعرف مصدرها في وقت يمر به الوطن في تحديات وازمات على مختلف الصعد تهدد استقراره والسلم المجتمعي دون ان يرف لنا حفن بالخوف عليه او القلق على مستقبل أبنائنا والأجيال القادمة ، فأصبح كل شيء حولنا مباح وتحت القصف من كل الاتحهات وعلى مختلف الجبهات ، فلم يسلم شيء منه حتى مؤسساتنا الوطنية .
بعد كل هذا ما زلنا في تيه من حياتنا وامورنا تشغلنا امور صغيرة في وقت يعاني اقتصادنا من صعوبات تهدد قطاعات عديدة بالاغلاق والافلاس وتسريح موظفيها والعاملين لديها .
مئة عام مرت لم نستطع خلالها ايجاد الية واضحة لتنظيم العمالة الوافدة في ظل تصريحات وأنظمة متغيرة كل حين متناسين وجود ما يقرب من مليون وافد يسيطرون على قطاعات الاسكان والزراعة وحراسة المنازل ، وبيننا الاف الشباب العاطل عن العمل العاجز عن تامين قوت او مصروف يومه .
لنجد انفسنا امام سؤال غاية في الأهمية، ماذا استفدنا من السنوات التي مرت ، وكم علينا ان ننتظر ايضا، حتى نسير بالاتجاه الصحيح وننظر للوطن على انه للجميع وان يكون انتماءنا وولاءنا بعد الله له .
هل علينا ان ننتظر مائة سنة اخرى لنعيد التفكير بالنهج والخطط والاجراءات وان نسمو على كل الصغائر لان الوطن اكبر من الجميع وعلينا المحافظة عليه قبل فوات الأوان.